مصانع السكر بجرجا تم انشاؤها منذ25 عاما علي مساحة55 فدانا بتكاليف تعدت250 مليون جنيه بهدف سد احتياجات السوق المحلية من السكر وتوفير ملايين استيراده من الخارج. هذه المصانع لاتعمل بكامل طاقتها واصبحت مهددة بالتوقف بسبب عزوف معظم المزارعين بسوهاج عن زراعة القصب ولذلك فان المصانع تحصل علي120 ألف طن قصب من احتياجاتها من محافظة قنا! فلماذا يعزف المزارعون عن زراعة القصب؟ وماهي الاجراءات التي آتخذتها المحافظة لتشجيع المزارعين للعودة لزراعة القصب مرة اخري خاصة في ظل سياسة التحرر الزراعي وعدم الزام المزارع بزراعة محاصيل معينة؟! الاهرام التقت مع المزارعين للتعرف علي مشكلاتهم واسباب بعدهم عن زراعة قصب السكر! يقول فتحي يوسف من اولاد سلامة: في الثمانينات وبعد انشاء مصانع السكر بجرجا اكد لنا المسئولون ان القصب محصول ذو عائد وفير, وبالفعل بدأنا في زراعته الا أنه بعد فترة بدأت قابلنا عدة مشكلات اهمها ارتفاع تكاليف زراعة القصب مقارنة بالعائد البسيط لثمن المحصول وبحسبة بسيطة نستطيع ان نعرف ذلك حيث ينتج الفدان50 طنا بسعر6 آلاف جنيه في حين ان الفدان يحتاج الي1200 جنيه فقط لعملية الري, علاوة علي عمليات الحرث ووضع التقاوي في الارض والتسميد ناهيك عن عملية جمع المحصول وتكلفة النقل التي تجدها في النهاية مقاربة للثمن الذي يحصل عليه المزارع من عائد بيع القصب.. اي ان المزارع يكد ويكدح طوال العام وفي النهاية لايحقق اي ربح. ويضيف حسن عبدالعظيم: محصول القصب يحتاج الي عام كامل علي الأرض ولذلك فهو يحرم المزارع من الاستفادة بزراعة الارض اكثر من مرة, كما في محاصيل القمح والذرة والبرسيم وغيرها, كما ان القصب يحتاج الي مساحات كبيرة من الارض مشيرا الي ان سعر الطن ضعيف مقارنة بتكاليف زراعته. وشكا المزارعون من معاملة المصنع السلبية في صرف مستحقاتهم المالية التي تتأخر لشهور طويلة, علاوة علي عدم الدقة في الموازين حيث يفاجأ المزارع بأن المصنع يحسب له نصف الكمية التي قام بتوريدها, وطالب بزيادة سعر الطن بشكل مناسب لتشجيع المزارعين علي زراعته مرة اخري. أما احد المسئولين بالقطاع الزراعي بسوهاج فقد اكد ان جملة المساحة المزروعة بالقصب في سوهاج لاتزيد علي18 الف فدان في حين ان المصانع تحتاج الي22 ألفا حتي يستطيع ان يعمل المصنع بكامل طاقته. مشيرا الي أن مركز المنشأة من اقل المراكز في زراعة القصب رغم وجود خطوط الديكوفيل( سكة حديد) لنقل المحصول من الزراعات الي المصانع واضاف ان المديرية تقوم من جانبها بعقد ندوات ارشادية لحث المزارعين علي العودة الي زراعة القصب مرة اخري. من جانبه اكد السيد محسن النعماني محافظ سوهاج ان القصب من المحاصيل الاستراتيجية ويجب ان يتعاون الجميع لزراعته لسد الاكتفاء الذاتي وتشغيل المصانع بكامل طاقتها خاصة بعد زيادة سعر الطن كما قامت المحافظة بتشكيل لجنة لازالة المشكلات التي يعاني منها المزارعون ومنها تقديم بنك التنمية والائتمان الزراعي خدمات جيدة في تقديم سلف تصل الي5 الاف جنيه, وتوفير الاسمدة وتقديم مجلس المحاصيل الزراعية خدمة حرث الارض بالمجان وتسويتها بالليزر بالمجان ايضا, كما تم تشكيل لجنة لمتابعة اعمال الوزن بكل دقة وحيادية. والسؤال: هل هذه الاجراءات كافية لعودة المزارع مرة اخري لزراعة القصب؟! أم ان الامر يتطلب العمل بجدية علي رفع سعر الطن بما يحقق مصلحة المزارع ومصلحة الدولة في وقت واحد واستمرار عمل مصانع السكر وعدم التأثير عليها أو توقفها.