اتهامات للتجار وترقب مستمر| لانخفاضات أكبر في الأسعار.. ركود «المستعمل».. و«الزبون» حائر    30 دقيقة تأخير في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية»    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    طائرات الاحتلال تطلق نيرانها باتجاه مخيم جباليا شمال قطاع غزة    عاجل.. مانشستر يونايتد يحسم مصير تين هاج    تير شتيجن ينفي تورطه في إقالة تشافي من منصبه    البحوث الفلكية يكشف موعد عيد الأضحى المبارك    موجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس الأحد والاثنين    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضًا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    انطلاق فعاليات النسخة السادسة من معرض «Big 5 Construct Egypt» بمشاركة أكثر من 300 شركة محلية وعالمية    وليد جاب الله: الدولة نجحت في السيطرة على التضخم ودعم قوة العملة المحلية    وليد جاب الله: الحرب جزء من الاقتصاد وليس العكس    عايز يرد الجميل، قرار عاجل من الترجي تجاه جماهيره قبل مواجهة الأهلي بالنهائي الإفريقي    عاجل.. ألمانيا تهدد باعتقال نتنياهو وتعليق مفاجئ من واشنطن.. خسائر إسرائيل الكبرى    ليست الفضيحة الأولى.. «الشاباك» الإسرائيلي أخطأ مرتين في نشر صورة إعلامي مصري    عيد الأضحى 2024 الأحد أم الاثنين؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    «دكّ معاقل الاحتلال».. فصائل عراقية تعلن قصف «أهداف حيوية» في إيلات بإسرائيل    من النهر إلى البحر، مفاجأة سارة لفلسطيني بعد ختم جواز سفره بمطار مدريد (صورة)    عيار 21 ينخفض الآن.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم بالصاغة بعد تثبيت الفائدة    شاهد عيان يروى تفاصيل انهيار عقار الباب الجديد بالإسكندرية (فيديو)    حظك اليوم| برج القوس 25 مايو.. تأثير في الحياة العاطفية والاجتماعية    تعرف على خطوات تركيب محطة طاقة شمسية أعلى أسطح المنازل    مصرع طفل صدمته سيارة مسرعة في الخصوص بالقليوبية    الغش ممنوع.. التعليم توجه رسالة لطلاب الدبلومات الفنية    ملف مصراوي.. خطة كولر لنهائي أفريقيا.. وتحذير الترجي لجماهيره    شيماء سيف تكشف تفاصيل خسارتها 50 كيلو من وزنها    أنا متزوجة ووقعت في ذنب كبير.. متصلة تفاجئ أمين الفتوى    أنهى حياة 3 سيدات.. القبض على "سفاح التجمع"    أول لقاح للهربس متاح في مصر| تفاصيل    الصحة العالمية: تسليم شحنة من أحدث لقاح للملاريا إلى أفريقيا الوسطى    فوائد صحية غير متوقعة لنقع الأرز في الماء 4 ساعات قبل الطهي    استعلم الآن.. رابط نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2024 الترم الثاني بالاسم والرقم القومي    وليد جاب الله ل"الشاهد": الحرب تخلق رواجًا اقتصاديًا لشركات السلاح    مخرج "رفعت عيني للسما" عن جائزة العين الذهبية بمهرجان كان: السر في الصعيد والفيلم لمس مع الناس    إصابة . في حادث انقلاب أتوبيس علي طريق السخنه بالسويس    المدارس المصرية اليابانية تعلن بدء التواصل مع أولياء الأمور لتحديد موعد المقابلات الشخصية    ميلان يختتم مشواره فى الدوري الإيطالي أمام ساليرنيتانا الليلة    وزيرة الثقافة تهنئ فريق عمل رفعت عينى للسماء ببعد فوزه بالعين الذهبية فى مهرجان كان    حلقة أحمد العوضى مع عمرو الليثى على قناة الحياة تتصدر ترند تويتر    احذروا كتائب السوشيال.. محمد الصاوي يوجه رسالة لجمهوره    «بيعاني نفسيا».. تعليق ناري من إسماعيل يوسف على تصريحات الشناوي    محمد إمام يوجه رسالة ل علاء مرسي بمناسبة زواج ابنته    