السيسي يهنئ البابا تواضروس بمناسبة عيد القيامة المجيد    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    تعرف على أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم السبت    رفع أطنان من المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة في كفر الشيخ    بإجمالي 134 مليون جنيه، رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات مدينة ناصر وجهينة    القاهرة الإخبارية: تقدم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    "3 تغييرات".. التشكيل المتوقع للأهلي ضد الجونة في الدوري المصري    إصابة 8 أشخاص في انفجار أسطوانة غاز بسوهاج    ضبط 37 مليون جنيه حصيلة قضايا إتجار بالنقد الأجنبي    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    «البدوي»: الدولة تتبنى خطة طموحة للصناعة وتطوير قدرات العمال    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    روسيا تسقط 4 صواريخ أتاكمز أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    جيش الاحتلال يقصف أطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية    «الرعاية الصحية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    صافرة كينية تدير مواجهة نهضة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    وزير المالية: الاقتصاد بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    أمر اداري لمحافظ الأقصر برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن والمديريات فترة الاعياد    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    سفاح فى بيتنا.. مفاجآت فى قضية قاتل زوجته وابنه    "دفنوه على عتبة بيتهم".. أبوان يقيدان ابنهما ويعذبانه حتى الموت بالبحيرة    "تطبيق قانون المرور الجديد" زيادة أسعار اللوحات المعدنية وتعديلات أخرى    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام موسم عيد الفطر أمس.. السرب في الصدارة    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    طرح البوستر الرسمي لفيلم «بنقدر ظروفك» وعرضه بالسينمات 22 مايو    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «القومي للمرأة» يشيد بترجمة أعمال درامية للغة الإشارة في موسم رمضان 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    أسعار البيض اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    رئيس هيئة الدواء يشارك في اجتماع «الأطر التنظيمية بإفريقيا» بأمريكا    عمرو وردة يفسخ تعاقده مع بانسيرايكوس اليوناني    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لويس جريس عن «هيكل» ل «الوفد»: لم يكن له خريف لأنه ظل على القمة صحفيًا في الداخل والخارج
نشر في الوفد يوم 19 - 02 - 2016

يدور الجدل الشديد حول اسم الأستاذ «هيكل» بين أعدائه ومحبيه، وتلامذته ودراويشه لما قام به «هيكل» من أدوار وما قدمه سواء كان إنجازات صحفية أو مواقف سياسية أو رؤية تحليلية لما كان يجري أو يحدث من وقائع وأحداث المهم ان اسم «هيكل» أصبح قاسماً مشتركاً في هذا الجدل والصراع.
وأكد «لويس جريس» الكاتب الصحفي الكبير سبب هذا الجدل بأن «هيكل» قامة صحفية كبيرة اقترب من «عبدالناصر» واحتكر الأخبار الرسمية للدولة لنشرها في «الأهرام» فأصبح الصحفي الأوحد والنديم الأوحد وأيضاً المستشار الأحد ولهذا لم يكن يرحم من كان يتجرأ ويقترب من «عبدالناصر».. مؤكداً أن «هيكل» صانع الصحافة الحديثة مع «التابعي» و»أحمد بهاء الدين» و»إحسان عبدالقدوس» ورفع من شأن الصحفي وجعل له وزناً وقيمة.. مضيفاً أن عموده الصحفي «بصراحة» كان يكشف المستور في ذهن «عبدالناصر» ويؤكد أن «هيكل» كان أهم مركز للقوي في تلك الفترة، بما جعله شريكا أساسيا في أخطاء »عبدالناصر» لأن قراراته كانت نابعة من أفكار «هيكل».
