مرحلة انتقالية.. لن تستمر بقلم:د. كاميليا شكرى منذ 1 ساعة 52 دقيقة قد يبدو للبعض أن المرحلة الحالية التى تمر على البلاد يكتنفها الغموض.. ويتردد على ألسنتهم ماذا بعد.. وإلى أين نحن سائرون؟ وفى رأيى أن عدم التيقن وقد يصل إلى التخوف.. جاء من رصد عديد من ظواهر مستحدثة على المجتمع المصرى فى هذه الفترة. أولها.. وبالذات الانفلات الأمنى غير المسبوق.. والذى أصبحت تدور حوله الكثير من القصص بعضها يحدث بالفعل والبعض الآخر مغالى فى تصويره. والمنطق يجعلنا ألا يثار أى نوع من عدم الطمأنينة أو التحسب على المستقبل.. فليس من المعقول أن تنطلق البلاد من حكم قهرى مستبد فاسد إلى حكم ديمقراطى يوفر الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية دون أن نمر بمرحلة انتقالية.. من المؤكد لن تستمر خاصة بعد أن وضع برنامج زمنى سيلتزم به جميع الأطراف خاصة المجلس العسكرى والحكومة وبالطبع الشعب. وحتى نقيم الأوضاع على حقيقتها.. فعلينا ألا ننسي.. ولنعد بالذاكرة إلى أوضاع ما قبل 25 يناير. وما كانت تعانيه البلاد ويتكبده الشعب ولنرصد ما أنجز منذ 11 فبراير.. عندما أسقط رأس النظام السابق.. وقضى على ما كان نظام الحكم يجهز له (التوريث) وكان على وشك أن يتحقق، فمنذ ذلك التاريخ بدأنا مرحلة جديدة أمور الوطن فى أيدى أبنائه. والظاهرة الثانية التى تنشر القلق هى كثرة المطالب الفئوية وقد يتبعها اعتصامات.. نجد أنها تزداد يوماً بعد يوم.. وتشمل العديد من الفئات. وفى حقيقة الأمر يجب ألا نلومهم.. ولكن هو التوقيت الذى يعكس صوره من عدم الطمأنينة، فعندما خرج المعلمون والأطباء.. وشرحوا أحوالهم المالية.. تبين صعوبة أن يعيش أى منهم عيشة كريمة تتيح لهم القيام بدورهم الأساسى الذى لا يستغنى عنه فى مسار الوطن. ولم يتوقف الأمر عند المعلمين فى مراحل التعليم ما قبل الجامعي.. بل امتد إلى أساتذة الجامعات والباحثين والعلماء فى مراكز البحث.. التى تحولت إلى مجرد هياكل بلافتات.. بدون مضمون حقيقى، فى حين أن العديد من الدول التى كانت فى زمن ما فى مرتبة أقل مما كنا عليه بكثير خاصة خمسينيات القرن العشرين وكان بعضها يسترشد بالخبرة المصرية السياسية وإقامة اقتصاد وطني.. وهل يصدق أن اليابان كانت تستعين بخبرة مصر فى الإدارة. وهنا.. يحق لنا أن نتساءل ماذا فعلت أنظمة الحكم الفاسدة والمستبدة حتى أوصلت البلاد إلى ما أصبحت عليه.. فمصر كانت دائماً فى موقع اهتمامات العالم وكان يتوقع لها أن تكون ضمن دول العالم المتقدم.. وليس من دول العالم الثالث.. وكان الديكتاتور الذى أسقط يتباهى بأنه يتسول باسم بلده.. فى حين تضخمت ثروات الحاكمين، ومن يدور فى فلكهم.. وأصبحت تقدر بالمليارات.. ويتباهون بما استولوا عليه وسرقوه أمام الشعب الذى حولوه إلى شعب من الفقراء وصبر الشعب سنوات وسنوات ولذلك عندما أسقط النظام.. واسترد حريته وكرامته.. وجدها فرصة لشرح أحواله والمطالبة بحقوقه. الكلمة الأخيرة لا خلاف على أن المرحلة الانتقالية بعد اندلاع الثورات.. تعتمد على ظروف كل دولة على حدة.. وقد تبدو أحياناً غير واضحة الملامح وهذا أمر طبيعي.. ولكن لن يستمر، فالخروج من ظلام القهر والديكتاتورية إلى نور الحرية والديمقراطية يستحق أن نمر بهذه الفترة ونصبر عليها.