وزير الخارجية الأمريكي يعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف    ضياء رشوان: الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون مفاوضات نموذج طرحته مصر وبدأ يجتاح العالم    عمرو أديب عن نهائي دوري أبطال إفريقيا: عاوزين الأهلي يكمل دستة الجاتوه    تعرف على أدوار القديس فرنسيس في الرهبانيات    جيرونا ينهي موسمه باكتساح غرناطة.. وصراع مشتعل على الهداف    تعرف على سعر السكر والأرز والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 25 مايو 2024    مؤسس طب الحالات الحرجة: أسعار الخدمات في المستشفيات الخاصة ارتفعت 500% ولا توجد شفقة    تكوين: لن نخوض مناظرات عقائدية تخص أي ديانة فهذا ليس في صميم أهدافنا    أبو بكر القاضي: قانون"تأجير المستشفيات" يُهدد استقرار الاطقم الطبية    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع وعلى الحاج أن يتعلم أحكامه قبل السفر    الوضع الكارثى بكليات الحقوق «2»    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان.. جماعة تعيش على رصيف الوطن
بعد فشل الإخوان فى الحشد للثورة المضادة
نشر في الوفد يوم 04 - 02 - 2016

فشل جماعة الإخوان فى حشد أنصارها وأتباعها ومحبيها ومن يدورون فى فلكها فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير وللمرة الثالثة على التوالى بما يتنافى مع الإرادة الشعبية التى رفضت حكم «مرسى» وجماعته وخرجوا ضدهم بالملايين فى 30 يونية أثبت أن جماعة الإخوان لا تعيش فى قلب الوطن بل على رصيفه وداخل سراديبه وفى ظلمة كهوف الوطن.
وجماعة الإخوان جماعة ومجتمع وتنظيم الجماعة والمجتمع فى الإخوان يرتبطان بصلات قوية أساسها مصلحة الجماعة على حساب الوطن.. وبمتابعة تاريخية لسياسات الإخوان الخرقاء نجد أنها تسببت فى حظر جميع مشاركات الإخوان فى مؤسسات الدولة المصرية لأنهم لا يدخلون القوات المسلحة ولا كليات الشرطة ولا السلك الدبلوماسى ومحظور عليهم التعيين عمداء فى الجامعات.. وبالتالى لم نجد لهم أية مشاركة فى بناء مسيرة الوطن ولم يشاركوا فى الأحداث الكبرى التى شهدتها مصر كعدم مشاركتهم فى حرب 1956 ولا يونية 67 أو أكتوبر 1973 أو فى احتفال تأميم القناة 1956 أو مشروع القناة الجديد 2015 فكانوا دائماً غائبين عن كافة الملاحم الوطنية منذ الخمسينيات وحتى الآن، بل أصبحت الجماعة عبئاً على إنجازات الوطن لما تقوم به من عمليات إرهابية تنم عن حقد دفين ضد الوطن الذى لا يؤمنون به فتحولوا إلى مجرد واقفين على رصيف الوطن للفرجة على ما يحدث من تحولات جذرية فى شتى مناحى البناء والتقدم.
المشهد المصرى قبل ظهور جماعة الإخوان كان يؤكد أن مصر دولة مدنية حديثة أسسها محمد على تؤمن بالفكر السياسى فى حرية وديمقراطية وحقوق إنسان وتداول السلطة. ومع قيام ثورة 1919 ونشأة حزب الوفد بقيادة سعد زغلول ووجود حكم ملكى دستورى يجذر فكرة المواطنة، وبخروج المسلمين والمسيحيين لمحاربة الاحتلال الإنجليزى ثم انتزاع دستور 1923 وانتصاره لحرية الفكر والإبداع والتصدى لمحاولة تجريم الشيخ على عبدالرازق عن كتابه «الإسلام وأصول الحكم» وتبرئة الدكتور «طه حسين» من تهمة الإلحاد والكفر والزندقة بسبب كتابه «فى الشعر الجاهلى» ومع بلورة مشروع حزب «الوفد» الذى كان يتمثل فى شقين، الأول وطنى يهدف إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزى وكان للحرية الوطنية، والمشروع الثانى: ترسيخ حكم مدنى ديمقراطى يؤمن بالحريات العامة والخاصة والمواطنة لجميع المصريين، وبالتداول السلمى للسلطة والاحتكام للدستور والفصل التام بين الدين والسياسة.
