أحلام البسطاء تتلاشى بعيشه كريمة تليق بأدميتهم التى يطالبون بها فإهمال حكومة الانقلاب لم يقف عند حد بل إمتد أيضاً الى المرض فقد أصبح شعار مستشفى بنها التعليمى «إهمال، وقمامة، سوء معاملة، خدمة طبية سيئة، وقلة إمكانيات، واستهانة بأرواح البسطاء من المرضى الفقراء»،فأمام باب المستشفى طوابير المرضى تنتظر الدخول تصحبها مشاجرات مستمرة بين المرضى والأمن؛ بسبب تأخرهم فى الدخول وانتظارهم لساعات طويلة أمام باب المستشفى. وللوهلة الأولى عند دخول المستشفى، المرضى فى كل مكان على الكراسى ويفترشون الأرض انتظارا لتوقيع الكشف عليهم، أما قسم الطوارئ به حجرة واحدة مساحتها تتراوح بين 3-4 أمتار، والتى بالطبع لا تستوعب عدد المصابين، فالأبواب متهالكة والأسرة محطمة وتفوح منها رائحة الإهمال، وتبعث علي المرض وليس الشفاء، والحفر تملأ الجدران، وسلوك الكهرباء خارج العلب الخاصة. وعن عنابر المرضى، فالأسرة غير نظيفة وغير مرتبة، والمرضى لا يجدون من يعتنى بهم، فالممرضات منهمكات بأشياء أخرى غير رعاية المرضى، والقمامة من أكياس وزجاجات وفوارغ أدوية وحقن وشاش وقطن، فى كل مكان بمستشفى بنها التعليمى، المفترض أنه مكان لعلاج المرضى، لكن فى الحقيقة كم الإهمال الموجود به، يزيد المرضى آلاماً. يقول شمعون مرزوق، أحد المرضى، إن المريض يضطر لشراء الحقن وأكياس الدم والجبائر التى يحتاجها الطبيب وغير الموجودة بالمستشفى، وإذا احتاج المريض إجراء عملية جراحية، يطلب المستشفي من المرضي احتياجات العملية، التى من المفترض أن تقدم له مجانا، مضيفا: «الخدمة المجانية الحقيقية الوحيدة الموجودة فى المستشفى هى الكشف الذى يجريه الطبيب فى معظم الوقت سريعاً؛ للتخلص من الأعداد التى تكتظ بها ممرات المستشفى». من جانبه، يوضح محمد خليل، مدرس وأحد المرضى، أن المستشفى يحتاج إلى أطباء جراحة مخ وأعصاب ومركز لعلاج السموم، معتبرا إياهم من الأولويات التي يجب توافرها في أي مستشفى. ويؤكد ممدوح عبد الحميد، محاسب، أنه لا يوجد بالمستشفى جهاز رسم مخ أو أشعة رنين أو أشعة مقطعية، مما يجعل المستشفي غير مهيأ لاستقبال حالات الإصابة في الحوادث، الأمر الذى يودي بحياة المرضي والمصابين. على الجانب الآخر، قال أحد الأطباء بالمستشفى – رفض ذكر اسمه- إن المستشفى لا يوجد به سوى جهاز رسم قلب واحد، وجهاز صدمات للإنعاش واحد أيضا في قسم كامل، لافتا إلى النقص الشديد فى الأدوات الطبية البسيطة مثل "الأنبوبة الحنجرية" و”المنظار الجراحي”، مضيفا أن الأطباء يحولون المرضي إلى عياداتهم الخاصة ومستشفيات القاهرة؛ بسبب نقص الإمكانيات وتكاسل بعضهم عن العمل المجانى.