كشف تقرير لمنظمة "محكمة بروكسل" حصلت "بوابة الوفد" على نسخة منه، تفاصيل الخطه الامريكية لتفكيك العراق داخليا وبنشر العنف والارهاب، لتشتيتها بين الطوائف والفصائل، حتى لا تقوم لها قائمة بعد رحيل الامريكان منها، وذلك عقب وقوع احداث سبتمبر الارهابية، انطلاقا مما اعلنه نائب وزير الدفاع بول وولفويتز حينئذ، بأن تركيز امريكا الرئيسي للسياسة الخارجية هو انهاء الدول التي ترعى الارهاب، وكانت العراق تصنف فى حينه ب"دولة ارهابية". وقال التقرير الذى اشرف عليه الناشط البلجيكى ديرك ادريانسنز عضو اللجنة التنفيذية للمحكمة أن هناك عمليات ممنهجة ومنظمة مارستها امركيا بالقتل والاهمال الصحى لتقليص الشعب العراقى مما ادى لوفاة اكثر من 1.3 مليون مدني، وثمانية ملايين عراقيين بحاجة الى للمساعدات، واكثر من 45% من العراقيين يعيشون بأقل من دولار في اليوم، بجانب تشريد 2.5 مليون. وقبل الغزو الامريكي تراوحت نسبة السكان الذين يعيشون في الاحياء الفقيرة اقل من 20 بالمائة، اما الآن ارتفعت هذه النسبة الى 53 %، وهو ما يعادل 11 مليونا من قاطني المدن الحضرية من اصل 19 مليونا. وفى مجال التعليم تم احراق و نهب و تدمير 84% من مراكز التعليم العالي، و25% من المدارس الابتدائية بحاجه لحملة اعادة تأهيل، وقد تم قصف اكثر من 700 مدرسة ابتدائية، و حرق 200، ونهب اكثر من 3 آلاف. وتراجعت اعداد المدرسين بنسبة 80%، وتعرضت مؤسسات التعليم لعدد 31.598 هجوم، وبلغ عدد الاكاديميين المغتالين اكثر من 200 اكاديمى بمراكز مهمة، وعدد الاعلاميين اكثر من 200 ايضا، وعانت الطبقة المثقفة من حملات منظمة و منهجية من التخويف، الاختطاف، الابتزاز، القتل العشوائي والاغتيالات المستهدفة. وهجر العراق بسبب الغزو الامريكى عشرون الف طبيب مسجل عراقي من اصل 34.000، فيما قتل اكثر من 2000، واستهدف الغزو الامريكى تحقيق الخراب الثقافي، فتم تدميرالمحفوظات والمعالم الوطنية التي تمثل الهوية التاريخية للشعب العراقي. واختفت الاف القطع الاثرية منها 15.000 قطعة نفيسة تعود الى حضارة وادي الرافدين، وقطع مأخوذة من 12.000 موقع تأريخي، ودمرت المكتبة الوطنية، واصبح تهريب و تجارة القطع الاثرية العراقية هي واحدة من اكثر الاعمال ربحاً في العراق والعالم . وحولت امريكا سبعة مواقع اثرية لقواعد عسكرية منها اور، واحدة من اقدم المدن في العالم وهى مسقط رأس النبي ابراهيم عليه السلام، وكذلك بابل الاسطورية . كما جهزت امريكا الجماعات العراقية المنفية، للعب دور مهم في اعمال العنف وتم انشاء وحدات شبه عسكرية، مؤلفة من رجال الميليشيات الكردية والجماعات المنفية من ضمنها كتائب بدر، وقام المؤتمر العراقي الوطني والوفاق الوطني العراقي بحملة من الارهاب والقتل، على غرارما حدث في برنامج فينكس في فيتنام، حيث نفذت عمليات ارهابية وحملة اغتيالات ادت لقتل آلاف المدنيين. ونفذ البنتاجون عمليات اغتيالات منظمة وشكل الوحدات شبه العسكرية، وتم جلب مصادر خارجية لترهيب البلاد ولتتكفل بالقوى المحلية، وهو نفس السيناريو السابق الذى نفذته امريكا فى السلفادور، وقام البنتاجون بتعيين المرتزقة