تواجه صناعة السينما تحديات كثيرة، وتعد مشكلة تراجع الإنتاج أبرز التحديات في هذه المرحلة، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من أعضاء غرفة صناعة السينما للترويج لفكرة زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي علي حساب الفيلم المصري.. ويقف النقيب مسعد فودة في خندق المواجهة يحاول جاهداً العمل من أجل الدفاع عن حقوق السينمائيين، ويتبع منهجاً جديداً الهدف منه استرداد قيمة الفيلم المصري والنهوض بحال الدراما.. مؤخراً فاز «مسعد فودة» بالتزكية بمنصب نقيب السينمائيين، وهذا الفوز هو الأول في تاريخ النقابة وبدون شك سوف يضاعف من حجم المسئولية علي النقيب الذي راهن عليه أعضاء النقابة ومنحوه الثقة دون الالتفات إلي صندوق الانتخابات، في حديثه ل «الوفد» قال «فودة»: إن الدولة تخلت عن صناعة السينما وأنه بذل جهوداً كبيرة لحل الأزمات المالية داخل النقابة.. وإلي نص الحوار: ونحن في بداية عام جديد.. ما الذي يتمناه نقيب السينمائيين؟ - أتمني من كل قلبي أن يراعي كل مسئول ربنا في وطنه ويبذل كل ما في وسعه لإدراك النجاح، مطلوب من المسئول أن يدرك جيداً أن في ظاهر السلطة شيء مبهر وعظيم لكن في باطنها ابتلاء شديد، لذا أرجو أن يخاف كل مسئول الله في بلده ويعمل لصالحها. في رأيك.. كيف يتحول حلم التطوير إلي واقع ملموس؟ - إذا أردت أن يتحول حلم التطوير إلي واقع ملموس ومحسوس يجب عليك جيداً أن تؤمن بأفكار الشباب.. لدينا في مصر عقول شابة واعية يجب احترامها ومنحها الفرصة.. ويجب أن نبتعد عن نظرية المؤامرة والتخوين لأن هذه الأمور تعطل عمليات التنمية وسوف تجرنا للخلف. ولكن هناك من يتاجر بمصلحة الوطن ويحاول إثارة الناس.. ما تعليقك؟ - كما قلت أنا أرفض التخوين في وطنية أي إنسان نشأ علي أرض مصر.. من يختلف معنا أو يحاول أن يسير في طريق آخر علينا احتواءه وإجراء حوار جيد معه، لأن وصفه بالخائن والعميل سوف يزيد من مساحة الخلاف ويجعل الأزمة تزداد تعقيداً، لذا أنصح دائماً بالحوار مع الشباب ومع أصحاب الأفكار المختلفة. فوزك بمقعد نقيب السينمائيين بالتزكية.. ماذا يعني بالنسبة لك؟ - فوزي بالتزكية يزيد من حجم المسئولية.. فخور بثقة زملائي أعضاء الجمعية العمومية وسوف أبذل جهداً كبيراً حتي أكون عند حسن ظني وثقة زملائي.. سوف أعمل جاهداً لرفع المعاشات وتوفير نظام علاجي أفضل لأعضاء النقابة، وسوف أجتهد لكسب العديد من المزايا لأعضاء النقابة التي أفتخر بها. عدد الخصوم في حياتك كبير.. هل فوزك بالتزكية يعني عدم وجود أعداء؟ - الحمد لله ليس لي أعداء، ولكن يوجد ناس أختلف معهم في الأفكار، مستحيل أن ينال أداؤك إعجاب كل الناس.. ولكني أحاول دائماً الحوار مع أي شخص أختلف معه، ولا أحب الخصومة علي الإطلاق، ولكن أعلم جيداً أنني مستحيل إرضاء كل الأطراف. في رأيك ما الإنجازات التي تضىء ملفك النقابي؟ - نجحت في تسديد ديون النقابة وأحاول قدر استطاعتي النهوض بحال السينما المصرية.. المدهش أنني نجحت في إزالة سوء التفاهم بين أبناء التليفزيون وصناع السينما، وهذا يحسب لي، والآن أعمل علي النهوض بحال السينما وحال الدراما.. كما أجتهد لإتاحة فرص عمل للشباب من السينمائيين وأحاول جاهداً تذليل العقبات أمام الشباب. قلت إنك تحاول النهوض بحال السينما.. كيف؟ - أدركت من خلال موقعي أن السينما المصرية لن تسترد عافيتها إلا بتعاون العديد من مؤسسات الدولة، يجب أن تتكاتف جهود وزارتي الثقافة والسياحة وجبهة الإبداع وغرفة صناعة السينما من أجل النهوض بهذه الصناعة التي كانت تمثل مصدر الدخل الثاني في وقت من الأوقات.. لن يهدأ بالي أو يرتاح فؤادي إلا بعد أن يسترد الفيلم المصري مكانته في مصر والخارج وأثق في أننا قادرون علي ذلك وأن المسلسل المصري سوف يتصدر الفضائيات المصرية في المرحلة القادمة. بصفتك رئيس اتحاد الفنانين العرب.. كيف تري واقعنا العربي؟ - أسافر كثيراً.. وعندما أعود إلي مصر، أسجد لله شكراً لأن بلدنا بخير، عندما سافرت إلي سوريا مؤخراً ومشيت في شوارع دمشق ورأيت الخراب الذي حل بها بكيت.. لأن مشهد اللاجئين يحزن القلب، وفي كردستان نفس الأمر، واندهشت من الحال في «أربيل» بالعراق، علي كل العرب إدراك شيء مهم جداً وهو أن المستفيد الأول من هذا الخراب والدمار الذي يحاصر عالمنا العربي العدو الصهيوني.. من يتأمل واقعنا العربي يكتشف جيداً أن حجم المؤامرة كبير وأن مصر بفضل جيشها العظيم وبفضل إرادة شعبها المخلص نجحت في هزيمة الأعداء والتخلص من مؤامرة كانت سوف تمزق الوطن إلي «60 حتة» مصر تخطت اختباراً صعباً بفضل جيشها الكبير وإخلاص شعبها العظيم. ولكن بماذا تقصد بكلمة «المؤامرة»؟ - أقصد أن عالمنا العربي يتعرض لمؤامرة كبيرة، وإسرائيل هي المستفيد.. انظر ما الذي يحدث في ليبيا وسوريا واليمن وسوف تكتشف أن الهدف إضعاف الأوطان العربية وجرها لحروب لا فائدة منها. وهل يستطيع الفن التغيير أو التأثير في الواقع السياسي؟ - بكل تأكيد الفن يستطيع التغيير.. خاصة إذا كان فناً راقياً يخدم عقل المشاهد ولا يقدم أفكاراً سطحية وخالية من أي معني.. في هذه المرحلة نحتاج فناً جيداً يرتقي بذوق المشاهد ويسهم في تصحيح الأفكار الخاطئة.. نحتاج فناً يحمي أولادنا من التشدد والتطرف وينتقد الأوضاع السيئة بشكل محايد وموضوعي وبدون مبالغة أو تهويل ولا أبالغ إذا قلت إن الفن هو القوة الناعمة التي تغير وتؤثر. عودة إلي ملف السينما المصرية.. متي سنري سينما بدون مشاكل؟ - مشاكل السينما المصرية وصلت للرئاسة.. ملفات كاملة وصلت للرئاسة ولدينا أمل كبير في العام الجديد أن تنتبه الدولة إلي ملف السينما وتعمل جاهدة علي حلها.. هناك مشاكل كثيرة دفعت العديد من شركات الإنتاج إلي إغلاق أبوابها مثل القرصنة التي تسبب خسائر كبيرة للمنتج، مطلوب من الدولة دعم السينما والقضاء علي القرصنة، كما أن أسعار الإيجار في مطار القاهرة مبالغ فيها والتصوير في الأماكن الأثرية يحتاج إلي نفقات باهظة.. علي الدولة في هذه المرحلة إزالة العقبات أمام رجال الصناعة بتقليل أسعار التصوير في الأماكن الأثرية وتخفيض الجمارك علي معدات التصوير، كل هذه الإجراءات سوف تسهم في انتعاش حال السينما وتشجيع رجال الصناعة علي تقديم أفلام ذات قيمة. ما رأيك في المطالبة بزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي علي حساب الفيلم المصري؟ - هذا الاتجاه كان مطروحاً بالفعل داخل غرفة صناعة السينما وبعد التصويت تبين أن أغلب الآراء ضد الفكرة، لذا سيظل عدد نسخ الفيلم الأجنبي كما هو ولن يسمح بزيادة عدد النسخ في هذه المرحلة، المناقشات حول هذا الموضوع استغرقت وقتاً طويلاً ولكن حتي هذه اللحظة لم تتم الموافقة علي زيادة النسخ.. الجميع يعمل لصالح الفيلم المصري ولا أحد يريد ارتفاع معدل البطالة في سوق السينما ولا أحد يريد أن يتراجع الفيلم المصري.. بالعكس الجميع يريد النهوض والارتقاء بحال السينما. هناك اتهام لعدد من أعضاء غرفة صناعة السينما بالمؤامرة علي الصناعة.. ما تعليقك؟ - أرفض ذلك.. ولا أتصور أبداً أن يتآمر أبناء مهنة واحدة عليها ويحاولوا القضاء عليها، «غرفة صناعة السينما» تضم شخصيات محترمة جداً مثل فاروق صبري وصفوت غطاس والمنتج هشام عبدالخالق.. الحكاية أن هناك قرارات أو إجراءات قد تكون صالحة في وقت معين وليست صالحة في وقت آخر.. في لحظة ما تصور عدداً من أعضاء الغرفة أنه من المصلحة زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي لحماية أصحاب دور العرض، وبسرعة تم التصويت علي الفكرة وجاء القرار النهائي بالرفض لحماية الفيلم المصري حتي لا يتراجع للخلف، هذا لا يعني وجود مؤامرة علي الفيلم المصري. قمت بزيارة إلي إيران.. كيف شاهدت السينما الإيرانية؟ - السينما الإيرانية غنية المحتوي والأفكار والتكنيك.. والهدف من السفر ورؤية تجارب مختلفة هو نقل التطور إلي صناعة في بلدنا، الفن أصبح وسيلة قوية للتعبير عن الأفكار وانتقاد السياسات.. الفن مرآة للشعوب وأيضاً وسيلة جيدة لتقريب المسافات بين الشعوب. البعض يري أن العلاقة متوترة بين النقابة وبعض شركات الإنتاج.. ما مدي صحة ذلك؟ - علاقة نقابة السينمائيين بكل شركات الإنتاج محترمة والجميع ملتزم بسداد الرسوم الواجب سدادها للنقابة، وهناك بروتوكول تعاون بين غرفة صناعة السينما وشعبة المنتجين، الهدف من هذا البروتوكول الصالح العام والنهوض بالصناعة.. أملي أن ينتعش سوق العمل وتسترد السينما المصرية ريادتها، أري أن كل شركات الإنتاج ملتزمة وتحاول الارتقاء بحال الفيلم المصري، وهناك خطة هدفها أن يعود الفيلم المصري إلي الصدارة.. في المرحلة الماضية قمنا بتقييم الأداء ووضعنا أيادينا علي السلبيات وسوف نحاول إزالة كل العقبات التي تعرقل الارتقاء بحال الفيلم. بالمناسبة.. كيف تري سينما السبكي؟ - في السينما أفلام جيدة وأفلام ضعيفة، ولكن يجب الإشادة بدور السبكي لأنه يقدم إنتاجاً يرضي كل الأذواق، ويكفي أنه الوحيد الذي استمر في عمله ولم يفضل الهروب أو الانسحاب.. انظر إلي إنتاج السبكي وتأمل كم العمال والممثلين الذين اشتغلوا فيها.. أري الهجوم علي السبكي مبالغ فيه.. فهو يقدم أعمالاً ربما نتفق عليها وربما نختلف معها، لكن يجب الاتفاق علي أنه داعم قوي للسينما المصرية. بعد أيام تجري انتخابات مجلس النقابة.. هل ستدعم قائمة بعينها؟ - مستحيل أن أتبع هذا المنهج أو هذا السلوك.. سوف أقف علي الحياد ولن أدعم قائمة.. وأرجو من أعضاء النقابة اختيار مجلس النقابة بحرية واختيار من يرون أنهم الأفضل والقادرون علي تحقيق مطالبهم.. ومن مصلحتي كنقيب للسينمائيين أن يكون بجانبي مجلس قوي يدعم قراراتي ويرشدني في حال الخطأ.. أنا مؤمن بالعمل الجماعي وروح الفريق. ما توقعاتك لأداء النواب في برلمان 2016؟ - أتوقع أداء جيداً.. كل النواب جاءوا بإرادة الناس إلي الكرسي وأثق أن أداءهم سيكون مناسباً لهذه المرحلة.. بلدنا تحتاج إلي جهود الجميع والبرلمان القادم سيكون قوياً ومعبراً عن أحلام الناس.. مصر كما قلت في موضع سابق تحتاج إلي إخلاص الجميع وأن يراعي كل مسئول ربنا في هذا الوطن الذي استوعب أحلام الجميع.. وأقول لكل الناس التي تهاجم النظام انظروا إلي الأوضاع السيئة في سوريا وليبيا وسوف تشكرون الله علي نعمة الاستقرار التي ننعم بها علي أرض مصر.