مهندس: علي درويش منذ 1 ساعة 40 دقيقة لا أخفي عليكم سابق امتعاضي من أي دعوة للإضراب أو الاعتصام علي أساس أننا نعيش مرحلة بناء والمطالب الفئوية ليس وقتها الآن، غير أنني أيقنت تماما أننا نعيش الوهم ولا نجني إلا السراب، فالمسئول الذي حمل جينات الفساد وانعدام الضمير لسنوات، لا أمل لنا عنده في إصلاح. لذلك عندما جاءتني دعوة بالمشاركة في وقفة احتجاجية أمام ماسبيرو من مستفيدي «ابني بيتك» لم أتردد لحظة في قبول الدعوة والمشاركة في هذه الوقفة والدعوة إليها، فهؤلاء الذين رضعوا من الفساد حتي أتخموا.. من الخبل أن ننتظر تقدما علي أيديهم، فاقد الشيء لا يعطيه، ومن الوهم أن ننتظر منهم إصلاحا فهم أنفسهم فلول النظام السابق الذين أفسدوا حياتنا من قبل. لقد كان خطئا شنيعا عندما توهمنا أننا أسقطنا هذا النظام بنزع صورة الرئيس المخلوع من علي جدران الهيئات والمؤسسات وترك رؤوس الأفاعي تعيث في الأرض فسادا، كم كنا طيبين عندما صدقنا أن هناك ثمة تغييراً قد حدث بعد أن تغيرت بعض الأسماء وتبدلت بعض المواقع كما يفعل مدرب الكرة وهو يتلاعب بالفريق المنافس. لقد مر علي الثورة ما يقرب من عام، ولم يُتخذ قرارًا واحدًا من أجل رفعة هذا الوطن! كل القرارات والقوانين كانت مثيرة للجدل ومخيبة لآمال المصريين وكأنها موقعة من الرئيس السابق، كنا نظن أن ترزية القوانين قد اختفوا.. فإذا بصبيانهم يخرجون لنا ألسنتهم، ناهيك عن استمرار مافيا الفساد من مبيدات مسرطنة وتجريف أراض وأعمال بلطجة وانفلات أمني معروف تمامًا أن الذي يحركه هم فلول الحزب المنحل أو المنحط! مر ما يقرب من عام علي قتل الثوار ولم يتم الكشف عن أسماء القتلة من القناصة، رغم أن الذي يقتل ضابطا في كمين يتم القبض عليه في ساعات. حتي الآن لم يتم تطهير الإعلام من الأوباش والأوغاد ومحترفي الرقص علي الحبال. لم تصل الثورة إلي البنوك التي كانت مسئولة عن تهريب أموال المصريين، وما زالت الأموال المنهوبة يتم تهريبها للخارج بحرا عن طريق سماسرة الهجرة غير الشرعية والذين تم الإفراج عنهم جميعا رغم تورط بعضهم في قضايا قتل!! مازال وزير الإسكان ينفذ سياسة سلفه، فقد صرح منذ أشهر بأنه مسئول عن استكمال مرافق «ابني بيتك» بنهاية هذا العام، فلم يتم إنجاز أي شيء علي أرض الواقع حتي الآن، والأسوأ أن ما تم تنفيذه من مرافق - بشهادة مهندسي الشركات المسئولة - سوف ينهار قبل تشغيله بسبب انعدام ضمير مقاولي الباطن وغياب الرقابة. وعندما قمنا بإبلاغ المسئولين اكتفوا بتقديم الشكر لنا!! فهل سيستعين وزير الإسكان بالجن لتنفيذ وعوده؟!، ألم يشعر مسئول في هذه الوزارة بتأنيب الضمير بعد ضياع المليارات في وحدات تسكنها الأشباح. هذه هي الأسباب التي دفعتني لمشاركة هؤلاء الشباب لأنه قد آن الأوان لينتهي عصر الاستغفال!