علي أطلال الرحمة تتربع دور تخفيف الآلآم أو بالأحرى المستشفيات كما يدعون، ليعلو صوت الآلم بين آنات الموجوعين في عدة لقطات متناثرة رصدتها "عدسة الوفد" من الداخل كاشفة الواقع الذى وصلت أليه الأوضاع هناك والتى تسجل ضحية واحدة وهى المريض البائس. فمن تحت مجهر بوابة الوفد كانت لنا جولة داخل معهد الكلي بالمطرية، بدأت بقطع الكشف المجانى بدون اى رسوم لنجلس في مقاعد الاصطفاف في أنتظار دورنا في حجرة الكشف مع باقي المرضي الذين سأموا من للانتظار لتدور الأحاديث الجانبية لاعنة المعهد وممرضيه وأطبائه المعزولين عن الآم المرضي بهذا الشكل . وبعد حوالي ساعة وربع كان لنا موعد داخل حجرة الكشف التى أكتشفنا فيما بعد انه حجرة انتظار أخرى ، ينتظر فيها أكثر من مريض دوره للكشف لدى دكتور واحد ..وكمفاجأة غير متوقعة تمت عملية الكشف بصورة لائقة إستمع فيها الطبيب المعالج لنا حتى النهاية طالبا من مراسل للوفد اجراء أحد التحاليل واعادة الكشف مرة أخرى . ومن هنا نفضنا أيدينا عن الجولة كلها مكتفيين بجولة داخل المستشفي ، لنكتشف واقع مختلف تماما لأهمال غرف المعهد المعتاد من المستشفيات الحكومية ، فضلا عن وجود أكثر من مريض يطالب بدكتور لم يتواجد بعد .. حتى ان الممر نفسه تواجد به عربة لنقل المرضي او ربما الموتى زحف عليها الصدأ أو ربما دماء جفت ، في مشهد لا يسر غادى أو ذاهب. ولكن الكارثة الكبري هي تهاون ادراة المعهد بحياة مرضي الحالات الحارجه ، فتعتبر حجرة عمليات المعهد عبارة عن مسكنًا مهجورً متساقط الحوائط وردئ الشكل فضلًا عن الاجهزة القديمة ، وإنتشار الصدأ في أكثر من مكان بالداخل وكأنها غرفة في مطعم وليس حجرة عمليات . خلال تجول بوابة الوفد بالمعهد كشفت أحدى الممرضات "رفضت ذكر أسمها " ان الأوضاع داخل المعهد تتم بصورة عشوائية الي حد كبير ، فهناك أكثر من حالة تفقد روحها أسبوعيا لأخطاء داخل غرفة العمليات ، ولا يدركها سوى القائمون علي العملية .. حتى ان جهاز الكى المستخدم في العمليات به مشكلة أدت الي حرق 6 أجساد مرضي في يوم واحد من بينهم طفل لم يتعدى عمره الثلاث سنوات . وتضيف : إدارة المستشفي تتهاون مع الكثير من الأمور ومنها ان أعمال الترميم أستمرت لشهران بجانب غرفة العمليات التى يحتاج فيها الأطباء الى الهدوء التام للتركيز وتجنب الأخطاء الشائعة.