وظهرت جماعة الإخوان عام 1928 ولم تؤمن بركائز ومفاهيم الدولة الوطنية فأعلنت مشروعها المزعوم «الخلافة الإسلامية» واستخدمت الدين للاستيلاء على عقول وقلوب المصريين، وتاجرت فى كل شىء بدءاً من الدين ودماء المصريين، وأعراضهم ومقدساتهم وعاداتهم وتقاليدهم خلف ستار الدين، لجماعة حاقدة ناقمة تقف على رصيف الوطن ترقب وتتابع وتتحين الفرصة تلو الأخرى للانقضاض على الوطن دون المشاركة فى بناء مسيرته وتحقيق طموحاته، ولا تنزل من فوق رصيفه إلا لتعطيل المسيرة بسفك الدماء دون التحرج من المعاونة الخارجية أو الداخلية عن طريق شراء النفوس المريضة بعدم الانتماء للأوطان تحقيقاً لأهداف الجماعة ومصالحها.
مفهوم الدولة لدى الإخوان
قامت فلسفة الجماعة على أدبيات حسن البنا الذى قال إن وطنيتنا حدودها العقيدة ووطنيتهم حدودها الحدود الجغرافية، والتخوم الأراضى، وإنه لا إسلام إلا بجماعة وبيعة وسمع وطاعة، وبهذه الأدبيات أنشأ «البنا» كياناً موازياً لدولة.. وبمبدأ السمع والطاعة لقيادات الجماعة أصبحت كياناً خارجاً على كل الأنظمة والقوانين التى تقرها الدولة بل ومنعزلة عن الشعب.
وتأكد هذا عندما خرج الشعب يهتف «الشعب مع النحاس» نزلت جماعة الإخوان من على رصيف الوطن تزايد وتهتف بأن الله مع الملك!!، وعندما كانت مصر كلها ضد إسماعيل صدقى، رئيس الوزراء، بعد إلغائه دستور 23، أراد حسن البنا أن يهدئ الطلبة الثائرين فقال لهم: «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان صديقاً نبياً» وهذه آية قرآنية خاصة بنبى الله «إسماعيل» ولكنها جماعة الإخوان التى ترفض مفهوم الدولة بفكرتهم القائمة على اللا دولة.. و«البنا» تحدث عن عام سماه «دار الإسلام» وليس الوطن ودار الإسلام تعنى لديهم حيث يوجد أى إنسان مسلم فى العالم، وهذا ما أكده فيما بعد مُنَظِّر الإخوان «سيد قطب» عندما قال: وما الوطن إلا حفنة فى تراب عفن، وزاد عليه «مهدى عاكف» قائلاً: «طز فى مصر واللى فى مصر».
وإنه يوافق على أن يحكمه مسلم ماليزى ولا يوافق أن يحكمه مسيحى مصرى، ثم المقولة الأكثر غرابة لمحمد بديع مرشد الإخوان الذى قال إن منصب المرشد العام لجماعة الإخوان أكبر وأهم من منصب رئيس الجمهورية.
