نص عظة البابا تواضروس في خميس العهد بدير مارمينا العجائبي بالإسكندرية    خبر عاجل بشأن العمال ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار وحالة الطقس اليوم.. أخبار التوك شو    بعد تدشينه رسميا.. نقابة الفلاحين تعلن دعمها لإتحاد القبائل العربية    "ابدأ": نعمل في مبادرات متعددة.. وتنوع القطاعات الصناعية لدينا ميزة تنافسية    هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة    وزيرة البيئة تنعى رئيس «طاقة الشيوخ»: كان مشهودا له بالكفاءة والإخلاص    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    منافس الأهلي.. صحيفة تونسية: جماهير الترجي تهاجم ياسين مرياح بعد التعادل مع الصفاقسي    "سددنا نصف مليار جنيه ديون".. الزمالك يعلن مقاضاة مجلس مرتضى منصور    «حصريات المصري».. اتفاق لجنة التخطيط بالأهلي وكولر.. صفقة الزمالك الجديد    بسبب كاب.. مقتل شاب على يد جزار ونجله في السلام    ‬رفضت الارتباط به فحاول قتلها.. ننشر صورة طالب الطب المتهم بطعن زميلته بجامعة الزقازيق    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    سميرة سعيد تطرح أغنيتها الجديدة كداب.. فيديو    الضبيب: مؤتمر مجمع اللغة العربية عرسًا لغويًا فريدًا    أدباء ومختصون أكاديميون يدعون لتحويل شعر الأطفال إلى هدف تربوي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل    "سور الأزبكية" في معرض أبوظبي الدولي للكتاب    ب9 عيادات متنقلة.. «صحة الإسكندرية» تطلق قافلة مجانية لعلاج 1540 مريضًا بقرية عبدالباسط عبدالصمد    مسؤول أممي إعادة إعمار غزة يستغرق وقتًا طويلًا حتى 2040    "مشنقة داخل الغرفة".. ربة منزل تنهي حياتها في 15 مايو    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    رسائل تهنئة شم النسيم 2024.. متي موعد عيد الربيع؟    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء: الخميس 25 يوليو انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة النوابغ الدولية للقرآن    لا تهاون مع المخالفين.. تنفيذ 12 قرار إزالة في كفر الشيخ| صور    الداخلية تضبط 12 ألف قضية تسول في شهر    عاجل.. هيئة الرقابة المالية تقرر مد مدة تقديم القوائم المالية حتى نهاية مايو المقبل    تفاصيل منحة السفارة اليابانية MEXT لعام 2025 للطلاب في جامعة أسيوط    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    كاف يحدد موعد مباراتي مصر أمام بوركينا فاسو وغينيا في تصفيات كأس العالم    تمديد استقبال تحويلات مبادرة "سيارات المصريين بالخارج".. المهندس خالد سعد يكشف التفاصيل    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة    أردوغان يعلق على التظاهرات الطلابية بالجامعات الأمريكية لدعم غزة    أول رد من الكرملين على اتهام أمريكي باستخدام «أسلحة كيميائية» في أوكرانيا    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    ميقاتي يحذر من تحول لبنان لبلد عبور من سوريا إلى أوروبا    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    إعلامي: الخطيب طلب من «بيبو» تغليظ عقوبة أفشة لإعادة الانضباط في الأهلي    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسام سويلم: داعش يطلق فروعًا جديدة في أفريقيا
نشر في الوفد يوم 05 - 01 - 2016

دعا تنظيم داعش المسلمين في كل مكان للمجئ إلى سرت، فضلاً عن سوريا والعراق، للانضمام لدولة الخلافة التي أعلن عاصمتها في سرت. وصورت حملة دعاية التنظيم الهجرة إلي هناك باعتبارها واجباً دينياً، ووجهوا النداء للمسلمين في جميع التخصصات.. أطباء ومهندسين وغيرهما للإسراع بالانضمام لدولتهم، وحذرت مجلة التنظيم الصادرة باللغة الإنجليزية وتحمل اسم «دابق» المتقاعسين من أنهم «سيواجهون عقاباً أليماً يوم القيامة جراء عدم تلبية دعوة النداء». وخرج أول عدد من المجلة بدعوة تقول «أسرع إلى ظلال الدولة الإسلامية مع أبويك وأقاربك وزوجاتك وأطفالك». إلا أن مثل هذه الرسائل بدأت تتغير مع تعرض مشروع بناء ما يسمى بالدولة الإسلامية في سوريا لضربات عسكرية، وبدأ قادة داعش في التركيز علي معركتهم بالخارج، فعندما شرعت أمريكا في توجيه ضرباتها العسكرية ضد داعش في الخريف الماضى، دعا المتحدث باسم داعش الملقب بأبو محمد العدنانى «مسلمى الغرب للبقاء حيث هم، وقتل من حولهم»، وقال «العدنانى» في رسالة صوتية: «إن استطعت فلتقتل أمريكياً أو أوروبياً كافراً، خاصة الفرنسيين الحاقدين القذرين، أو أقتل كنداً»، مضيفاً: «توكل علي الله وأقنعك بأى طريقة كانت» وقد استجاب للنداء بعض «الذئاب المنفردة» منهم مسلح قام بمهاجمة البرلمان الكندى وقتل جندياً تواجد بالقرب من المكان».