موضحاً أن «هيكل» لم يستطع تبرئة نفسه عندما قال إن «عبدالناصر» ليس بأسطورة ولكنه انحاز ل «السادات» لأنه كان يري نفسه ومصلحته في الاستمرار كصحفي أوحد،ولكن «السادات» نحاه جانباً خوفاً من تكرار صورة «ناصر» وهيكل فقدم «هيكل» كتاب «خريف الغضب» وكان مثالاً صارخا للتطاول والتجريح والانتقام ل «هيكل» من «السادات».. مع أن «هيكل» نفسه تعامل مع النقد والتجريح والهجوم عليه بصدر رحب ولم يرد علي أي هجوم أو بذاءات
كيف تري الجدل الذي يدور حول الأستاذ هيكل؟
لأن الأستاذ «هيكل» قامة صحفية كبيرة بني نفسه بنفسه والحديث عنه ليس بالسهل، بل هو حديث مليء بالعقبات والصعوبات لأنه اقترب من «عبدالناصر» وأصبح يحتكر الأخبار الرسمية للدولة وينشرها في الأهرام واشتهر ببعض المصطلحات التي تم ترويجها في عالم الصحافة والسياسة مثل «النكبة العربية» علي مأساة 1948 بين العرب وإسرائيل ثم مصطلح «النكسة» علي هزيمة يونية 67 ثم مصطلح «مراكز القوي» علي باقي رجال «عبدالناصر» الذين اعتقلهم «السادات» في مايو 1971 وكان يوجد إقبال شديد علي قراءة مقاله «بصراحة» في الأهرام بحثاً عن فهم وإدراك أو الكشف عن المستور في ذهن وفكر «عبدالناصر» الذي كان يحكمنا من خلال ما يكتبه «هيكل» في مقاله الأسبوعي.
ومن أين جاءت أهمية مقالة «بصراحة»؟
كانت قراءة «بصراحة» مهمة صعبة جداً لأن الأستاذ «هيكل» كان يكتب ليس بما تعنيه الكلمة ولكنه كان يكتب بما يمكن أن تشير إليه الكلمة وهذا كان أمراً صعباً يستوجب العناية التامة في القراءة، وكانت توحي كلمات «هيكل» إلينا انه و»عبدالناصر» كانا يتشاوران ويتباحثان ويتداولان ويتحدثان كل منهما إلي الآخر وكنا نتساءل هل «بصراحة» تعرض علي «عبدالناصر» قبل النشر أم لا ولكن إحساسى الشخصي انه كان يرسل المقال إلي «عبدالناصر» قبل نشره اعتماداً علي أن «عبدالناصر» كان لا يجب أن يفاجئه احد وهذه توقعات وليست معلومات.
إلي أي مدي استطاع «هيكل» ان يجعل القراء يحتفظون بمتابعة قراءة «بصراحة»؟
أعتقد أن ذلك الجيل لم يكن فيه من لا يبدأ يومه بقراءة «بصراحة» لكن ماذا كان يريد أن يقول «هيكل» وهو يدعي في عنوانه انه يقول الصراحة فهذا أمر لم يكن فعلاً معلوماً ولم تكن الكلمات التي يدبجها في مقالاته هي التي تقول الأمور بصراحة بل كانت منتقاة وتجعل قارئها يفكر كثيراً في ما تحمله معاني الكلمات مباشرة وما تخفيه أيضاً بطريقة غير مباشرة وكنت أحيانا أسأل الصحفيين الأجانب الذين يقرأون ل «هيكل» مترجماً ماذا يشعرون بعد قراءة مقالات «هيكل»؟ فكان معظمهم يقولون عندما يقرأون ل «هيكل» يشعرون أنهم ذهبوا إلي البحر ولم يرووا عطشهم وهذا يعني أن «هيكل» لم يكن لهم شيئاً.
نقلة نوعية
ماذا عن دور «هيكل» في عالم الصحافة؟
دور «هيكل» في الصحافة مهم جداً لأنه فعلاً أعلي من شأن الصحفي وجعل للصحفي ولأول مرة قيمة ووزناً ووجوداً، وقبل «هيكل» كنا ننشر الأخبار عن المراسلين الأجانب. لكن مع جود «هيكل» ومعه «موسي صبري» أصبح الصحفي المصري هو الذي ينتقل الي موقع الحدث وينقله الي المصريين واستطاع «هيكل» أن يقدم هذه النقلة النوعية بأن ينتقل إلي موقع الحدث بنفسه وينقله وهو أول من رفع راتب الصحفي، ولم يعد الصحفي يعمل بالقطعة بل أصبح له أجر ثابت.
