لا يشعر المواطن البسيط بأية إنجازات للحكومة، ورغم الظروف الاقتصادية الحرجة التى تمر بها البلاد من غلاء وارتفاع لسعر الدولار وأزمات فى الصحة والتعليم والإسكان، ما زالت الحكومة تدور فى حلقة مفرغة تعتمد على المسكنات، وتعجز عن إيجاد الحلول الجذرية اللازمة لمحاولة تخفيف معاناة المواطنين. شعور بالإحباط بدأ يتسلل داخل المواطن جعله يفقد الثقة فى الحكومة، لأنه بعد ثورتين لم يجد أى تقدم ملموس فى معيشته ولا فى خطوات الحكومة التى تبدو مرتبكة وتعتمد على التصريحات فقط. الحاج راشد راغب -بائع الفاكهة- ليس سعيداً بارتفاع الأسعار ويحزن كثيرًا عندما يرى مشاعر الغضب فى عيون الزبائن، ولكن كما قال «ماذا يفعل»؟ فأسعار الفاكهة المستوردة قفزت بعد ارتفاع الدولار الذى ساهم فى رفع أسعار كل شىء.. إننا لا نرى شيئًا من إنجازات الحكومة على أرض الواقع، بنسمع فقط مجرد تصريحات، بل إن المشكلات زادت وكذلك البلطجة انتشرت فى الشوارع، وقد سمعنا عن شقق لمحدودى الدخل ولكن الناس ما زالت لا تجد السكن المناسب، باختصار هناك غلاء دون أن تكون هناك زيادة فى الدخل.. كما أن الفقراء ازدادوا فقرًا، ونتمنى أن نرى تغييرًا حقيقيًا، لأن الناس «زهقت». الأسعار معاناة مستمرة أما مصطفى عوض -عامل بأحد الأندية الرياضية- فيقول: نحن كطبقة كادحة أول شىء يهمنا هو الأسعار التى نراها ترتفع كل يوم.. فكيف يمكن للمواطن البسيط أن يفى باحتياجاته الأساسية فى ظل هذا الغلاء؟! فضلًا عن أن مشكلة القمامة ما زالت كما هى، ولم نشهد أى تغيير ملموس فى الفترة الأخيرة.. بل إن الأحوال تزداد سوءًا كل يوم، فمتى تشعر الحكومة بمعاناة الغلابة؟ ويؤكد عماد محيى الدين -نادل فى أحد المطاعم: نشعر بأن الحكومة تنحاز للأغنياء فقط وأسقطت الغلابة من حساباتها.. لقد قامت الحكومة بتخفيض أسعار السلع فى بطاقات التموين، وقامت برفع أسعار بقية السلع.. هذا بجانب ما نراه من تجاوزات فى أغلب مؤسسات الدولة سواء فى الصحة أو التعليم أو فى الداخلية، لقد طالبنا كثيرًا ونطالب أكثر الحكومة المصرية بأن يكون هناك رد فعل قوى لكل متجاوز، ونطالب وزراء الحكومة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالدولة. دروس خصوصية.. إجبارى جمال جرجس، بائع فى محل، لديه ابنتان فى المدارس: بصراحة لا نشعر بأية إنجازات للحكومة، ولكن ربما كان الجانب الأمنى فقط هو الذى تحسن فى الفترة الأخيرة، أما بالنسبة للمشروعات التى تتم تنفيذها لم أشعر بأننى استفدت من ورائها بأى شىء.. فالأسعار مرتفعة والغلاء مستمر. ويضيف «جمال»: أضطر إلى تحويل ابنتى من مدارس خاصة إلى مدارس حكومية بسبب عجزه عن دفع المصروفات.. فهل يمكن أن يعد هذا إنجازًا من إنجازات الحكومة؟! يضيف: أما الرواتب التى نحصل علينا فنقوم بدفعها كدروس خصوصية حتى لا يرسب أبناؤنا. مجلس الشعب.. هزلى ويتمنى عادل محمد، صاحب محل زهور، أن تعمل الحكومة بجد كالرئيس السيسى فهو يفعل ما لا يفعله بشر، يتحول بين القارات من أجل أن يصنع هيبة لمصر، وترك الأمور الداخلية للوزراء، ولكنهم للأسف لا ينجزون بنفس سرعة الرئيس، لقد أصابنا الإحباط بسبب ما نشاهده من جلسات هزلية لمجلس الشعب، الذى كان من المفترض أن يعبر عنا.. أما بالنسبة للمشروعات التى تقوم بها الحكومة، فنتائجها لم نشعر بها نحن البسطاء الذين صبروا صبر أيوب. الروتين القاتل أما نانيس عبدالكريم - ربة منزل - فهى لا تشعر بأن المشروعات التى قامت بها الحكومة أتت بثمارها، فهى مشروعات على المدى الطويل وتتساءل: لماذا العاصمة الإدارية الآن، ولماذا ننفق عليها كل هذه الملايين، إننا نريد حلولًا جذرية لمشكلاتنا الآتية ويكفى ما شهدناه مؤخرًا من ارتفاع سعر الدولار.. فضلًا عن الروتين الذى نراه فى كل مؤسسات الدولة من أجل استخراج أية أوراق رسمية. مناخ سيئ وتبرر غادة محمود، موظفة فى شركة خاصة، عدم ثقتها بالحكومة بما تراه من تدهور فى كافة المجالات، خاصة التعليم والنظافة والاستثمار والطرق والقمامة فى كل مكان والمناخ الاستثمارى سيئ لذا كان من باب أولى البدء بحل تلك المشاكل، وتضيف: يجب أن تكون هناك أولويات للحكومة، وأن تسعى لزراعة جسور الثقة من جديد مع المواطن، من خلال اتباع المصارحة والمكاشفة بعيدًا عن الكذب والمسكنات. فقدان الثقة الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسى، يرى أن المواطن البسيط يريد أن يشعر بأن حياته اليومية مستقرة دون معاناة، لكن الواقع يشير إلى أن منذ لحظة خروجه من لمنزل تبدأ معاناته اليومية فى المواصلات، ومن ناحية أخرى يجد نقصًا فى السلع التموينية أو قد تكون متوفرة، لكنها رديئة.. كل هذا يجعله يشعر بأنه لم يحدث أى إصلاح حقيقى.. وينتظر المواطن بعد قيام أية ثورة أن يجد إصلاحًا فى كل مؤسسات الدولة، لكن أثرت الأحداث الأخيرة على السياحة، كما ارتفع سعر الدولار، فضلًا عن تجاوز بعض الفئات فى جهاز الشرطة كل هذا جعلت ثقة المواطن تهتز فى الحكومة. تغييرات إيجابية ولكن على عكس «د. صادق»، يرى د. مجدى طلبة، الخبير الاقتصادى، أن الصورة ليست قاتمة بهذه الصورة، مشيرًا إلى أنه منذ تولى الرئيس السيسى الرئاسة، طرأت تغيرات إيجابية فى الأوضاع الأمنية، وإن لم تصل بعد إلى المستوى المرجو، وعلاوة على ذلك، فقد أسهمت الزيارات الرئاسية إلى عدد من الدول الغربية والآسيوية، فى تعزيز ثقة المستثمرين فى الاقتصاد المصرى. كما أن أطروحة التقسيم الإدارى الجديد للمحافظات يمهد للتوسع العمرانى شرق وغرب الوادى، مشيرًا إلى أنه بالرغم من عدم شعور المواطن بتحسن فى أوضاعه المعيشية بصفة عامة، فإن هناك شعورًا بالرضا فيما يخص خدمات الكهرباء والتموين ومنظومة الخبز.