هل يصبح طعم السكر مراً في حلوق المواطنين من أصحاب المزاج، الذين تمثل لهم »كباية الشاي« قمة »السلطنة«؟.. وهل يتنازل البيت المصري عن تناول وصنع الحلويات؟.. اسئلة يفرضها الارتفاع المستمر في سعر السكر، حتي أن الكيلوجرام الواحد وصل سعره إلي خمسة جنيهات!. ولا شك ان السكر سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها داخل كل بيت مصري، ومنذ فترة كان سعره لا يتعدي جنيهين للكيلو جرام الواحد إلي أن وصل سعره حالياً إلي 5 جنيهات، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والتقاوي والمبيدات وتكاليف نقل المحصول والعمالة، الي جانب عدم استلام المصانع لمحصول البنجر من المزارعين مما ادي الي تلف الكثير من المحصول علي الرغم ان المساحة المزروعة حالياً لا تتعدي 066 ألف فدان من القصب والبنجر، منها 003 الف فدان قصب و063 ألف فدان.. بنجر، تنتج 2 مليون طن، في حين ان الاستهلاك وصل إلي أكثر من 7.2 مليون طن، ونقوم باستيراد حوالي 007 الف طن من الخارج لسد العجز وذلك نظراً لقلة المعروض بالاسواق وزيادة الطلب عليه.. »أخبار اليوم« ناقشت هذا الارتفاع المفاجيء في سعر السكر من خلال الخبراء والمسئولين والمزارعين. يقول فتحي رزق »مزارع«: السبب وراء ارتفاع اسعار السكر هو التكلفة الباهظة لعمليات نقل المحصول الي المصانع، والتي تكلفنا اموالاً كثيرة، وهذه الزيادة التي نتحملها نقوم باضافتها علي قيمة المحصول لتعويض فارق الأسعار. ويتفق معه في الرأي محمود الشريف »مزارع« ويقول ان المشكلة في ارتفاع الاسعار ترجع الي عدم استلام اصحاب المصانع لمحصول البنجر الذي تتعدي مساحة زراعته محصول القصب بكثي ولذلك نضطر الي الوقوف طوابير أمام هذه المصانع لعدة أيام لكي تتسلم المحصول منا بأي أسعار لدرجة أن نسبة كبيرة من البنجر تتلف ونضطر الي التخلص منها، مما يؤدي الي قلة المحصول . اما احمد نصر »مزارع« فيقول: ارتفاع اسعار المستلزمات الزراعية من اسمدة وتقاوي وكيماويات، بالاضافة الي ارتفاع اسعار العمالة التي يحتاجها جني المحصول، ادي الي ارتفاع اسعار السكر لأن المزارع يضطر الي اضافة هذه التكلفة علي المحصول لتحقيق هامش ر مشاكل التسويق يقول د.يحيي متولي استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث: ان المشكلة الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار للسكر هي عدم تسويق المزارعين لمحصولهم من البنجر ووقوفهم امام المصانع لعدة ايام دون بيع المحصول مما يؤدي الي فقدان المحصول نسبة كبيرة من السكر الموجودة به الي جانب تلف الكثير منه بالاضافة الي ان الطاقة الانتاجية لازالت معطلة في بعض مصانع السكر. وطالب د.يحيي متولي بضرورة ان تقوم المصانع بعمل عقد اتفاقي مع المزارعين والالتزام بمواعيد التسليم لها والتوريد في الميعاد لحل هذه المشكلة والاستفادة من المحصول وتري د.سامية المغربي مديرة معهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية ان الظروف المناخية التي تعرضت لها الهند والبرازيل أكبر منتجين للسكر في العالم اثرت علي اسعار هذا المنتج في كثير من الدول من بينها مصر جشع التجار! ويقول د.عبدالوهاب علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية: الارتفاع المفاجيء في أسعار السكر في الوقت الحالي غير مبرر وذلك لأن هناك حالياً مخزوناً كافياً من السكر، بالاضافة الي انه تم استيراد كميات كبيرة منه من الخارج في الوقت الذي كانت الاسعار فيها منخفضة حيث يصل سعر الكيلو جرام الي 4 جنيهات وهو متوافر في الجمعيات، والمتاح حالياً يكفي الطلب. ويضيف د.علام: وترجع زيادة الأسعار الي جشع التجار الذين يسعون إلي الربح السريع علي حساب المواطن.. مشيراً الي اننا ننتج حالياً 08٪ من احتياجات المستهلك للسكر ونستورد 02٪ حيث بلغ انتاج السكر هذا العام 2 مليون طن، منها مليون طن من قصب السكر ومليون طن من البنجر بزيادة عن العام الماضي بحوالي 003 الف طن، في حين بلغ حجم الاستهلاك المحلي حوالي 7.2 مليون طن سكر، موضحاً ان انتاجنا يغطي احتياجات السوق لمدة 9 شهور والباقي نستوردة من الخارج . ويوضح د.علام ان المساحة التي يتم زراعتها قصب تصل الي حوالي 003 الف فدان والمساحة المزروعة بنجر تصل الي 063 الف فدان وينتظر ان تصل الي 004 الف فدان لسد العجز في الأسواق. ويضيف انه نتيجة للتوسع في زراعة البنجر تم توفير مليار ونصف المليار جنيه نتيجة تقليل فجوة الاستيراد من الخارج.. ويقول أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ان اسعار السكر قلت عن العام الماضي، حيث يصل سعره حالياً حوالي 4 جنيهات، وذلك نتيجة للتوسع في زراعة البنجر، حيث وصلت المساحة المزروعة منه حالياً حوالي 063 الف فدان في حين كانت العام الماضي حوالي 761 الف فدان، وهذا ادي الي زيادة نسبة المعروض في الأسواق وانخفاض الأسعار. واكد الوزير انه تقرر تشجيع التوسع الأفقي والرأسي لمحصول بنجر السكر وتشجيع التوسع في اقامة مصانع جديدة لانتاج السكر من بنجر السكر، خاصة بعد تحسن انتاجية المحصول . ويشير اباظة الي ان الوزارة تقوم من خلال جهاز الارشاد الزراعي ومديريات الزراعة بتنفيذ البرامج الارشادية المختلفة وتكثيف الندوات والزيارات الحقلية للمزارعين من بداية تجهيز الارض للزراعة وحتي الحصاد في جميع محافظات انتاج السكر لرفع انتاجية محصول القصب والبنجر.