وهل كانت كتاباته تؤثر أكثر من تأثير إذاعة صوت العرب؟
صوت العرب و«أحمد سعيد» كانا لهما تأثير في الشارع العربي ولدي المواطن العربي، لكن كتابات «هيكل» كان تأثيرها في الحكام العرب ووصف «هيكل» برجل لكل العصور لتجاوبه مع السلطة ولاهتماماته بالحوار مع الحكام وتقديم ما يمكن أن يجعل الحاكم مستريحاً في اتخاذ القرار ويزين له الأمور ويعرف ماذا يريد الحاكم أن يفعل فيمهد له القرار الذي يرضي عنه الشعوب.
ولماذا يري الكثيرون أنه الصحفي الأوحد؟
«هيكل» كان الصحفي الأوحد والنديم الأوحد والمستشار الأوحد و»عبدالناصر» رد علي هذا عندما قال أنا و»هيكل» نتبادل المعلومات وبالطبع «هيكل» كان لديه ميزة في هذا نظراً لإمكانيات الأهرام الضخمة بوجود مكاتب ومراسلين لها في جميع أنحاء العالم وعند صدور كتاب عن مصر في أي دولة في العالم كانت مكاتب الأهرام ترسله إلي «هيكل» وبدوره يعطيه إلي «نوال المحلاوي» مديرة مكتبه لتسهر عليه ليلاً وتترجمه وتلخصه وفي الصباح تعطيه ل «هيكل» فيعطي هذا الملخص إلي «عبدالناصر» خلال أيام من صدور الكتاب وهذه كانت من ضمن الخدمات التي كان يقدمها إلي «عبدالناصر» ولم يكن يستطيع أحد أن يقدمها.
«هيكل» وصف ب«الأستاذ» فمن أهم أساتذته في الصحافة؟
محمد التابعي وعلي ومصطفي أمين هم أساتذة «هيكل» وعندما كان «التابعي» رئيس تحرير «روزاليوسف» كان «هيكل» يعطيه أخباراً ولم تكن تكتب باسم «هيكل».
هل تخلي «هيكل» عن أستاذه مصطفي أمين ومديرة مكتبه نوال المحلاوي ولطفي واكد زوجها عند اعتقالهم؟
في هذه الفترة لم يكن «هيكل» هو «هيكل» بل كان خارج الصورة مع انه كان مقرباً من «عبدالناصر» ولكن تفاصيل الاعتقال مازالت غامضة أو هل يجوز أن «هيكل» هو الذي حركها لأنه لا يريد لأحد الاقتراب من «عبدالناصر» غيره؟! فهو لم يرحم أحداً إذا تجرأ وحاول أن يحصل علي مكانة متقدمة من «عبدالناصر» ولا أقول هنا إنه وشي بأحد ولكنه لم يرحمهم.
وماذا عن ما كتبه «هيكل» ووصفه ل«عبدالناصر» بأنه ليس بالأسطورة بعد وفاته؟
هو حاول توضيح علاقته ب«عبدالناصر» وهذه هي كانت طريقة «هيكل» للخروج من علاقة شديدة الأهمية والارتباط وكان يقصد ان «عبدالناصر» ليس بأسطورة ولكن أنتم الذين خلقتوا الأسطورة وألقي الأمر علي الناس وأعتقد انه برأ نفسه.
أخطاء «هيكل»
إلي أي مدي يتحمل «هيكل» أخطاء الرئيس «عبدالناصر»؟
«هيكل» شريك في أخطاء «عبدالناصر» بل بنسبة أكبر ويتحمل المسئولية أكبر من غيره في أخطاء «عبدالناصر» بل يمكن القول انه الذي كان يشير علي «عبدالناصر» ولذلك يتحمل المسئولية الكبري عنها لأن قرارات «عبدالناصر» تقريباً كانت نابعة من أفكار «هيكل».