ومع تدفق النازحين بعد الغارات الروسية في سوريا، والعمليات الموسعة بالعراق على سرت، وصل إليها ضمن النازحين قيادات للدعوة.. منهم «تركي البنيعلى» و«أبوسفيان السلمى» و«أبوضرغام» و«أبوهمام الأثرى»، ما يؤكد التوسع وتجنيد أعضاء جدد من الداخل الليبي، إضافة للمتطوعين الجدد المقبلين عبر تركيا والسودان وتونس، بعد نقل معسكرات الإعداد والتدريب لليبيا، وعندما قبلت داعش بيعة «بوكوحرام» وأشركت مقاتليها في معارك سرت، وأعلنت تأسيس فرع بغرب أفريقيا، ما يعكس نيتها للتوسع تخفيفاً لما تتعرض له من ضغوط بسوريا والعراق، وتشتيتاً للحملة الدولية ضدها.
وكان وزير الخارجية الليبى في حكومة طبرق -محمد الدايرى- قد حذر من أن قوات داعش علي أعتاب الجزائر، موضحاً أن التونسيين والسودانيين واليمنيين يشكلون القسم الأكبر منهم، محذراً من تحول ليبيا إلي ملجأ جديد للتنظيم، وهو ما يشكل خطراً علي الباب الشرقى للجزائر التي كانت قد سارعت منذ شهور إلي إرسال وحدات من جيشها لإحكام قبضتها علي الحدود الليبية، ودعا الوزير الليبى الأسرة الدولية إلي ضم بلاده لحملة مكافحة داعش، مشيراً إلى أن حكومته تملك معلومات موثوقة مفادها أن قيادة داعش طلبت من الإرهابيين الجدد التوجه إلى ليبيا وليس سوريا والعراق، خصوصاً منذ بدء الضربات الروسية ضد هذا التنظيم بنهاية سبتمبر الماضى. وكان الوزير الأول الجزائرى عبدالمالك سلال قد دعا مؤخراً إلي تنظيم اجتماع وزارى طارئ لبحث مسألة نشاط تنظيم داعش على شبكة الإنترنت، واحتمالية وجود خلايا نشطة للتنظيم داخل البلاد، وكيفية العمل علي استئصالها ميدانياً وإلكترونياً، وتترقب الجزائر مع بداية العام الجديد تطبيق إجراءات صارمة فيما يتعلق بمراقبة شبكة الإنترنت، إذ نشرت الحكومة الجزائرية قراراً في الجريدة الرسمية، يقضى بإنشاء «هيئة وطنية قضائية» بصلاحيات أمنية من أجل مراقبة شبكة الإنترنت.
