مازال مسلسل الفساد والإهمال، داخل المستشفيات الحكومية بمحافظة البحيرة، مستمرا، ومعهد أورام دمنهور، أكبر دليل على استمرار الإهمال، فالمرضي ينتظرون فى طوابير المعهد بالساعات، إنتظاراً للدخول لتوقيع الكشف الطبي عليهم والحصول علي جرعة علاج تخفف آلامهم، وترصد "البوابة نيوز"، حالة الإهمال والفساد داخل المعهد، وهو إهمال متعمد من الأطباء الذين يتعاملون مع باستهانة مع المرضي المنتشرون فى كل مكان بالمعهد، ويفترشون الطرقات، فى انتظار دورهم لتوقيع الكشف الطبي عليهم، فى الوقت الذى لا يتواجد فيه الأطباء لمتابعة الحالات المرضية، ولا تتوافر فيه الخدمة الجيدة لعلاجهم وتخفيف آلامهم. هند محمد، إبنة إحدى مريضات معهد الأورام، تقول إن والدتها محتجزة بالمعهد لأنها مصابة بسرطان الثدي، ولم تتلقي منذ حجزها أي نوع من الرعاية، فالمعاملة هنا غير آدمية، والممرضات سيئات للغاية، ويتعاملن بتعنت شديد مع المرضي، وكأنهن بشر والمرضي لا. وأضافت أن الأطباء فى المعهد مهملون جدا فى متابعة الحالات، خاصة حالة والدتها التي تعرف حتى الآن ما إذ كانت تستجيب للعلاج أم لا. وأشارت هند إلى أن الإهمال لا يقتصر على المتابعة الطبية فقط، إنما أيضًا على عدم نظافة المكان، وزيادة عدد المرضى داخل الغرف، فكل غرفة بها 8 مريضات، ما قد يتسبب في انتشار العدوى، مع عدم توافر أجهزة لإجراء الأشعة المقطعية، ما يضطر المريض لإجرائها بالخارج بمبالبغ أكثر من قدراتهم المادية. وقال محمد فتحي، أحد المرضى: فكرة ذهاب المواطنين للمستشفيات الحكومية للعلاج بالمجان، لم تعد صحيحة، فالمريض هنا يضطر لشراء مستلزمات كثيرة يحتاجها الطبيب وهي غير متوفرة. مثل أكياس الدم. وأضاف: أن الخدمة المجانية الحقيقية الوحيدة الموجودة في المستشفى، هي الكشف الذي يجريه الطبيب، والذي يكون في معظم الأوقات سريعًا للتخلص من الأعداد التي تكتظ بها ممرات المستشفى. ومن جهته أكد حسين محمد، أحد المرضي، أن بعض العاملين يتقاعسون عن القيام بأعمالهم، ومنها عدم صرفهم "الروشتات" بالكامل، ما يضطرنا لشراء الأدوية من الخارج، وقال: كنا نتوقع أن تكون المستشفيات الحكومية خصصت لعلاج الفقراء، لكننا اكتشفنا أنها أصبحت مثل المستشفيات الاستثمارية، لذلك "الموت هو الحل الوحيد لمعاناتنا".