أكد عدد من أساتذة العلوم السياسية أن تفجيرات بلجيكا التى وقعت صباح اليوم رسالة ترويع نفسي من الارهاب لأوروبا ردًا على القبض على صلاح عبدالسلام، القيادى الارهابي، وتهدف الرسالة الإرهابية إلى إظهار قدرة تلك الجماعات على الوصول إلى قلب أوروبا وأى دولة مهما كانت كبيرة. وأشار الخبراء بأصابع الاتهام إلى تركيا واسرائيل، بوصفهما متورطتين ومستفيدتين من هذه التفجيرات، حيث ألمح الطرف الذى خص تركيا بالذكر إلي أنها الحاضن للجماعات الإرهابية وان لها صلة بهذه الجماعات فضلا عن كونها فى حاجة إلى تحقيق عدد من القضايا التى تقف أوروبا فى الجانب المناهض لها، وذكر البعض الآخر أن إسرائيل ترغب فى تأجيج الوضع بين العرب وأوروبا وهو ما يدفعها إلى تنفيذ مثل هذا الهجوم، مستشهدين بالغضب الغربى الذى سيحدث تجاه الدول العربية والإسلامية. قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تفجيرات بلجيكا كانت متوقعه لأن التحقيقات التى اجريت عقب تفجيرات باريس أشارت إلى تمركز مجموعات إرهابية كبيرة فى بلجيكا، مؤكدة أن الشبكات الإرهابية أصبح لها وجود كبير فى مختلف بلدان العالم وتمتد هذه الشبكات من كوت ديفوار اقصى الغرب حتى أندونيسيا قصى الشرق. وأضافت «نورهان» أن العناصر الأوروبية التى انخرطت فى داعش ومعروفة باسم «العائدون من سوريا» تلقوا تدريباً وتأهيلاً على تنفيذ العمليات الارهابية ويعتبرون خطراً كبيراً لأن بمقدورهم الوصول إلى قلب أوروبا، مشيرة إلى أن تفجيرات بلجيكا تعتبر رسالة من الجماعات الارهابية لأوروبا، مفادها أنهم موجودون ومسيطرون على زمام الامور ومهما كانت الدولة كبيرة فستكون حتمًا فى مواجهة الإرهاب. واعتبرت أستاذ العلوم السياسية أن أوروبا بدأت تعانى من خطر العفريت الذى قامت بتحضيره فى السابق حيث انها كانت فى فترة من الفترات تحث الشباب على الارهاب وقامت بإرسال عدد كبير منهم إلى سوريا، وأكبر دولتين أرسلتا الشباب هما: فرنسا وألمانيا، موضحة أن العالم كله يواجه تحدى التصدى للإرهاب. وتابعت: «لا أستبعد إطلاقًا أن تكون تركيا هى الفاعل الرئيسي وراء هذه العمليات الإرهابية لانها كانت الحاضنة لهذه الجماعات وهى الدولة الاولى المعنية بها وتربطها بها علاقات وصلات، خاصة أنه يهمها إرهاق واستنزاف أوروبا لصالح بعض القضايا الخاصة بها». ويرى الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تفجيرات بلجيكا رسالة ترويع نفسي لأوروبا واثبات أن الارهاب قادر على الوصول لاى دولة، لافتًا إلى أن الهدف من الارهاب هو التخويف والترويع لذلك فإنه يعتمد على العشوائية فى التنفيذ واختيار بلجيكا تحديدًا ليس له هدف مختلف عن تفجيرات باريس او تفجير الطائرة الروسية أو غيرها من التفجيرات التى استهدفت أوروبا. ونوه «بدرالدين» إلى أن أوروبا مستهدفة بنار الإرهاب منذ فترة كبيرة إلا أن تفجيرات بلجيكا قد يكون متورطاً بها دول بعينها بسبب قرار روسيا المفاجئ بسحب قواتها من سوريا، مبينًا أن كل هذه افتراضات واحتمالات سياسية ولكنها ليست مؤكدة. وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه من الضرورى أن تتوافر جهود دولية للتصدى للارهاب سواء عن طريق مواجهات أمنية أو مشروعات تنموية أو من خلال النهوض بالشباب وتوفير فرص عمل لهم وزرع القيم الحسنة فيهم، موضحًا ان كل هذه الوسائل التى يتم عن طريقها مواجهة الارهاب لابد أن تتم من خلال تكاتف دول العالم أجمع. وأكمل: «طالما أن الظاهرة عالمية وسبق أن تحدثت عنها مصر بها ومن الممكن الاستفادة من رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة لمدة عامين فى إعداد مشروعات قوانين لمواجهة الإرهاب». وذكر الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، ثلاثة أسباب وراء تفجيرات بلجيكا، وهي أولا رد فعل علي قيادة بلجيكا بالقبض على صلاح عبدالسلام، أحد أعضاء التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى أنها مقر للاتحاد الأوروبى، وأنها مركز لحزب شمال الأطلنطى، وهو ما عرضها للهجوم الارهابي ردًا على الممارسات التى تقوم بها أوروبا فى ليبيا وسوريا. وأرجع «حسين» تحليله إلى أنه ترددت أنباء عن سماع صيحات عربية وتهليل عقب التفجير وهو ما يشير إلى أن الفاعل عربي أو مسلم، لذلك فإن الاسباب الثلاثة سالفة الذكر تعد الدافع الانتقامى للجماعات الارهابية من الاتحاد الأوروبى بشكل عام وبلجيكا بشكل خاص. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أنه فى حالة كان هناك تورط لأى دولة فى هذه التفجيرات فإنها ستكون إسرائيل بلا شك لأنها المستفيد الوحيد من صراع الغرب مع المنطقة العربية، لافتًا الانتباه إلى أن رد الفعل الأوروبى ضد العرب بعد ساعات سيثبت أن إسرائيل وراء التفجيرات.