رغم قيام الثورة التي ظننا بعدها أن يختفي هذا المشهد أو على الأقل سيتغير ولو قليلا، فأمام باب المستشفىات الحكومية خاصة التعليمية منها على مستوى الجمهورية ستجد طوابير من المرضى ينتظرون الدخول ومشاجرات مستمرة بين المرضى والأمن بسبب تأخرهم في الدخول وانتظارهم لساعات طويلة أمام باب المستشفى وفى الوهلة الأولى لدخولك المستشفى تجد المرضى في كل مكان على الكراسى ويفترشون الأرض انتظارًا لتوقيع الكشف عليهم، حيث إن الخدمة الطبية والصحية فى مصر شهدت معاناة بالغة من النظام السابق حتى الآن. فالمستشفيات تعانى إهمالاً وقلة إمكانيات وعدم وجود رعاية للمرضى وربما لا يستطيع البعض منهم الدخول لتلقى العلاج فكوارث المستشفيات العامة لم تقتصر فقط على حوادث الإهمال بسبب ضعف الإمكانيات والأجهزة والأدوية بل قد يكون هناك إهمال متعمد واستهانة بأرواح البسطاء حتى أصبحت بمثابة معاناة للشعب المصري وخاصة الفقراء. وبسؤال المواطنين عن آرائهم في مستوى الخدمة الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية قال أحمد عادل أحد المرضى، إن المواطنين يأتون للمستشفيات الحكومية للعلاج بالمجان وهذا غير حقيقي فالمريض يضطر لشراء مستلزمات يحتاجها الطبيب غير موجودة بالمستشفى، مثل الحقن وأكياس الدم والجبائر أي أن الخدمة المجانية الحقيقية الوحيدة الموجودة فى المستشفى هى الكشف الذى يجريه الطبيب والذى يكون فى معظم الوقت سريعًا للتخلص من الأعداد التى تكتظ بها ممرات المستشفى.
كما أوضحت سامية محمد ابنة إحدى المرضى بقصر العيني أن والدتها محتجزة بالمستشفى. واشتكت من سوء معاملة وقسوة الممرضات وتعالى الأطباء الذين لا يشرحون لها حالة والدتها بالضبط فهى حتى الآن لا تعرف حالة والدتها هل تحسنت أم لا؟ بالإضافة لسوء الخدمة المقدمة وسوء النظافة مشيرة إلى أنهم ينتظرون أكثر من أسبوعين حتى يستطيعوا عمل إشاعة مقطعية وإلا نضطر لعملها بالقطاع الخاص بتكلفة عالية كما أن الغرفة الواحدة بها 8 أفراد وهو عدد كبير جدًا. ومن جانبه قال حسين فتحي إن معاملة الممرضات للمرضى غير آدمية ما يضاعف إحساسهم بألم المرض وهناك تقاعس من بعض العاملين عن القيام بعملهم مثل عدم صرفهم للروشتات بالكامل. ويرى عامر فؤاد بعض أوجه القصور منها تفضيل بعض الممرضات للنوم على رعاية المرضى ليلاً بالإضافة للتكدس الموجود بالغرف كما أن الأهالي والمرضى هم من يقومون بتنظيف أماكن إقامتهم وشراء مستلزماتهم.
واشتكى محمود صبري من أن دورة المياه الخاصة بالمرضى تعانى من تشققات بالجدران كما أن السخانات بها أعطال وأنها تشكل خطرًا على المرضى وتعرضهم للصعق الكهربائي.
وفى سياق متصل يقول والد أحد المرضى: "وهناك مئات يموتون يوميًا بسبب عدم حصولهم على العلاج، وعدم النظافة حيث تجد عنابر المرضى مهملة فالأسرة غير نظيفة وغير مرتبة والمرضى لا يجدون من يعتني بهم فالممرضات منهمكات بأشياء أخرى غير رعاية المرضى كالنميمة وترى القمامة من أكياس وزجاجات فارغة وفوارغ أدوية وحقن وشاش وقطن فى كل مكان".