ولماذا لم ينحز «هيكل» إلي مجموعة «عبدالناصر» فأطلق عليهم وصف مراكز القوي؟
أطلق هذا الوصف مع ان «هيكل» كان أهم مراكز القوي في عهد «عبدالناصر» وهذا طبيعي لأنه رجل ذكي ويستشف المستقبل ويقرؤه جيداً ويتفهمه فعرف ان «السادات» قادم لا محالة وانه سيفوز علي رجال «عبدالناصر» اذن «هيكل» مع المستقبل وليس مع الجماهير ولأنه كان يري نفسه ومصلحته في أن يكون مستمراً ومتعايشاً كصحفي أول في كل العصور وبكل الطرق المشروعة فانحاز ل«السادات».
ولكن سرعان ما تم الصدام بينه وبين الرئيس «السادات».
«السادات» نحي «هيكل» جانباً لأنه لم يكن يريد تكرار صورة «ناصر» و«هيكل» معه، فرفض حضور «هيكل» أي اجتماعات رئاسية مع أن «هيكل» كان يحضر اجتماعات «عبدالناصر» وبدأ هذا الصدام عندما أراد «هيكل» حضور لقاء «السادات» مع «كسينجر» وزير الخارجية الأمريكي في أسوان ورفض «السادات» وخشي من اقتراب «هيكل» حتي لا يقال انه يشير علي «السادات» كما كان يفعل بمشورته مع «عبدالناصر» الذي كان يشير عليه في كل كبيرة وصغيرة، وحاضراً معه جميع المواقف وصدور القرارات السياسية التي تم تنفيذها في تلك المرحلة.
هل حدثت صدامات أخري؟
لم تحدث صدامات لأن «هيكل» كان يعرف انه يتعامل مع رئيس الجمهورية وكان يعرف حدود ما يفعله، ولكن عندما تم ترشيح موسي صبري نقيباً للصحفيين وكان قريباً من «السادات» وكان مرشحاً ضده الأستاذ حمدي الجمال مدير تحرير «الأهرام» في تلك الفترة قام «هيكل» بدور خفي في هذه الانتخابات ضد «موسي» و«السادات» حيث قام باستضافة جميع مراسلي «الأهرام» في الخارج سواء في أوروبا وأمريكا أو كندا حتي في استراليا، وبالطبع لم ينس مراسلوس «الأهرام» في الدول العربية والمراسلين في محافظات مصر في الداخل، ونزلوا جميعاً ضيوفاً علي جريدة «الأهرام»، وتم تجييش باقي الصحفيين في «الأهرام» وقاموا بالاتصال بباقي الصحفيين الناصريين والشيوعيين واستغل «هيكل» كراهية الناصريين والشيوعيين ل«السادات» ولموسي صبري وبالفعل نجح «هيكل» في إسقاط «موسي» في منصب نقيب الصحفيين ضد حمدي الجمال.
التجريح والتطاول
وكيف قرأت كتاب «خريف الغضب» وهل هو انتقام من «السادات»؟
كتاب «خريف الغضب» أراد «هيكل» به أن يرد علي «السادات» وينتقم منه بعد وفاته لعدم قبوله وجود «هيكل» بجواره فرد «هيكل» بشكل فيه تجريح غير مقبول ل«السادات» لأنه تعرض لعائلته مع أن جميع المعلومات في الكتاب غير مفيدة ولكنها تقع تحت التطاول والتجريح، فماذا يعني نشر صورة أم «السادات» لا شيء.. وأذكر ان هذه الصورة كنت أحضرتها من وكالة أنباء «الشرق الأوسط» لمجلة «صباح الخير» ولكني فوجئت بمكتب الرئيس «السادات» يتصل بي مساء ويسألني أين صورة أم الرئيس؟ فقلت في المجلة.. فقالوا سنرسل لك في الصباح من يأخذها وحذروني من نشرها لكن «هيكل» أحضرها ونشرها في الكتاب بعد وفاة «السادات».
وماذا عن كتاب «خريف هيكل» لعادل حمودة؟
«هيكل» لم يكن له خريف لأنه كان مستمراً كصحفي واستطاع أن يكتب في الداخل والخارج بل كتب في جريدة انجليزية توزع بالملايين فقد عاش وظل علي القمة.