ويعتبر راشد الغنوشى - زعيم جبهة النهضة الإخوانية في تونس - هو الراعي لتنظيم داعش في المغرب العربى خاصة تونس وليبيا، حيث تتركز معظم العناصر الإرهابية في تونس بجبل الشعايني موزعين بين تنظيمي داعش والقاعدة، بينما انتقل حوالى 3000 تونسى إلي هذين التنظيمين، وكان الغنوشى قد فتح الباب على مصراعيه أمام دخول وخروج الإرهابيين إلى ليبيا، ودعمهم في تونس. وكما فعل «مرسى» في مصر بإخراج المسجونين بتهمة الإرهاب من السجون وتجميعهم في سيناء، فعل الغنوشى نفس الشيء بتجميع الإرهابيين من السجون ومن القادمين من العراق وأفغانستان، بالإضافة لتجنيد المزيد من الشباب التونسي والانضمام لتنظيمات إرهابية في ليبيا مثل داعش في سرت والثغرة في سوريا.
مصادر التسليح وأبعاده
وتعتبر متروكات جيش القذافي من أسلحة ومعدات حربية، هي المصدر الرئيسي لتسليح المنظمات المتعددة التي تقاتل علي أرض ليبيا ومنها داعش، حيث يبلغ عدد ترسانة التسليح التي تركها القذافي حوالي 30 مليون قطعة سلاح، فضلاً عن ذلك تسلم مقاتلو داعش أسلحة ومعدات أخري حديثة من الثروات النفطية المتكدسة التي هي ملك للدولة الليبية في الأساس، حيث يتسلم داعش الأسلحة عن طريق نفس الوسيط الذي لعب دوراً ثانوياً في الهجوم المميت الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي عام 2012.
ووسط تكاثر أعداد الميليشيات في ليبيا وتعقد الخريطة، فإن تنظيم داعش يحصل علي الأسلحة والأموال من أطراف عدة، بما في ذلك غرب ليبيا حيث مقر المؤتمر الوطني، وفي شرق ليبيا حيث مقر مجلس النواب المعترف به دولياً، وقد أكدت نيويورك تايمز ما سبق أن أشرنا إليه آنفاً أن أحد من يقومون بتوفير السلاح لداعش شخص كان له دور في الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي قبل ثلاثة أعوام الذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة من المارينز الأمريكي، ويؤكد الخبير الروسي «جيورجي ميرسكي» أن داعش يملك أسلحة روسية وصينية الصنع اشتراها ولم يستول عليها في الموصل أو في مستودعات أخري وهو ما يفرض سؤالاً حول كيفية حصول داعش علي هذه الأسلحة وهو لا يملك منافذ بحرية ولا جوية؟
وتعتبر تركيا وقطر والسودان من الدول الرئيسية التي تمد داعش بالأسلحة والمعدات الحربية، حيث ترسل تركيا الأسلحة والمعدات والمهمات العسكرية بحراً إلي بنغازي وقد نجحت قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر في اعتراض وتدمير وإغراق عدد من هذه السفن كانت تحمل مسلحين وأسلحة متنوعة النزول علي ساحل بنغازي، أما قطر فإنها تنقل المسلحين والأسلحة بالطائرات إلي مطار معيتقة القريب من مصراتة ومنها إلي أيدي الميليشيات المسلحة،، في حين يرسل السودان الأسلحة بالشاحنات براً من النخيلة إلي غرب جبل عوينات علي الحدود بين مصر وليبيا، وبكميات تكفي لتسليح 40 ألف مقاتل، والشيء الوحيد الذي لا يملكه هو الطائرات حتي الآن.
أما أنواع الأسلحة فهي متنوعة فبجانب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة تبرز الأسلحة الثقيلة التي تشمل الدبابات والعربات المدرعة، والمدافع وراجمات الصواريخ الفردية والمحملة علي شاحنات والرشاشات المتوسطة المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف، مع الصواريخ الحديثة المضادة للدبابات من الجيل الثاني، مثل الكورنيت الروسي والتاو الأمريكي، وتشكل الأسلحة الأمريكية التي سلحت بها أمريكا جيش العراق ودربته عليها، ولكنه تركها عند انسحابه دون قتال في الموصل والرمادي ومدن كردستان، واستولت عليه داعش، وشمل نوعيات كثيرة من المدرعات والمركبات المسلحة، مصدراً رئيسياً لتسليح عناصر داعش.