الميليشيات الإخوانية
بدأت النكبة العربية فى فلسطين 1948 وتم تجييش الجيوش العربية استعداداً لدخول لفلسطين وتطهيرها من العصابات اليهودية، فما كان دور جماعة الإخوان فى حرب 1948 الذى روجت له كثيراً بأن لها أيادى بيضاء فى هذه الحرب. ويؤكد أحمد عزالعرب، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، أن حسن البنا كان شكل جهازاً سرياً لميليشيات مسلحة للقفز على السلطة، وعندما وصل عدد هذه الميليشيات إلى 3 آلاف فرد اندلعت حرب فلسطين، ودخلت عناصر لإخوان قبل دخول الجيش المصرى 15 مايو 1948 تحت زعم الجهاد ولم يعرف أحد من أين يأتى الإخوان المتطوعون بالسلاح؟ ولا أين يتلقون تدريباتهم؟ وهل سيوجهون سلاحهم للعدو الصهيونى أم بعد العودة إلى الوطن قد يوجه السلاح إلى صدور نظام الحكم المكروه الغارق فى الفساد.. ولكن يجيب «عزالعرب» أنه بعد هزيمة الجيوش العربية عادت الميليشيات الإخوانية إلى مصر محملة بكميات هائلة من السلاح الذى نهبته من مخازن الجيش المصرى، وهيئ ل«البنا» أن الدولة بعد هزيمة الجيش فى فلسطين قد أصبحت رخوة ويسهل الاستيلاء عليها فقاموا بعدة أعمال إرهابية أشهرها محاولة نسف محكمة مصر لتدمير دوسيهات قضايا الإخوان، ثم اغتيال المستشار الخازندار، فقام محمود فهمى النقراشى باشا بحل جماعة الإخوان ومصادرة أموالها ومقراتها، فردت الجماعة باغتياله، وكانت من قبل اغتالت أحمد ماهر باشا، وبهذه الاغتيالات أعادت جماعة الإخوان الجريمة السياسية التى ابتدعها الخوارج.
الأحقاد والفتن
وعن محاولات جماعة الإخوان عرقلة الوطن بعد ثورة 23 يوليو يقول عبدالرحمن فريد، أحد الضباط الأحرار، المسئول عن ملف الإخوان أثناء ثورة يوليو: بعد نجاح الثورة حاولت جماعة الإخوان أن يكون لها دور رئيسى فى الحكم وظهر هذا عندما عين عبدالناصر وزيرين من الإخوان هما الشيخ أحمد حسن الباقورى وأحمد حسنى ولكن الإخوان طالبوا بمنصبين آخرين لمحمد حسن العشماوى ومنير دلة زوج بنت حسن البنا، وعندما رفض عبدالناصر الطلب بدأ الصراع لإعاقة مسيرة الوطن بأن طلبوا منا إصدار قانون بفرض الحجاب فقلنا هذه قناعات شخصية وإلا لماذا التحقت ابنة «الهضيبى» بكلية الطب التى يدرس طلابها على جثث عارية.. واستخدمت جماعة الإخوان سلاحها الأول وهو نشر الشائعات المغرضة التى تزعزع أمن الوطن وتثير الأحقاد والفتن، وبتجنيد الأفراد للانقلابات العسكرية والاستيلاء على الحكم، كما حاولوا فى 14 يناير 1954 القيام بانقلاب عسكرى بقيادة عبدالمنعم عبدالرءوف ومحمود غراب وأبوالمكارم عبدالحى ومعروف الحضرى، حيث كانوا ضباطاً من أعضاء جماعة الإخوان داخل الجيش، وتم القبض عليهم وقدموا للمحاكمة برئاسة زكريا محيى الدين.