وهل «السادات» كان له خريف وكان بطل الحرب والسلام؟
هذا صحيح.. «السادات» كان داهية سياسية ورجل دولة من طراز فريد وحقق نصر أكتوبر وقدم السلام وفرضه علي أمريكا وإسرائيل وأعاد أرض مصر المحتلة، وهزم الناصريين في مايو 1971 ولكنه في أواخر عهده لم يكن مسيطراً علي مقاليد الأمور لدرجة ان الجماعات الإرهابية استطاعت اغتياله.
«هيكل» له دراويش؟
له دراويش ليسوا بالكثيرين ولكن له تلاميذ وقراء وهو يستحق ذلك فقد كان صحفياً متفرداً، والأحداث التي عاشها والرؤساء الذين عاصرهم وتعايش معهم كانوا قيمة وقامة إذن «هيكل» لم يكن مثل باقي الصحفيين فهو «أستاذ» صحفي لأنه أحد الذين صنعوا الصحافة الحديثة مع محمد التابعي وأحمد بهاء الدين وإحسان عبدالقدوس.
أعداؤه المنصفوون
وماذا عن أعداء «هيكل»؟
من الطبيعي أن يكون له أعداء كثيرون منهم الموضوعون وآخرون بعيدون عن الموضوعية، وهذه غيرة وحسد علي «هيكل» لأنهم يقولون لو انه أتيحت لهم الفرصة التي أتيحت ل«هيكل» لكانوا أصبحوا أفضل منه فهؤلاء كارهوه وأما أعداؤه المنصفون ويقولون «هيكل» اجتهد ونجح ولكنهم يختلفون معه في المواقف السياسية ولا ينكرون عليه مهنيته وأستاذتيه.
كيف كان يتعامل مع النقد أو الهجوم؟
هو كان يتعامل بصدر رحب ولا يرد على أى هجوم أو نقد، لكن ربما كان له رسائل يرسلها إلى أفراد محددين وأذكر حوارى على صفحات «الوفد» عام 2009 كنت قد تطرقت إلى الأستاذ «هيكل» ودوره خلال عهد «عبدالناصر» فيبدو أن هذا لم يعجبه لأننى فوجئت بمكتبه يتصل بى ويقولون لى الأستاذ «هيكل» اتصل بك ولماذا لم ترد عليه وأعطونى رقم موبايل وقالوا إنه اتصل من هذا الرقم، فقلت لم يحدث وكيف لى ألا أرد على الأستاذ «هيكل» وقمت بالاتصال على الرقم الذى أعطانى مكتبه أكثر من مرة ولكنه لم يرد علىًّ، ولا أعرف هل هذه كانت رسالة منه بأنه قرأ الحوار ولم يعجبه ما قلته عنه فى الحوار أم بعد ما قرأ الحوار كاملاً اكتشف أننى لا أعرف ما كان يخاف منه أن أكون أعرفه وسأذكره فى الحوار أو كان يعتقد أننى أعرف شيئا كان يخشاه، ولكن بعد ما تأكد أننى لا أعرفه لم يهتم بالرد على مكالمتى التى طلبها مكتبه، وقال فى نفسه «سيبك منه وخليه على عماه!!» الله أعلم.
الأستاذ «هيكل» كان ناصريًا أم كما كان يقول إنه اشتراكى؟
«هيكل» كان يروج أنه اشتركى مع أنه كان أبعد ما يكون عن الاشتراكية لأنه كان يعيش معيشة اللوردات وليس لأحد حق الاعتراض على هذا ولكن الغريب والمحير هو الاعتداء الذى تم على فيلته فى «برقاش» ولكنه كتم على الخبر ولم يعلنه حتى وفاته ولا أحد يعرف ماذا حدث؟ ومن أحرقها؟ ولماذا هذا التعتيم، وهل هو الإخوان؟ ولماذا؟ وهل كانت مدبرة ومن الذى دبرها؟ ولكن «هيكل» لم يتحدث عن هذا التدمير والاعتداء فى أى من حواراته.