وتقول مصادر ليبية إن تنظيم داعش في سرت يستخدم جهاز محاكاة «سيميوليتر» في التدريب علي الطيران ويبلغ حجم هذا الجهاز مقدار سيارة صغيرة ويشبه مقصورة طائرة، بما فيها أدوات تحكم وهبوط ويتيح هذا الجهاز تحديد المواقع بخطوط الطول والعرض والاتصال بأبراج المراقبة، وبينما يعتقد المحققون في ليبيا أنه ربما تم الاستيلاء علي الجهاز بين إدارات التدريب في مطارات القذافي المنهوبة، تشير معلومات أخري إلي أن هذا الجهاز من الطراز الحديث ما يعني أنه وارد من الخارج، ويستخدم لتدريب عناصر من داعش علي استخدام الطائرات في قتالهم مستقبلاً، وتجري حالياً في مطار سرت الذي يسيطر عليه داعش، وتوجد به عدة طائرات معطلة، ولأن هذا الجهاز يتيح محاكاة عملية الطيران، من اقلاع وهبوط واشتباك مع أهداف جوية وأرضية فضلاً عن تعليم وتحديد الاهداف المطلوب قصفها بعد تحديد أماكنها، فإن ذلك يعني أمرين: الأول: أن «داعش» تنوي أن تسلح عناصرها بالطائرات المقاتلة التي يمكن أن تقع تحت أيديها في المناطق التي تسيطر عليها، وهم يتدربون على هذا الجهاز لتأهيل عدد من الطيارين وقد يكونوا انتحاريين لتفجير أنفسهم وطائراتهم في الاهداف التي يريدون تدميرها قبل أن تسقطهم الدفاعات الجوية والارضية الأكثر قوة وانتشاراً في الجيوش العربية والأجنبية المشتركة في الحرب ضد «داعش».
وقد نشرت منظمة Ammerty International تقريراً أكدت فيه أن القسم الأكبر من التجهيزات العسكرية التي يستخدمها «داعش» في العراق وسوريا هي من الولايات المتحدة، وهو ما رد عليه ممثل البنتاجون «دوجر كابينتر» في قناة «CNN» أن الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها لكي لا تقع الأسلحة التي تقدمها الى الشركاء بأيدي «داعش» وهو ما حدث فعلاً عندما استولت «داعش» على عدد من مستودعات الأسلحة في العراق وسوريا، أما منظمة العفو الدولية فقد ذكرت في تقرير حديث لها أن تسليح «داعش» ما هو إلا نتاج سنوات طويلة من التدفق غير المسئول للسلاح على العراق، وأضاف التقرير أن «داعش» يمتلك اسلحة وافدة من ما لا يقل عن 25 دولة حول العالم، بدء من بنادق عراقية الصنع مثل «تبوك» وأمريكية «KI25» مروراً بالصينية «CQ» والألمانية «G36» والبلغارية «FAL» وغيرها وأوضح التقرير أيضاً أن فترتي الحرب العراقية - الايرانية، والغزو الامريكي للعراق، كانتا سببا في تضخم ترسانة الاسلحة في العراق، واستمرار تدفق السلاح للبلاد، ولفت التقرير الى أن الدول المصدرة للأسلحة بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، كانت تدرك جيداً مخاطر نقل الاسلحة للعراق الذي يعاني من الفساد وضعف الرقابة لكنها استمرت في ارسال الاسلحة الى هناك، وقد كان من نتيجة سيطرة «داعش» على مستودعات الاسلحة من قواعد الجيش والشرطة من المحافظات العراقية المختلفة أن جري توزيعها على جبهات متعددة بشكل فعال، وأن بعض الاسلحة التي تم العثور عليها في الموصل واستخدمت بعد اسبوعين في منطقة تمتد لنحو 500 كم في شمال سوريا، ولفت التقرير الى أن استيلاء «داعش» على مدينة الرمادى - كبرى مدن محافظة الأنبار في غرب البلاد - مكنها من الاستيلاء على أكثر من 100 مركبة مدرعة بينها عشرات الدبابات وعربات القتال المدرعة فضلاً عن ناقلات الجنود المدرعة.
