يبدو أن الخوف من الإرهاب الإسلامى فى أوروبا أصبح "ثقافة شائعة" تتحمل وسائل الإعلام الغربية مسئولية نشرها أكثر من كونه حقيقة واقعة كما تؤكد ذلك الأرقام الخاصة بالإرهاب الذى ضرب القارة الأوروبية فى عام 2009. فقد كشفت وكالة "يوروبول" التى تحظى بمصداقية كبيرة فى أوروبا فى تقرير لها عن أن القارة الأوروبية تعرضت خلال 2009 لنحو 294 عملا إرهابيا، نسب واحد منها فقط للاسلاميين، وقد جرى هذا العمل الأرهابى المنسوب للتطرف الإسلامى فى إيطاليا عندما انفجرت قنبلة على الأراضى الإيطالية. وذكرت مجلة "لكسبريس" الفرنسية أن هذا التقرير الأوروبى آثار حفيظة الصحفى الكندى المتخصص فى شئون الإرهاب، دان جاردنار الذى أكد أن التهديد الإرهابى الإسلامى لأوروبا فى عام 2009 لم يزد فى خطورته عن التهديد الذى مثلته على سبيل المثال لجنة الدفاع عن الكروم الفرنسية التى لا تتوقف عن التهديد باستخدام القوة لوضع حد لاستيراد النبيذ من الخارج لحماية النبيذ الفرنسى. ويرى جاردنار أن تقرير يوروبول يؤكد أن هناك سياسة مدروسة لبث ثقافة الخوف من الإرهاب الإسلامى رغم أن النشاط الإرهابى المتعلق بالحركات الإنفصالية فى أوروبا يزيد بكثير عن النشاط الإرهابى للحركات الإسلامية والدليل على ذلك عدد العمليات التى قامت بها حركة إيتا الإنفصالية فى أسبانيا أو الإنفصاليين فى جزيرة كورسيكا الفرنسية. فقد كشفت يوربول عن أن الإرهاب المتعلق بالحركات الإنفصالية فى أوروبا يتحمل مسئولية معظم العمليات الإرهابية التى ضربت أوروبا فى عام 2009، فقد نفذت حركة إيتا الإنفصالية فى عام 2009 الغالبية العظمى من 237 عملية إرهابية منها 89 عملية نفذت على الأراضى الأسبانية و148 على جرت على الأراضى الفرنسية. أما المنظمات التابعة لليمين المتطرف ولليسار المتطرف فتتحمل مسئولية 40 عملية شهدتها أوروبا فى عام 2009.