البعض هاجم «هيكل» على مقالاته التى وصفت بالانهزامية قبل نصر أكتوبر 1973؟
الأستاذ «هيكل» كان قريبًا من «عبدالناصر» وبالطبع فإن أجهزة مخابرات العالم ستحاول الاقتراب منه أو تمرر له معلومات أو تكسب ثقته طالما أنها لن تستطيع الوصول إلى «عبدالناصر» وبالطبع تسعى إلى زرع الأفكار إليه حتى يقوم هو بزرعها لدى «عبدالناصر» وأعتقد أن ما أطلق عليه بالمقالات الانهزامية كانت معلومات مستقاة عن خط بارليف من جهات وثق فيها «هيكل» وهل تم هذا بواسطة أحد الصحفيين السوريين أو اللبنانيين الذين كانوا بجوار الملك «حسين» وكانوا يأتون معه إلى القاهرة وبالطبع يتقابلون مع «هيكل» الذى بالطبع لم يشك فى صدق المعلومات التى حصل عليها عن خط بارليف وهو بالطبع لم يدرك أنها قد تكون مدسوسة عليه وأعتقد أنه خدع تمامًا فى هذه المعلومات لأنه صور خط بارليف أنه أقوى من خط «ماجنو» الرهيب، ولكن عندما حدثت المعجزة وانهار خط بارليف تحت أقدام الجنود المصريين اندهش العالم من هذا العبور العظيم، خاصة أن «السادات» جعل نصر أكتوبر أسطورة بخطة الخداع الاستراتيجى التى خدعت أمريكا وإسرائيل، ولهذا اعترض قادة الجيش على مقالات «هيكل» ووصفوها بالانهزامية وأنه كان يخوفهم ويثبط همتهم بعدم مقدرتهم بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، ولكن «هيكل» لم يشك فى هذه المعلومات التى اعتبرها انفرادًا صحفيًا حتى يحتاط الجيش عند مهاجمة خط بارليف وبالفعل قد كان وقامت حوله الدراسات ووضعت له الخطط والتدابير المحكمة.
«هيكل» أعلن أسئذانه فى الانصراف لكنه عاد مرة أخرى.. البعض هاجمه أيضا فى العودة؟
هذا أحد أساليب «هيكل» فى الكتابة لأنه عندما استأذن فى الانصراف ولم يقل إنه يستأذن فى عدم الكتابة فسافر للخارج ثم عاد، فالاستئذان كان مجرد بلاغة كلام، أكثر منها إلى وعود أخرى لأن كتابات «هيكل» دائمًا ما كانت تشير إلى معنى يحتمل معنى آخر وهذا هو «هيكل».
لماذا يدعى البعض أن شخصية «محفوظ عجب» فى رواية صاحبة الجلالة تنطبق على الأستاذ «هيكل»؟
بالفعل.. أرى أن الكثيرين يلمحون إلى أن شخصية «محفوظ عجب» هى للأستاذ «هيكل» ولكن «موسى صبرى» صاحب الرواية لم يصرح بهذا أبدًا فلماذا يدعون هذا الكلام؟! ولكن رواية «زينب والعرش» ل«فتحى غانم» قد تنطبق على «هيكل» و«التابعى» و«إحسان عبدالقدوس» و«موسى صبرى».
أيضا يتهم «هيكل» بأنه يستشهد بالموتى فى أحاديثه الإعلامية؟
هذا يرجع إلى ما يريد «هيكل» أن يقوله لأنه كان فى موقع جعله يلم بأشياء كثيرة ما كان من الممكن أن يصل إليها صحفى غيره ولكن ما يقوله وما لا يقوله يرجع إلى أسبابه هى لأنه هو الوحيد الذى قيلت له ولكننا حتى هذه اللحظة لا نعرف من كان مصدر هذه المعلومات إلا ما يعلنه «هيكل» بنفسه لأنه هو الشاهد والراوى والمحقق وربما المصدق لما كان يقول ويعلن، وهذه الأسباب والدوافع لا يعرفها إلا «هيكل»، أما من يكذبونه فكان «هيكل» يقف أمامهم بأن علاقته كانت أقوى منهم مع «عبدالناصر» وقد كان قريبا حقًا منه وربما يكون هذا فى صالحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.