جرائم «داعش» في سرت
أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا بمدينة البيضاء بيانا بشأن خطر إعلان مدينة سرت المنكوبة انسانياً عاصمة لتنظيم «داعش» الارهابي، وتداعياته على أمن وسلامة المدينة بليبيا، وأعربت اللجنة في بيانها رقم 143 لسنة 2015 عن قلقها البالغ ازاء هذا الاعلان، والذي من شأنه أن يؤدي الى تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات البشعة والجسيمة لحقوق الانسان بليبيا، وأكدت أن طبيعة الممارسات والجرائم التي ترتكبها «داعش» و«أنصار الشريعة» و«القاعدة».. وغيرهم من المنظمات الارهابية ترتقي الى حد ارتكاب جرائم الحرب، وجرائم ضد الانسانية في ظل فشل واضح للسلطات الليبية المتعددة والمجتمع الدولي في حماية المدنيين من جرائم وانتهاكات التنظيمات الارهابية بمدن سرت ببنغازي وإجدابيا ودرنة.. وهي مدن منكوبة انسانياً يواجه سكانها كل أساليب انتهاكات حقوق الانسان مثل القتل والذبح والتنكيل والعنف والتهجير والقمع والاغتيالات المنظمة، واعتبرت مدينة سرت خارج اطار الشرطة والسلطة التشريعية، سواء كان البرلمان أو الحكومة، ذلك بسبب تدفق المقاتلين العرب والاجانب للمدينة، لاسيما مع استمرار وصول أعداد من المقاتلين من العراق جاءوا الى سرت عبر المتوسط من الحدود التركية.
ويشتكي سكان سرت من سلوكيات تهديد وترويع يومي من جانب المسئولين في «داعش»، حيث يقومون يومياً بتحذيرهم من عدم الانصياع لأوامرهم وتعليماتهم، ومطالبهم بالتوبة أو سيلقون حتفهم، مهددين بتنفيذ اعدامات واسعة النطاق داخل المدينة اذا لم يتراجع سكانها عما اطلقوا عليه «الكفر»، محذرين ائمة المساجد السماح للصوفيين بدخول بيوت الله في حالة عدم اعلان التوبة، ولردع سكان المدينة عن الاعتراض على أوامر «داعش» قامت عناصر من «داعش» بذبح خمسة من السائقين بدعوى رفضهم تنفيذ أوامرهم، فضلاً عن عمليات صلب نفذت بحق آخرين، وتنفذ عمليات الاعدام والصلب في الساحات العامة، ومن بينهم «صوفيون» اتهمتهم «داعش» بالشعوذة، كما توقفت الاذاعة المحلية عن بث الموسيقي والبرامج الترفيهية، واستبدلتها بخطابات زعيم «داعش»، كما قام مسئولو «داعش» بفرض الحجاب على النساء ومنع التدخين واغلاق المحلات في توقيتات الصلاة، كما أكدت مصادر السكان في سرت أن عناصر من «داعش» قاموا باقتحام المصارف في المدينة ونهب مبالغ مالية ضخمة، كما قام التنظيم بمنع وصول كل أنواع المحروقات من بنزين وسولار وغاز اضافة الى منع وصول السلع التموينية، مما يضطر السكان الى الذهاب الى المدن المجاورة للحصول على احتياجاتهم الاساسية خاصة بعد أن أغلقت المصارف في سرت أبوابها، وقد تلاحظ قيام قوات «داعش» بتغيير أماكن تجمعاتهم باستمرار خوفاً من غارات طيران الجيش الليبي، ومن اجل تعزيز سلطة «داعش» على سكان المدينة، زاد من عدد محاكمه وتسيير دوريات للشرطة في الشوارع، وتوزيع الاغذية مجانا لكسب تعاطف الناس، وفرض أحكاماً صارمة ضد كل من يرتدي ملابس مخالفة لتعليمات التنظيم، وغلق المحلات وقت الصلاة، وفي اطار مراقبة سلوكيات السكان تتحرك عناصر «داعش» في دوريات مسلحة ليلا ونهاراً في جميع شوارع سرت وبحرية كاملة دون خوف، حيث تراجعت باقي الميليشيات التت كانت في مصراتة وتعهدت في السابق بطرد «داعش» بالكامل.