الشائعات والأكاذيب
وقال مسئول ملف الإخوان، إن ملف الإخوان الأسود ملىء بالخيانة والعمالة ويتضمن اتصالهم بالإنجليز لعرقلة مفاوضات الجلاء عن مصر، حيث كانت جماعة الإخوان على صلة مع الاحتلال الإنجليزى وتم الاتصال بهم حتى يكون للإخوان دور فى مفاوضات الجلاء، وكان لديهم أمل بعد الجلاء المتاجرة بأنهم الذين أخرجوا الإنجليز، ولكن عبدالناصر فضحهم وأعلن أن هذا الاتصال تم من وراء ظهره لعرقلة الجلاء، وعندما فشلوا تم تدبير أحداث مارس 1954 بإقامة مؤتمر ضد الثورة وتم حشد جماعة الإخوان ومن يدور فى فلكها وخطب محمد نجيب فى جموع المتظاهرين بقيادة الإخوان ولم يستطع نجيب أن يصرف هذه الجموع، وطلب من عبدالقادر عودة أن يصرفها فأخرج منديلاً به بقع من الدم وأشار به للجماهير، وقال: ستتم بالدم وتم صرف هذه الجماهير، وحكم عليه بالإعدام، محاولة اغتيال عبدالناصر بالإسكندرية، وضبط مع جماعة الإخوان كشف يحوى أسماء 20 شخصاً من أعضاء مجلس قيادة الثورة وآخرين لاغتيالهم حيث اعتمدت جماعة الإخوان هذا الأسلوب منذ نشأتها للوصول إلى الحكم بالعنف والاغتيال وبث الشائعات والأكاذيب، والسعى للتعاون مع الخارج أو دفع الأموال لشراء ضعاف النفوس.
الرعب والفوضى
دخلت قيادات الإخوان السجون بعد فشل محاولة اغتيال عبدالناصر عام 1954 وبالتالى لم تشارك الشعب المصرى فرحته بجلاء الإنجليز عن مصر، ولا مشاركة المصريين فى الدفاع عن الوطن ضد العدوان الثلاثى، أو فرحتهم بتأميم قناة السويس، أو حتى تجرع الهزيمة فى يونية 1967، حيث عادوا إلى السجون مرة أخرى بعد فشل قلب نظام الحكم واكتشاف تنظيم 1965 الذى حاولوا من خلاله جر الدولة إلى هوة سحيقة من الدمار والخراب والاقتتال حسب اعترافات الإخوان فى التحقيقات، حيث كانت كلمة السر فى هذا التنظيم هى اغتيال عبدالناصر والذى كان يعد إشارة البدء فى تنفيذ مؤامرة القتل والتخريب بتدمير ونسف محطات الكهرباء والمياه، والقناطر الخيرية، والكبارى والمرافق العامة لإحداث حالة من الفوضى والرعب بين أفراد الشعب.
ويفسر خالد الزعفرانى، القيادى المنشق عن الإخوان، انعزال جماعة الإخوان عن الشعب المصرى وتفضيلها رصيف الوطن إلى فلسفة الجماعة بالبيعة الكبرى فى الإسلام، وأنه لا إسلام دون جماعة وسمع وطاعة، وبمرور السنوات ازدادت العزلة واتسع لهم رصيف الوطن ثم جاءت انتكاسة فكر «سيد قطب» عام 1965 الذى تراجع بفكر الجماعة للخلف فازداد الانعزال عن المجتمع وأصبحت الجماعة تستحل أى شىء فى سبيل مصلحتها لاستخدام العنف أو الاستقواء بالخارج والتحالف مع التكفيريين، وخداع الجماهير بعدما أصبحت «التقية» الشيعية من أهم عناصر الفكر القطبى وتكفير المجتمع والنظرة على أن الإخوان أصحاب الإسلام الحقيقى وباقى الشعب رعاع وإسلامهم منقوص، وانتشرت فكرة الحاكمية بين أعضاء الجماعة واتهام من لا يؤمن بها إنه لا يكفر بالطاغوت فهو غير مسلم، فعزلت الجماعة نفسها أو عزلها الشعب على رصيف الوطن.
