أضاعوا أموال سيناء.. علي توشكي! بقلم : عباس الطرابيلي منذ 39 دقيقة 39 ثانية هل يحق - الآن - للدكتور كمال الجنزوري الدفاع عن مشروع تنمية سيناء.. بينما هو المسئول الأول عن وقف العمل فيه.. وهو المسئول الاكبر عن وقف تمويل هذا المشروع.. وتوجيه ما كان يجب الانفاق منه علي سيناء.. لكي يتم توجيهه إلي المشروع الجديد.. «هرم توشكي» ولم لا وكل حاكم أو مسئول يريد أن يبني هرماً خاصا به.. فهكذا عادة الفراعين.. ولا يحق للدكتور الجنزوري أن يرفع لواء الدفاع عن تنمية سيناء اليوم.. وهو الذي قاد كتيبة العمل لتنفيذ مشروع توشكي.. وانا لا اتحامل علي الرجل.. ولكن الحقائق تؤكد كل ما أقول.. كيف؟! كانت مصر - بالكاد - تكاد توفي بالحد الأدني المالي للمضي قدماً في مشروع سيناء.. ولم تكن مصر تملك مالاً يكفي لكي تنطلق في تنفيذ مشروع آخر كبير يحتاج إلي مليارات الجنيهات.. وكان الأجدر وبمصر وحكومة مصر أن تمضي في استكمال تنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء وبالتالي كان عليها أن تخصص ما يمكن من أموال لاستكمال هذا المشروع - ولكن حكومة الدكتور كمال الجنزوري رأت أن تبدأ في تنفيذ مشروع توشكي وان تخصص له الأموال الكافية.. وكان ذلك بالطبع علي حساب مشروع سيناء.. وإلا من أين تأتي مصر بأموال واعتمادات إضافية.. وهنا مربط الفرس.. فهل يستطيع الدكتور الجنزوري أن ينكر أنه وجه ما كان مخصصاً للمضي في مشروع سيناء لينطلق به العمل في مشروع توشكي!! وذلك ان مصر ليست الدولة الغنية التي تتحمل تنفيذ مشروعين عملاقين في وقت واحد.. فجاء الجديد ليقتل القديم.. وكان علي الدكتور الجنزوري وحكومته ان تنطلق بكل قوة في المشروع الجديد توشكي وأن تتركز حوله كل الاضواء .. وأبرزها عمليات غسيل المخ الاعلامي.. فالحكومة - وقتها تملك وسائل الاعلام - الحكومية - تقول له افعل ذلك.. فيفعل دون نقاش!! ولا يمكن أن يدعي الدكتور أن أحداً لم يمس اعتمادات مشروع سيناء ولكنني أقول «كان يكفي» أن يوقف اعتماد أي أموال جديدة حتي يتم استكمال المشروع الاول لسيناء.. وقد حدث، وعودوا إلي كل مشروعات الموازنة القديمة لتعرفوا الحقيقة.. وهنا نقول ونؤكد أنه لو خصصت حكومة الجنزوري لمشروع سيناء ما خصصته لمشروع توشكي.. لكان ذلك كافياً لاستكمال مشروع سيناء.. وكان ذلك من أهم ما استندت إليه حملتي الشهيرة علي مشروع توشكي.. كنت أنادي بأن نوقف توشكي إلي أن نستكمل مشروع سيناء.. وكلنا نعرف حجم المليارات التي تم توجيهها لتوشكي سواء علي بناء أكبر محطة رفع للمياه في العالم - وتكلفت يومها وبأرقام الحكومة - حوالي 5000 مليون دولار.. وكذلك مشروع الترعة الرئيسية وهي أيضا مشروع عملاق واعترف أن الترعة رغم كل ما اعترضها من جبال جرانيت حتي أننا غيرنا مسارها.. اعترف أنها نفذت وفق اعظم النظريات الهندسية في العالم لمنع تسرب مياه الترعة إلي باطن الارض.. ليس الترعة الرئيسية فقط، بل وفروعها أيضاً.. وغير محطة الرفع والترعة ومحطة محولات الكهرباء التي تستقبل كهرباء السد العالي لادارة محطة الرفع ثم شبكة الطرق.. بل ودعم مطار أبو سمبل ومطار اسوان وكل ذلك خدمة للمشروع.. ويا سلام لو تم ما اقترحته أنا شخصياً علي صفحات الوفد طوال شهور عديدة.. لكننا قد انتهينا من استكمال مشروع سيناء.. وأخذنا نجني الآن خيرات هذا المشروع العظيم. وأنا أتهم الآن حكومة الدكتور الجنزوري أنها وراء إهدار مليارات الجنيهات، أنفقناها علي سيناء - وضاعت هدراً علي مصر وكل المصريين.. مثلاً: خط السكة الحديد من القنطرة غرب إلي سيناء وكان مفترضاً أن يصل إلي العريش وربما رفح.. ولكنه توقف، رغم الاحتفال العظيم عندما ركب حسني مبارك أول قطار يعبر القناة ثم ينطلق عدة كيلو مترات ومعه كل اركان حكومته.. ثم توقف.. وكنا قد أقمنا عدة محطات مجهزة.. الآن توقف كل شيء واصبحت الغربان تسكن هذه المحطات ونزع اللصوص كل القضبان التي كانت تمثل هذا الخط الحديدي.. فمن الذي أمر بوقف استكمال هذا الخط.. أن هذا بلاغ مني ضد الذين تسببوا في ذلك مع اتهامهم بإهدار الملايين التي انفقت علي انشاء هذا الخط.. وأيضاً كوبري الفردان الذي أقمناه فوق قناة السويس ليعبر عليه القطارات ذهابا وعودة.. وهو بالمناسبة الكوبري الثالث فوق القناة وهو كوبري حديث يفتح للملاحة.. ويعود لتعبر عليه القطارات.. فكم تكلف إنشاء هذا الكوبري.. وكم خسرنا لعدم استخدامه.. أليس هذا هو اهدار المال بعينه.. الا يصلح هذا بلاغا للنائب العام ضد الذين اضاعوا تكاليف بنائه.. وكل ذلك لاننا لم نستخدم هذا الكوبري.. وترعة السلام التي كانت ستنقل مياه النيل إلي عمق سيناء.. للاسف لم تستكمل وهي الآن فقط تحولت إلي مورد لمياه المزارع السمكية.. أما مياه الري.. فلا حس ولا خبر.. أليس هذا أيضا بلاغاً للنائب العام عن اهدار أموال مصر.. فمن المسئول عن ذلك .. إنني أتهم كل الذين حولوا أموال مصر من استكمال مشروع سيناء إلي مشروع توشكي.. بأنهم اساءوا التصرف.. وكان عليهم أن يستكملوا مشروع سيناء أولاً.. وبعدها يمكن أن يبدأوا أي مشروع آخر.. أليس هذا أيضا وقت الحساب؟!