وباختصار يعيش سكان سرت وضعاً مأساوياً بسبب عدم توافر أبسط السبل المعيشية التي يحتاجها المواطن البسيط، مما أدى الى نزوح عشرات العائلات من المدينة خوفاً من بطش عناصر التنظيم الارهابي، وقد أعرب النازحون عن خشيتهم من قيام «داعش» بتنفيذ اعدامات واسعة بين سكان المدينة الباقين فيها، خاصة بعد اصدار التنظيم بيانا ملزما لأئمة المساجد يطالبهم فيه بالحصول على استتابة مكتوبة من آلاف السكان، بدعوى انتمائهم لجماعات صوفية، وهو ما يعتبره «داعش» كفراً، وأن احكاماً قاسية ستطبق على كل من ينتمي للجماعات الصوفية، ووجه السكان نداءات للحكومة المعترف بها دولياً ومقيمة في طبرق وللأمم المتحدة لانقاذهم من براثن «داعش»، ويقول مسئول في المجلس المحلي لسرت «كل شىء تغير في سرت، مسلحو «داعش» يتجولون فيها بحرية تامة وكأنها مدينتهم، فالصلاة مفروضة قسراً على الجميع، والاحكام الشرعية بدأت تطبق فيها، والنساء لا يخرجن الا للضرورة ونشر التنظيم مؤخراً صوراً وتسجيلات من سرت لمحلات تبيع اللحوم والحلويات في محاولة لاظهار وتيرة حياة طبيعية في المدينة، كما بث أشرطة فيديو تظهر إقدام عناصره على بتر يد شخص عقاباً لتأكيد سطوته».
ولأن التنظيمات المسلحة الأخرى - خاصة فجر ليبيا - تخشى من تمدد «داعش» الى مناطق نفوذها في وسط وغرب وجنوب ليبيا، قام عسكريون من مدينة مصراتة بتدريب شباب ليبي غرب مدينة سرت استعداداً لمواجهة تنظيم «داعش» هناك، كما شنت طائرات تابعة للمؤتمر الوطني المسيطر على مصراتة وطرابلس عدة ضربات جوية ضد مناطق تمركز ومعاقل داعش فى مناطق «يو هادى» و«الظهير» و«أبونجيم» و«مشروع اللود الزراعى»، حيث توجد مقار ومخازن للسلاح والذخيرة، فضلاً عن مجمع قاعات سرت ومبنى الجامعة وفندق على البحر ومقر المجلس المحلى بهدف منع داعش من تمديد نفوذه غرباً وشرقاً على حساب مناطق نفوذ باقى التنظيمات المسلحة الأخرى، ورداً على استهداف داعش بوابة تفتيش على الطريق الساحلى بالقرب من «مسلاتة» تشغلها ميليشيات مصراتة، وعلى جانب آخر قال تقرير للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، أن تنامى نفوذ تنظيم داعش وتمدده فى ليبيا أضعف التنظيمات الأخرى المرتبطة بالقاعدة، مثل أنصار الشريعة فى درنة وبنغازى وميليشيات «فجر ليبيا» وما يعرف ب«جيش الكرامة» والرافضون لسياسته من أنصار الشريعة ليجعلها داعشية خالصة، إلا أن جماعتى «المرابطون» و«أنصار الشريعة» بتونس لايزالون يتخذون الأراضى الليبية كقاعدة خلفية لشن هجمات فى الدول المجاورة، رغم المخاطر التى يجسدها داعش ليبيا، إلا أن التقرير أشار من جهة أخرى إلى أن داعش فى ليبيا يعانى من ضعف التمويل على عكس «داعش سوريا والعراق»، فى حين أن الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة تحافظ على مصادر تمويلها بما يكفى لتنفيذ عملياتها، بالإضافة إلى إشكالية التمويل التى يعانى منها داعش ليبيا، إلا أنه يعانى أيضاً على صعيد تأييد السكان الذين يعتبرونه «دخيلاً على البلاد»، إلا أن كل ذلك لم يمنع التقرير عن اعتبار داعش يشكل «تهديداً أكيداً» على المدنيين بالمديين القصير والطويل فى ليبيا»، والبلاد المحيطة وصولاً إلى أوروبا.