دعوات رئاسية
وجاءت فترة السادات وقيادات الإخوان فى السجون أو فى الخارج فلم تشارك الجماعة فى نصر أكتوبر 1973 لأنها جماعة خطر على الأمن القومى، ولكن بعد النصر واستقرار الأوضاع للرئيس السادات قام بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين الذين كانوا فى سجون عبدالناصر وحاول إنزالهم من فوق رصيف الوطن وإدماجهم فى مسيرته بإصداره عدة قرارات جمهورية لصالح الإخوان منها: قرار جمهورى بالعفو والإفراج الفورى عنهم، وقرار آخر بإعادتهم إلى أعمالهم السابقة، على نفس درجة زملائهم الذين لم يعتقلوا.. وقرار جمهورى بإلغاء قانون المتابعة على المفرج عنهم، بل أغمض عينيه عن حركتهم الدعوية فى الداخل والخارج، وأعطاهم فرصة واسعة لتدفق رأس المال على كبرى شركات توظيف الأموال الإخوانية، وأعاد لهم مجلة الدعوة المنبر الإخوانى الهام فى 1967.. بل عرض السادات أن يكون للإخوان جمعية مشهرة قانونية، ولكن عمر التلمسانى وجماعته رفضوا العرض الرئاسى وتمسكوا برصيف الوطن، حتى فى وجود دعوات رئاسية رسمية لعمر التلمسانى لحضور الحفلات الرسمية لرئيس الجمهورية، ولكن اختيارهم رصيف الوطن جعلهم يرفضون ويعارضون اتفاقية كامب ديفيد، وعجزت «الإخوان» عن المشاركة الوطنية أو تشكيل حالة وطنية تحدث تغييراً فى أيديولوجيتهم بطريقة سلمية تجعلهم يتركون رصيف الوطن ويندمجون فى أحداثه.
ويرجع سامح عيد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، والباحث فى الحركات الإسلامية هذا الانعزال والركون إلى رصيف الوطن بسبب مشروع الإخوان الذى رسمه البنا بكل وضوح وصرامة بالسعى إلى بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم فالدولة المسلمة وصولاً إلى الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم.
ويصف «عيد» المشروع الإخوانى بالوهم الكبير ويعدم الوطنية لأنه يصطدم بالدولة ولا يعترف بالحدود القُطرية لها ويعتبر الحدود هى العقيدة ذاتها، ولهذا فهو مشروع حرب ودمار ودماء لأنه يستفز الدول المجاورة التى سيتم إخضاعها للسيطرة الإخوانية، ويؤكد أنه تم تأسيس فكرة المشروع فى عقل ووجدان الإخوان بشكل مدبر ومرسوم بنجاح فنتج عنه عزل الفرد الإخوانى شعورياً عن مجتمعه، ثم جاءت مجموعة القطبيين وأسسوا لفكرة العزلة الشعورية بشكل حازم وحاسم بتعظيم الذات الإخوانية، ويقولون لفرد الإخوان صراحة أنت أفضل من الشيخ الشعراوى لأنه مات وليس فى عنقه بيعة، ثم إن الإخوان ترى مقولات قادتهم منزهة عن الخطأ ويعملون بها، ومن هذه المقولات تلك التى كان يقولها عمر التلمسانى للأعضاء: أنت تكون مع الجماعة كالكلب فى القافلة حتى لو ضرب بالحجارة، وكان يقول أيضاً «كن بين يدىَّ مرشدك مثل الميت بين يدى مغسله»، وانتهت فترة السادات بخصام واضح بينه وبين الإخوان بعدما شعر بمرارة موقفهم، وأعلن ذلك تكراراً بأنه يواجه جبالاً من الحقد والكراهية، إلى أن قال: السياسة علمته أن لا يثق فى الإخوان، لأنه مهما عاملتهم بالخير فإنهم سينقضون عليك فى الوقت المناسب لهم.