امثال داينكورب، الذي ساعد الميليشيات الطائفية المستخدمة لترهيب و قتل العراقيين وجرالعراق الى الحرب الاهلية. وكشف التقرير "الحرب القذرة" الامريكية فى العراق كما حدث في امريكا اللاتينية، وبصورة اعنف مما تم فى حرب فيتنام بالتركيز على المدنيين باتباع استراتيجية ترهيب البلاد، والعقاب الجماعي ضد عامة الشعب لترويعهم و اجبارهم على الخضوع. وقد اختفى آلاف العراقيون جراء هذه الحرب القذرة، شوهد بعضهم معتقلا ومحملا على ظهر شاحنات من قبل مليشيات ترتدي زي الشرطة، وآخرون اختفوا ببساطة، واعترفت وزيرة حقوق الانسان وجدان ميخائيل بتلقى اكثر من 9000 شكوى من عراقيين حول اختفاء اقاربهم خلال سنتي 2005 و2006فقط . ونفذت امريكا عملية "سيرج" او عملية تصعيد العنف الداخلى، بزيادة استخدام فرق الاغتيال الاميركية من القوات الخاصه، بجانب القوات الخاصة البرطانية التى عينت و دربت ارهابين في المنطقة الخضراء لتصعيد التوتر العرقي . وحصلت نخبة جناح الساس، والذين يدعون "فرقة العمل الاسود" ذوي التاريخ الدامي في شمال ايرلندا، حصلوا على حصانة، لاداء اعمال تتلخص فى توفير متفجرات ذات تقنية عالية، كما ضخت امريكا قواتها للعمليات الخاصة فى العراق رغم مزاعم سحب وتقليص القوات، وانشأت نخبة وحدة عمليات سرية فتاكة، مجهزة بشكل كامل بالمعدات الأمريكية. كما وثقت المنظمات الدولية لحقوق الانسان على غرار اللجنة الدولية، منظمة حقوق الانسان، منظمة العفو الدولية، هيومان رايتس ووتش، الجرائم المنهجية التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة ضد معتقلين بغير امر قضائي في العراق. وشملت أشكال التعذيب تهديدات بالقتل، عمليات اعدام صورية، عمليات الاغراق الوهمية، خفض حرارة الجسم بالمبردات والمياه المثلجة، التعليق، الحرمان من النوم، الجوع والعطش، والامتناع عن العلاج الطبي، الصعق بالصدمات الكهربائية، ومختلف أشكال الاغتصاب والاعتداء المثلي، الضرب المتواصل، الحرق، والقطع بالسكاكين واستخدام الأصفاد المرنة المؤذية، والخنق، والاعتداء الحسي. وأكثر أشكال التعذيب النفسي هو الإذلال الجنسي، والاحتجاز وتعذيب أفراد الأسرة، وقالت لجنة للصليب الاحمر ان "بين 70 ٪ و90 ٪ من الأشخاص المحرومين من حريتهم في العراق أُعتقِلوا عن طريق الخطأ . وبالمخالفة لاتفاقية جنيف، ولاتفاقية 1994 لمناهضة التعذيب وللقانون الامريكي لجرائم الحرب لسنة 1996، مما سيتوجب على امريكا دفع تعويضات للمضارين من اعمال التعذيب. ونادشت المحكمة فى نهاية تقريرها المجتمع الدولى بمساءلة امريكا اثناء قيامها بالمراجعة الدورية الشاملة في 5 نوفمبر القادم، حول كل هذه الجرائم ضد الشعب العراقي، وبوضع اجراءات لتعويض العراق والعراقيين عن جميع هذه الخسائر و الدمار و الاضرار التي تسبب بها الاحتلال الامريكي. يعرف ان منظمة محكمة بروكسل، تأسست فى بلجيكا عام 2003 عقب الغزو الامريكى للعراق، وتضم نخبه من المثقفين العراقيين والبلجيك، وتعتمد فى تقاريرها على معلومات ومستندات موثقه صادرة من منظمات حقوق الانسان الدولية والاهليه، اطلقت على نفسها لقب محكمة، لمحاكمة الغزو للعراق.