تحتل مصر المرتبة الأولى عالمياً فى إنتاج محصول قصب السكر، حيث أدخل العرب زراعة هذا المحصول إلى مصر عام 640م، وكان المصريون أول من قاموا بصناعة تكرير السكر فى عام 710م وطوال سنوات عدة كانت مصر تصدر بالاضافة إلى استهلاكه كقصب أو مصدر لعصير القصب فى العصارات فإن المنتجات الثانوية الناتجة عن صناعة التكرير كمواد خام فى صناعة الخشب الحبيبى أو صناعة لب الورق، كما يستخدم المولاس الناتج من قصب السكر فى استخراج الكحول الإثيلى والخميرة النشطة وحمض الستريك وحمض الخليك، وتعد سوهاج من أوائل المحافظات فى زراعة القصب من حيث المساحة، إذ تبلغ المساحة المقررة لزراعته خمسين ألف فدان، رغم تقلصها فى السنوات الأخيرة. ومع بداية موسم الحصاد الذى يبدأ فى شهر يناير ويمتد حتى شهر مايو تظهر المشكلات سنوياً دون إيجاد حلول بناءة وتتبدل فرحة المزارعين إلى غم يعانون منه طوال العام بسبب الأسعار وسوء تقدير الوزن وتعرض المحصول للنهب ولأسباب عدة نسوقها من خلال هذا التحقيق. يقول الدكتور زينهم شيخون، عضو حزب الوفد إن المشكلة الرئيسية هى سعر القصب الذى أصبح سعره 380 جنيهاً للطن بدلاً من 400 جنيه فى العام الماضى، أى بنقص 20 جنيهاً للطن، رغم وعود الحكومة لنا بزيادة تتناسب مع المجهود الذى نبذله فى هذا المحصول لأننا نظل فى حراسته طول العام دون أن نزرع محصولات أخرى مثل القمح الذى يعتمد عليه المزارعون فى طعامهم، أو الذرة والبرسيم الذى نطعم منه الماشية فقد أصبحنا نشتريها أو نقوم باستئجار الأرض لكى نقوم بزراعتها ولابد من زيادة سعر الطن الذى نقوم بتوريده لمصانع السكر والتكرير بجرجا. ويضيف محمد عبدالله أبوزيد، من نجع سعيد بجرجا، أن المحصول معرض للسرقة أثناء ذهابه إلى المصنع رغم أن المزارعين يدفعون بدل حراسة، وللأسف لا توجد حراسة بل يقوم المزارعون بحراسة المحصول سواء كان على الجرارات الزراعية أو قطار الديكوفيل المخصص لنقل القصب بعد قطعه إلى مصانع السكر والتكرير، والغريب أن الأطفال الصغار يقومون بسحب أعواد القصب من فوق السيارات فى وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع ولا يجدون من ينهاهم عن ذلك، ليس هذا فحسب بل إن بعضهم يتعرض للسقوط أسفل عجلات السيارات المحملة بالمحصول وهنا تكون الطامة الكبرى حيث يتم اصطحاب السائق وصاحب السيارة وأيضاً صاحب القصب إلى مركز الشرطة لإنهاء الإجراءات القانونية. ويشير أحمد عبدالخالق، من قرية نجع خليفة بجرجا، إلى أن خط السكة الحديد المخصص لنقل القصب المعروف بالديكوفيل لا يقوم بتغطية جميع المناطق، والأغرب أيضاً أن المزارعين الذين لا يصل إلى زراعتهم هذا القطار يقومون بإحضار سيارات لشحن المحصول وتوصيله إلى قطار الديكوفيل، وتعتبر منطقة خزان نجع حمادى هى أخطر المناطق الى يتعرض فيها المحصول للسرقة من قبل مجهولين. ويضيف أبوطالب عبدالرحمن، من قرية الشيخ بركة بالبلينا، أن عملية وزن القصب تؤرق المزارعين لأنها تتم فى غيابهم مما يجعلهم غير آمنين على حقيقة الوزن ونسب الشوائب التى يتم استبعادها، كما أن المزارعين يظلون لأيام عديدة فى انتظار دخول المصنع مما يعرض المحصول للجفاف قبل دخوله وفقده لأطنان متعددة من وزنه. المسئولون بمديرية الزراعة بسوهاج أكدوا أن المحافظة تزرع 17 ألف فدان قصباً، بينما المصنع يحتاج إلى 50 ألف فدان مما يضطر إلى الاستعانة بباقى الكمية من مراكز أبوتشت وفرشوط ونجع حمادى، كما أن المصنع يدفع 400 جنيه سعر الطن هذا العام بعد الزيادة الجديدة، والمزارعون لا يلتزمون بتاريخ الحصاد، وهذا السبب الذى يشكو منه بعض المزارعين يحتم عليهم الالتزام بتاريخ القطع، والوزن يتم فى حضور لجنة من الجمعية الاستهلاكية ومنتجى القصب وحضور مسئول من المزارعين، وطالب المزارعون الحكومة بضرورة إدخال القصب إلى المصنع، حيث يستمر فى الأرض أربعة شهور فقط ويمكن استغلال الأرض فى محاصيل أخرى.