تجنيد الأطفال بعد تلويث عقولهم
وبنفس أسلوب جماعة الإخوان فى مصر فى استغلال المدارس والمساجد والمعاهد وتحويلها إلى مفارخ يتم فيها تفريخ كوادر إخوانية جديدة تدين لهم بالسمع والطاعة، ومن خلال تلويث عقولهم بمفاهيم دينية باطلة أبعد ما تكون عن حقيقة الإسلام، ثم عندما يشبون ويصيرون شباباً ورجالاً يتم تحويلهم إلى خلايا قتل وتخريب وتدمير، تعيث فى الأوطان فساداً، بدلاً من أن يكونوا خلايا حية تمد الأوطان بالقوة والنشاط وبنفس الأسلوب هذا يحرص تنظيم داعش على جذب الصغار وهم فى سن الطفولة وبدايات المراهقة والتأثير على عقولهم التى لم تنضج بعد، وغرس أفكار التكفير والعنف فى نفوسهم، ليكونوا أدوات يسهل توجيهها نحو ارتكاب الجرائم الإرهابية وهو نفس الأسلوب الذى يطبقه هذا التنظيم الإرهابى منذ وطأت أقدامه الأراضى الليبية لتجنيد أفراد جدد.
وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية قد كشفت فى تحقيق لها أن سكان مدينة سرت اكتشفوا أن تنظيم داعش هناك يقوم بتدريب الأطفال من سن 14 سنة، يتولاها إرهابيون من بينهم أبوعلى العنبرى وهو واحد من أخطر قيادات تنظيم داعش المقيم الآن فى سرت وأن هذا التنظيم بدأ من شهر نوفمبر الماضى التركيز على الجيل القادم من المقاتلين فأنشأ معسكرات تدريب للأطفال، وهو أسلوب بدأ تنظيم داعش تطبيقه فى دول أخرى فى المنطقة وأن كل مجموعة تضم 85 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 وحتى 20 عاماً، من أبناء سرت ومدن أخرى، حيث يأخذونهم إلى معسكرات خارج المدينة، وفى مناطق نائية لتعليمهم استخدام السلاح والرماية وصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة وتفخيخ العربات وقيادات للهجوم على أهداف ثمينة، وأن مثل هذه العمليات الانتحارية هى أقصر طريق إلى الجنة والتمتع بالحور العينى، فضلاً عن تدريس كتب أئمة الفكر التكفيرى أمثال سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق» الذى يُجهّل فيه جميع المجتمعات المتواجدة على الأرض، بما فيها المجتمعات الإسلامية، وتكفير أهلها حتى وإن صاموا وصلوا وحجوا البيت الحرام بدعوى أن الحاكم لا يطبق الشريعة، ومن ثم فإن على الجماعة الإسلامية أن تقوم بتقويض هذه المجتمعات الجاهلية لتقيم على أنقاضها ما يطلق عليه الدولة الإسلامية ويستمر تلفيق هذه الأفكار الهدامة فى دورات تثقيفية فى المعسكرات إلى جانب التدريب العسكرى، فى دورات تدريبية تستمر الواحدة ثلاثة أشهر، ويتم تخريج من حضروا هذه الدروس بعد أن يكونوا قد أتموا فصولهم الدراسية ويتم اختيار وقت صلاة الجمعة موعداً دائماً للتخرج، وقد احتفل تنظيم داعش فى الأسبوع الأول من نوفمبر الماضى بتخريج 80 طفلاً انتحارياً تم تدريبهم لمدة 45 يوماً وأطلق عليهم أشبال الخلافة، وقد تم تخصيص عدد من الخريجين ليلحقوا بما يعرف ب«الشرطة والمحاكم الإسلامية» حيث تم تدريبهم على السطو على محال الصرافة لتوفير الدعم المالى لعناصر التنظيم، وكانوا قد قدموا فى العرض العسكرى بمناسبة تخرجهم رماية حية بالرشاشات والصواريخ المضادة للدبابات (أر. بى. جي) وكان ذلك فى منطقة «الظهير» الواقعة غرب سرت، وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء الأطفال المجندين ينتمون إلى مناطق وقبائل جديدة من سرت والنوفلية واجدابيا وبنى وليد ومصراتة، ويشرف على تدريبهم قيادات من داعش قدمت من اليمن والعراق وتونس، وقد شهد آخر حفل تخرج ما أُطلق عليه «ملتقى الدولة الإسلامية» فى سرت لتعليم الأطفال علومه الدينية والسياسية المختلفة، والتى يهدف بها غسيل أدمغتهم لبث الفكر المتطرف فيهم.
