بين الحظر والمشروعية ، تراوحت 85 سنة هي عمر جماعة الإخوان المسلمين. ففي عام 1948 أصدر الحاكم العسكري قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين وجميع شعبها في أنحاء مصر ، وفي عام 1954 قرر مجلس قيادة الثورة حل الجماعة مرة أخرى.. وفى الثاني من سبتمبر، لسنة 2013، أصدرت هيئة مفوضي الدولة حكما قضائياً بوقف قيد جمعية الإخوان المسلمين التي تم إشهارها في 19 مارس إبان حكم المعزول محمد مرسي. حيثيات حل الجماعة تشابهت في القرارات الثلاثة.. حيث اتفقت جميعها على أن جماعة الإخوان المسلمين أفسدت الحياة السياسية في مصر ، وابتعدت عن رسالتها الدينية "المزعومة" وسعى قادتها لتسخير الجماعة لمنافع شخصية وأطماع ذاتية مستغلين سلطان الدين على النفوس ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا مخلصين لوطن أو دين النقراشى يحظر الإخوان وكانت اولى خطوات الصدام عقب عودة كتائب الإخوان من فلسطين عام 1948.وكان حل الجماعة من قبل محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء المصري آنذاك، بتهمة "التحريض والعمل ضد أمن الدولة".وبعدها تم اغتيال محمود فهمي النقراشي.و أدان الإخوان قتل النقراشي وتبرؤوا من القتلة بعدما قال حسن البنا مقولته الشهيرة علي القتلة "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين" وكان الذي قام بهذا العمل طالبا بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، اسمه "عبد المجيد حسن" أحد طلاب الإخوان الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وتربصّ بالنقراشي، لإطلاق النار عليه. وبعد اغتيال النقراشي بعدة أشهر، تم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 فبراير 1949م. لتُختتم السنواتُ العشرون الأولى من عمر الإخوان بقرار حلٍّ الجماعة . وفى مطلع الخمسينيات تم رفع الحظر عن الجماعة لتساهم بقوة في الحراك الشعبي والعسكري الذي أدى لجلاء الاستعمار الإنجليزي وقيام ثورة يوليو 1952 . عبد الناصر يحظر الإخوان ثم وقع الصدام الثانى فى تاريخ الجماعة بينها وبين عبد الناصر إثر محاولة اغتيال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، فتم حل الجماعة للمرة الثانية فى29 أكتوبر 1954، إلا أن الجماعة أخذت في التوسع بشكل سري. فرغم الحظر خرج الإخوان إلى دائرة الضوء دون أن يغادروا دائرة الحظر القانوني . واستغل خصومهم ذلك حيث حوّلوا تلك المفارقة لورقة مساومة تخرج وقت الحاجة. الإخوان يغدرون بالسادات وظل قرار حل جماعة الإخوان ساريا إلى أن توفى جمال عبدالناصر فى 1970، ليبدأ الإخوان عهدا جديدا مع الرئيس أنور السادات، حيث بدأ بالإفراج عن الإخوان منذ عام 1971حتى أفرج عن الجميع فى عام 1975. ثم تأتى فترة إعادة بناء الجماعة وانتشارها مرة أخرى، فبالرغم من أن حسن الهضيبى المرشد الثانى للإخوان استمر مرشدا حتى وفاته عام 1973، وكانت هناك بعض الأنشطة المحدودة فى هذه الفترة، فإن البداية الحقيقية لعودة جماعة الإخوان مرة أخرى فى مصر هى مع اختيار عمر التلمسانى عام 1976 وأدى الصراع بين الجماعة والسلطة إلى إحداث تحول هام في فكر الإخوان، الذي كان واضحا في كتابات سيد قطب أحد أعضاء الجماعة ومفكريها المشهورين. الثمانيات فترة رغيد الإخوان وخلال الثمانينيات ، حاول الإخوان مرة أخرى المشاركة في التيار السياسي الرئيسي في البلاد.،وقامت قياداتها المتتابعة بتشكيل تحالفات مع حزب الوفد في عام 1984، كما تحالفوا أيضا مع حزب العمل والأحزاب الليبرالية عام 1987، ليصبحوا أكبر القوى المعارضة في مصر. وفي عام 2000، ربح الإخوان 17 مقعدا في مجلس الشعب المصري. وفى 2005 فاز مرشحوها المستقلون بنسبة 20 في المئة من مقاعد المجلس. الإخوان يخطفون ثورة مصر وحين قامت ثورة يناير 2011 شارك العديد من أعضاء جماعة الإخوان في تلك الاحتجاجات، إلا أنهم لم يظهروا بشكل علني. فلم تظهر الشعارات التقليدية للجماعة في أي مكان من ميدان التحرير . ووجد الإخوان أنفسهم لأول مرة منذ ستين عاما دون لقب المحظورة، قبل أن يؤسسوا حزب الحرية والعدالة برئاسة محمد مرسي، ليتصدر الحزب المشهد السياسي في مصر بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية. ومع اتساع أفق الممارسة السياسية كحزب أغلبية كثرت الانتقادات والتساؤلات حيث اراد بعض الاشخاص من الصفوف الاولى في هيئة الاخوان أرادوا أن يسخروا هذه الهيئة لمنافع شخصية واطماع ذاتية مستغلين سلطان الدين علي النفوس وبراءة وحماسة الشبان المسلمين ولم يكونوا في هذا مخلصين لوطن أو لدين. الإخوان بعد المعزل وفى الثاني من سبتمبر، لسنة 2013، أصدرت هيئة مفوضي الدولة حكما قضائياً بوقف قيد جمعية الإخوان المسلمين التي تم إشهارها في 19 مارس إبان حكم المعزول محمد مرسي .