جماعات ظلامية
جاء عصر «مبارك» والإخوان كعادتهم محبوسون، هاربون والباقون يعيشون على رصيف الوطن، ومع مرور الوقت استطاع نظام مبارك أن يجعل من الإخوان عقبة حقيقية فى تعطيل أى إصلاح سياسى ديمقراطى بواسطة حزبه الحاكم الذى لم يكن حزباً حقيقياً بل مجموعة تريد أن تظل فى السلطة للأبد، استخدمت الإخوان فزاعة للداخل والخارج، خاصة أنها لم تحل مشكلتها التاريخية لطبيعة وجودها على الساحة برفضها التحول إلى حزب سياسى بشروط الأحزاب والخضوع للقانون والدستور لأنهم اعتادوا أن يعيشوا فى سراديب تحت الأرض وإذا خرجوا إلى النور يقفون يشاهدون الوطن من فوق رصيفه، فمنحت الإخوان مبارك أن يستخدمهم تكأة لضرب الديمقراطية، فإذا طالبت الأحزاب بانتخابات حرة، قال الوطن فيه جماعات ظلامية.. وإذا طالبوا بإلغاء حالة الطوارئ قال: فيه إرهاب يمكن أن يتسلل ويضيع البلد، وبدون شك استفادت جماعة الإخوان من مبارك ونظامه لأقصى درجة ممكنة، حيث توحشت مالياً فى عهده وسياسياً دخلت مجلس الشعب، وعملت بمنتهى الحرية، والإعلام الرسمى كان يصفها بالمحظورة إلا أنه كان لها أعضاء فى البرلمان، ومركز عام فى المنيل وأعضاء يعملون فى معظم وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة القضائية والدينية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية.. إلخ.
ويقول اللواء محمد صادق، وكيل جهاز أمن الدولة السابق: بعد اغتيال السادات أمر مبارك بألا يتعرض أحد للإخوان بعد ما صور له السياسيون أن مشكلة الإخوان والتطرف كانت مع شخص السادات وليست مع النظام، فصدرت لهم التعليمات بعدم الاقتراب من أعضاء الإخوان، ونفذنا ذلك حسب تعليمات القيادة السياسية اعتقاداً أنه يمكن المصالحة معهم ولم تعترض الأجهزة الأمنية أياً من عناصر الإخوان فى عهد مبارك إلا بعدما طرح ملف التوريث، حينها رأت القيادة السياسية أن تقصى كافة القوى السياسية من على الساحة بما فيها جماعة الإخوان وأطلق عليها المحظورة وأحيل عدد منهم إلى القضاء العسكرى لتحجيم نشاطهم إلى أن داهمت الجميع ثورة 25 يناير.
اختطاف الثورة
بدأت إرهاصات ثورة 25 يناير فسارعت جماعة الإخوان برفضها والإعلان بعدم المشاركة فيها وبالفعل لم تشارك فى الثورة إلا يوم جمعة الغضب بحرق أقسام الشرطة بعد أن تأكد لها أن نظام مبارك يترنح وأصبح فى مهب الريح.. ونزلت «الإخوان» من على رصيف الوطن فى مهمة محددة باختطاف الثورة عندما تركوا الشباب معتصماً وتم لقاء محمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد بديع بالسيد عمر سليمان يوم 1 فبراير 2011، وتم الاتفاق على أن يسحب الإخوان أفرادهم ومن يستطيعون من الميدان مقابل السماح لهم بإنشاء حزب سياسى وعدم التعرض لتنظيمهم السرى والإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك ثم حلفوا على المصحف أن يبقى هذا السر بينهم وعدم إثارته، ولكن الإخوان تعاملوا بسياسة إمساك العصى من المنتصف فكان ممثلوهم فى الميدان يتبنون خطاباً ثورياً بينما قادتهم ينسقون فى الخفاء مع أعداء الثورة، حيث ثبت أن جماعة الإخوان تصطاد المغانم وتخون الثوار.
دولة القانون
ويؤكد الدكتور عبدالستار المليجى، عضو مجلس شورى الإخوان السابق، أن جماعة الإخوان اختطفت ثورة الشعب المصرى بوصول محمد مرسى إلى منصب رئيس الجمهورية مع إنها جماعة تعيش طوال عمرها على رصيف الوطن، ولهذا لم ير محمد مرسى فى مصر رجالاً قادرين على القيام بشئون الدولة إلا فى جماعته لأنه تربى على رصيف الوطن، معتقداً أن أعضاء الجماعة هم القادرون المتفوقون المقاتلون دون غيرهم، وقد ادعت الجماعة وجود مشروع إخوانى إنما كان الموجود مصالح متداولة بين بشر مختلفين جعلت كثيراً ممن يكرهون دولة القانون يتوافقون مع الإخوان فى استهداف الدولة المصرية لإسقاطها.