ويشير تقرير صحيفة «التايمز» إلى أن عناصر أخرى من قيادات داعش، ومنهم عراقيون قد وصلوا فى العام الماضى إلى بلدة درنة من أجل جذب المزيد من الأفراد الذين يتم إغراؤهم على الانضمام إلى داعش، وأن مدن سرت ودرنة أصبحتا مزدحمة بالأجانب من أعضاء التنظيم الذين جاءوا إلى ليبيا من سوريا والعراق، وقد أقام التنظيم حول مدينة سرت نقاط تفتيش يراقبها إرهابيون أجانب، من بينهم مجموعات من أعضاء تنظيم بوكوحرام القادمين من نيجيريا، وهو ما حوَّل ليبيا إلى بؤرة خطيرة تدار منها المؤامرات خاصة ضد الدول العربية المجاورة، وقد أفاد مسئولون فى تونس أن من مظاهر الخطر الذى يشكله أسلوب داعش فى تجنيد أعضاء جدد فى ليبيا، هو التركيز على الأطفال حتى يمكن السيطرة على عقولهم وتحويلهم إلى قنابل موقوتة بإقناعهم زوراً أن الانتحار فريضة دينية بعد تدريبهم على العمليات الانتحارية، ويأتى الحظر أيضاً من هذا التوجه نحو دفع عناصر أجنبية لا تنتمى للوطن وليس لها ولاء للدولة التى جاءوا للإقامة فيها، وهو ما يحول ليبيا إلى شبه دولة محتلة من أجانب، هذا فضلاً عن أن الفكر المتطرف يرفض ويعارض ويزدرى كل ما يتعلق بمبادئ الولاء الوطنى والقومى، ويعتبر أن الولاء والانتماء يجب أن يكون فقط إلى الجماعة والتنظيم، أما الوطن فهو لا يتعدى فى نظرهم كونه «رمال وطين وماء وكلاها يجتمع عليه البهائم»!!
وبجانب خطة استيلاء داعش على عقول الأطفال وإخضاعهم لفكرة التطرف حتى يستطيع تحويلهم فيما بعد إلى مقاتلين إرهابيين ووقوداً لمعركته القادمة فى ليبيا للاستيلاء عليها، نجده يعطى جهداً كبيراً أيضاً للتعليم، حيث استولى على جامعة سرت، ومطالبته الإدارة بفصل الطلاب عن الطالبات، بحيث يدرس الطلاب فى الفترة المسائية والطالبات فى الفترة الصباحية، مع التزامهم بالزى الذى فرضه التنظيم، هذا مع فرض محاضرات للتنظيم تعكس فكره ومبادئه، وذلك بواسطة مدرسين من عناصر داعش انتظموا فيما أطلق عليه «ديوان التعليم».
كما استولى التنظيم على عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية وجعلها تابعة لإدارته بأمر مباشر من ديوان التعليم، هذا إلى جانب ما يعرف ب«الملتقيات الدعوية» على غرار ما كان يفعله فى سوريا والعراق، بحيث جعل نظام التعليم للأطفال خمس سنوات للدراسة الابتدائية، وسنتين للدراسة المتوسطة والإعدادية، على أن يحفظ الطالب خلالها من سبعة إلى عشرة أجزاء من القرآن الكريم، كما استبدل التنظيم عدداً من المواد الدراسية بمواده الأساسية كالسباحة والرماية وركوب الخيل، فضلاً عن تعديل مادة التاريخ ليكون أساسها «التاريخ الجهادى» و«السياسة الشرعية» و«التربية الجهادية» و«الفقه الإسلامى» والجغرافيا التى تشمل ولاياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.