(قيصر العولمة الأمريكي).. (العدو الأول للعولمة البديلة).. (السياسي البرجماتي).. هذه هي بعض الألقاب التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام الأمريكية على روبرت زوليك النائب السابق لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الذي اختاره الرئيس الأمريكي جورج بوش رسميا لرئاسة البنك الدولي. وزوليك (53 عاما) - أو بوب كما يطلق عليه المسؤولون الأمريكيون، وسيخلف بول وولفويتز الذي استقال بعد الكشف عن تورطه في وقائع فساد؟!! - هو من أبرز دعاة العولمة والتجارة الحرة، ويرى أن مكافحة الإرهاب الدولي ينبغي أن تمر عبر تحرير التجارة العالمية. وانطلاقا من اهتمامه بالجانب الاقتصادي ودوره في "معالجة" القضايا والمشكلات السياسية والأمنية، فقد بنى زوليك حياته السياسية على إستراتيجية بسيطة تقضي بطرح التجارة كشكل جديد من أشكال الدبلوماسية الدولية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. برجماتي وعلى الصعيد السياسي يعد زوليك من المحسوبين على الجناح البرجماتي الداعي إلى التعددية في الحزب الجمهوري، في مقابل المحافظين الجدد المتمسكين برؤية أحادية لمصالح أمريكا في العالم والمدافعين بشدة عن احتلال العراق. غير أنه وقع عام 1998 - بجانب مجموعة بارزة من المحافظين الجدد، بينهم وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد - على رسالة إلى الرئيس بيل كلينتون تطالب ب"إبعاد الرئيس العراقي في ذلك الوقت صدام حسين عن السلطة". وزوليك مقرب من رايس، وقد سبق أن عمل معها في المجال الدبلوماسي في إدارة جورج بوش الأب عندما كان جيمس بيكر وزيرا للخارجية. وقد لعب زوليك آنذاك دورا في المفاوضات التي جرت من أجل "إعادة توحيد" ألمانيا. وكان خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 مستشارا للسياسة الخارجية للمرشح جورج بوش الابن. وبين يناير 2005 و يونيو 2006 عمل مساعدا لوزيرة الخارجية كوندليزا رايس فقام في هذا الإطار بمهمات دقيقة اقتضت إحداها القيام بمساعٍ لدى الحكومة السودانية من أجل التوصل إلى اتفاق حول دارفور. وفي 19 يناير 2006 استقال زوليك من منصبه للتفرغ للعمل الخاص حيث عمل في يونيو 2006 في مصرف جولدمان ساكس. وخصص زوليك قسما كبيرا من نشاطاته للعلاقات مع الصين فسعى لجعل بكين "عضوا كاملا" في عالم الأعمال مع دفعها إلى إعادة تقويم عملتها ولعب دور "شريك مسؤول" في النظام الدولي. وعين زوليك في السابع من فبراير 2001 في منصب الممثل الأمريكي الخاص للتجارة المكلف بمنظمة التجارة العالمية، وكان الرجل الثالث عشر الذي يشغل هذا المنصب. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة أعلن أن "مكافحة الإرهاب الدولي" تمر عبر تحرير التجارة العالمية، وهو الموضوع الذي يعطيه الأولوية في نشاطه. وشارك زوليك في مطلع التسعينيات في إنشاء رابطة أمريكا الشمالية للتبادل الحر، كما ساهم عام 1994 في إبرام جولة المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف في أوروجواي. وكتبت عنه مجلة "بيزنيس ويك" عام 2003 قائلة: إنه يسعى لطرح نفسه في موقع "قيصر العولمة الأمريكي"؟!!. وكتبت نشرة "ديسيدنت فويس" الاقتصادية عام 2003 عن زوليك - العدو الأول لدعاة العولمة البديلة أو الموازية للعولمة الرأسمالية التي تقودها الولاياتالمتحدة - قائلة: إنه يتقن استخدام خطاب الشفافية التلقائي والوقح؟!!، تماما مثل نظيره الأوروبي باسكال لامي" الرئيس الحالي لمنظمة التجارة العالمية. ولد زوليك في 25 يوليو 1953 بولاية إيلينوي الأمريكية، ودرس الحقوق في جامعة هارفارد.. ومن الوظائف التي شغلها وظيفة نائب رئيس شركة "فاني ماي" أكبر شركة تمويل عقاري في الولاياتالمتحدة. مرشح بوش وأعلن الرئيس بوش رسميا ترشيح زوليك لشغل منصب رئيس البنك الدولي. وقال بوش في البيت الأبيض - فيما كان زوليك يقف بجواره -: "إنه اكتسب ثقة وتأييد زعماء كل مناطق العالم.. إنه يكرس نفسه بشدة لرسالة البنك الدولي"؟!!. بحسب رويترز. وإذا صدق مجلس الدول الأعضاء بالبنك على ترشيحه - كما هو متوقع - فإن زوليك سيخلف بول وولفويتز الذي وافق على أن يتنحى عن رئاسة البنك الدولي بعد أن خلصت لجنة تابعة للبنك إلى أنه خرق القواعد بموافقته على زيادة ضخمة لراتب صديقته "شاها رضا" الخبيرة بالبنك في شؤون الشرق الأوسط؟!!. وكان رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز (63 عاما) أعلن في 17 مايو أنه سيستقيل من مهامه في 30 يونيو. وجرت "العادة"؟!! على أن تتولى الولاياتالمتحدة تسمية رئيس البنك الدولي في حين تتولى الدول الأوروبية اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي.