عقد في فيينا، صباح اليوم الاثنين، الاجتماع رفيع المستوى المعني بمناقشة الشأن الليبي بمشاركة عدد كبير من الدول، أهمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وتركيا وإيطاليا والجزائر والإمارات العربية المتحدة وتونس والسعودية بالإضافة إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن سامح شكري وزير الخارجية شارك صباح اليوم في الاجتماع رفيع المستوى. وتضمنت كلمته استعراضا لرؤية مصر بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، والتأكيد على أهمية التوصل إلى حلول تضمن وحدة الدولة الليبية واستقرارها، وعلى دعم مصر الكامل للشعب الليبي ومؤسساته التشريعية والتنفيذية، على رأسها مجلس النواب والمجلس الرئاسي والجيش الليبي بصفته الشريك الشرعي تحت مظلة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وأن جهود مصر تجاه العمل على حل الأزمة الليبية بالتعاون مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة إنما تنبع من فهمها الكامل للواقع الليبي. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن شكري شدد على ضرورة مراجعة الأسباب التي أدت إلى انسداد الأفق السياسي في أعقاب التوقيع على الاتفاق السياسي الأول في يوليو 2015، وكذلك على أهمية بناء الثقة المفقودة حاليا بين طرفي المعادلة السياسية الليبية ضمانا لإمكانية تركيز كافة الأطراف على مكافحة الإرهاب وإعادة البناء. كما أكد على أهمية إقدام مجلس النواب الليبي على التصويت على حكومة الوفاق الوطني بأسرع ما يمكن وفقاً لاتفاق الصخيرات، بما يوفر للحكومة الدعم الداخلي والأرضية الثابتة التي تمكنها من قيادة البلاد في هذه المرحلة التاريخية والحرجة. وأشار أبو زيد، الى أن وزير الخارجية حذر في كلمته من خطورة دعم بعض الأطراف لميليشيات مسلحة أو التغاضي عن نشاطها خارج إطار الدولة وسلطتها، لما يمثله ذلك من تهديد وخطر على حكومة الوفاق الوطني وقدرتها على حكم البلاد، مؤكداً على أهمية التمسك بإعلاء مفهوم الدولة والحذر من الميليشيات تأسيساً على ما يتم رصده من تطورات على أرض الواقع. وفي ذات السياق، أوضح شكري أهمية دعم المجلس الرئاسي الليبي ليبسط سيطرته على مؤسسات الدولة في طرابلس بالتعاون مع البعثة الأممية، مطالبا الأخيرة بتقديم توضيحات بشأن ما تم التوصل إليه اتصالا بالترتيبات الأمنية وتأمين عمل المجلس الرئاسي. هذا، وذكر المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية عقد عدة لقاءات على هامش الاجتماع رفيع المستوى مع عدد من وزراء خارجية الدول المشاركة، أهمها الولاياتالمتحدة وإيطاليا والإمارات، بالإضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج. وأضاف أبو زيد، أنه من المتوقع أن يصدر عن الاجتماع بيان يتضمن عدة نقاط، أهمها: دعم حكومة الوفاق الوطني ومطالبة مجلس النواب الليبي بتأييدها، والترحيب بقرار إنشاء حرس رئاسي سيتولي مهمة حماية المنشآت والمسئولين الحكوميين على أن يتم تعيين أفرادها من عسكريين محترفين، والتشديد على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة الليبية في حربها ضد الإرهاب، والاعتراف بالحاجة إلى تصويت مجلس النواب الليبي على حكومة الوفاق الوطني استكمالا للعملية السياسية.