شريط السكك الحديدية المعروف باسم الديكوفيل المخصص لنقل قصب جرجا نموذج صارخ لإهدار المال العام بعد التوقف عن زراعة قصب السكر هناك منذ سنوات عديدة وإيقاف تشغيل القطارات عليه دون إعادة الاستفادة بملايين أطنان الحديد الملقاة والمغطاة بالمخلفات والاتربة. والصورة التي بين أيدينا لشريط السكك الحديدية الخاص بقطار الديكوفيل وهي شبكة تم انشاؤها في القري والمراكز لنقل محصول القصب الي مصانع السكر بجرجا عندما قررت الدولة انشاء مصانع للسكر في مركز جرجا علي مساحة500فدان وبتكلفه تعدت ال(200مليون جنيه) وقتها حيث تم الزام المزارعين بزراعة القصب بالقوة رغم رفضهم نظرا لضيق المساحات الزراعية وحاجتهم لزراعة محاصيل مثل القمح والذرة والبرسيم خاصة ان القصب يحتاج الي عام كامل علي الارض علاوة علي عائده البسيط مقارنة بالتكلفة الكبيرة في زراعته وكسره ونقله للمصانع, بالاضافة الي انتظارهم لشهور لحين صرف المصنع لثمن القصب, الامر الذي ادي بالتدريج لعزوف الاهالي عن زراعة القصب بشكل كامل.. وبقيت قضبان السكك الحديدية الخاصة بالديكوفيل تنتشر في القري والمدن تغطيها الاتربة والمخلفات الناتجة عن تطهير الترع دون الاستفادة منها علاوة علي هدرها لمئات الافدنة الزراعية التي تم اقتطاعها من الملاك. والسؤال: لماذا لاتتبني الدولة مشروعا لنقل هذه القضبان التي تقدر بملايين الأطنان للاستفادة بها في اماكن أخري أو إعادة تشكيلها في مصانع الحديد لاستخدامها في صناعات اخري عامة.. بدلا من تركها تأكلها الارض وتسرقها اللصوص وهي في النهاية اموال الشعب الفقير!!