أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأحد أن روسيا في مساعيها لتسوية الأزمة السورية تنطلق من مصالحها قبل كل شيء. وفي تصريح صحفي أشارت زاخاروفا إلى أن مسألة التسوية في سورية هي "مسألة ذات أهمية مبدئية بالنسبة لروسيا، لأن محاولات تحويل هذا البلد إلى بؤرة للإرهاب تعتبر ضربة، بما في ذلك ضربة ضدنا". وذكرت زاخاروفا أن نزع الألغام من مدينة تدمر السورية تعطيه روسيا هو الآخر أهمية بالغة، "وذلك ليس فحسب بسبب وجود آثار فيها، بل لأنه جزء من عملية إعادة الحياة في سوريا إلى طبيعتها". وأضافت أن هناك تطورات إقليمية ودولية مرتبطة بالأزمة السورية، تعتبر روسيا معالجتها هي الأخرى من مصالحها القومية، إلى جانب اهتمامها بمكافحة الإرهاب الدولي. زاخاروفا: لسنا معزولين! وأعلنت زاخاروفا أن روسيا تبقى دولة رائدة في حل أكثر القضايا الدولية حدة، على الرغم من محاولات لعزلها على الساحة العالمية، قائلة: "بالطبع لسنا معزولين وهو أمر بديهي، فنحن نتعامل سواء مع شركائنا الذين لم يقفوا ضدنا من قبل، أو مع الذين أعلنوا أننا أصبحنا في عزلة". وذكرت أنه على الرغم من حدوث تراجع ملحوظ في علاقات روسيا مع الدول الغربية، إلا أن موسكو هي التي ترأست، إلى جانب واشنطن، مجموعة دعم سوريا، ويعقد المجتمع الدولي عليها آمالا في نجاح عملية السلام في هذا البلد، الأمر الذي يدل على فعالية سياسة موسكو الخارجية. وتابعت قائلة إن موسكو تسعى للتعاون مع دول أخرى، "بشرط أن يتم على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادلة ومبادئ سيادة الدول، وطبعا بشرط احترام مصالحنا القومية". الكلام عن عودة "حرب باردة" كلام خاطئ وذكرت زاخاروفا أنه من الخطأ وصف العلاقات الراهنة بين روسياوالولاياتالمتحدة بأنها عودة "حرب باردة"، علما أن الحديث لا يدور عن صراع بين نظامين دوليين مختلفين، فهناك قيم مشتركة بين البلدين مثل الحرية والديمقراطية واقتصاد السوق، لكن ثمة خلافات بين موسكووواشنطن حول عدد من القضايا. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الهدف الحقيقي من الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة على روسيا هو إضعاف الدول الأوروبية، علما أن "الرصاصات الموجهة إلى روسيا ترتد على أوروبا وتضربها".