رصيف رابعة
ويضيف «المليجى»، أن رصيف الوطن لم يخلق أى إبداع فاكتشف الشعب أن الإخوان لا يدركون مشاكله الزراعية والصحية والتعليمية ولا الاستراتيجية لأنهم لم ينفتحوا على المجتمع ويدرسوا مشاكله ويشاركوا فيها، فغابوا عن الدولة واحتلوا رصيفها فأصبحوا جماعة بلا خبرة أو كفاءة وظهر فشلهم بعد وصولهم إلى السلطة، ولفظهم الشعب ورفض حكمهم فلجأوا إلى رصيف رابعة بمشاعر القوة والتفوق والغلبة ورأوا أنفسهم 100 ألف فى الميدان فاعتقدوا أنهم منتصرون على جيش وشرطة مدربين محترقين، هذا لأن الإخوان لا يرون الواقع لأنهم اعتادوا على التآمر والكذب والخداع والشائعات فلم يجنوا إلا الفشل ولم يبتعدوا عن رصيف الوطن.
حقداً وغيظاً
أفاقت الإخوان على كابوس 30 يونية والذى يعتبرونه أسوأ ذكرياتهم لأنه أطاح بآمالهم وطموحاتهم وتحقيق أهدافهم الإخوانية والتى رفضها الشعب المصرى من أخونة للدولة وتفريط للكرامة والسيادة الوطنية والحدود الجغرافية، وخيانة وعمالة وغدر ضد مصر.
ويرى اللواء مجدى البسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جماعة الإخوان طردت من حكم مصر إلى الرصيف وإلى سراديب الظلام بثورة شعبية فى 30 يونية فحاولت هدم أى نجاح فى الدولة بنشر الأباطيل والأكاذيب ضد كل مشرع حقداً وغيظاً وكمداً على النجاح الذى يتحقق ويرفضون الاعتراف بنجاح منظومة الكهرباء وإبطال تفجيرات خط الغاز، وتوفير غاز البوتاجاز ونجاح منظومة الخبز وانتظام العام الدراسى وعودة المنظومة الأمنية، وما زالت تحارب الدولة بشتى الطرق لأنها جماعة اعتادت على الهدم وليس البناء وعلى الإرهاب وليس السلام مادامت لم تشارك فى أى تقدم فى مسيرة الوطن بل تشاهد تقدمه وازدهاره من خلال ثقوب السراديب، ومن على رصيف الوطن.
أكلشيهات إخوانية!
حسن البنا: وطنيتنا حدودها العقيدة، ووطنيتهم حدودها الحدود الجغرافية والتخوم الأرضية.
سيد قطب: وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن.
عمر التلمسانى لعضو الجماعة: أنت مع الجماعة كالكلب فى القافلة حتى لو ضربت بالحجارة.. «كن بين يدى مرشدك مثل الميت بين يدى مغسله».
مصطفى مشهور: أحذر أعضاء الجماعة من وسوسة الشيطان بأن قيادتهم تخطئ.
مأمون الهضيبى: نحن نتحالف مع من يستطيع أن يقربنا من دوائر صنع القرار.. ولن نقبل أن يخرج أى واحد منا على هذا القانون.
مهدى عاكف: طز فى مصر واللى فى مصر.. يحكمنا مسلم ماليزى ولا يحكمنا مسيحى مصرى.
محمد بديع: منصب المرشد العام لجماعة الإخوان أكبر وأهم من منصب رئيس الجمهورية.
محمد مرسى: أهلى وعشيرتى.. أطالبكم بسلامة الخاطفين والمخطوفين.
صبحى صالح: الإخوانى لا يتزوج إلا إخوانية.. اللهم أمتنى على دين الإخوان.
عبدالرحمن البر: تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.