إذا كان طفلك أو طفلتك على وشك الدخول في أول مرحلة دراسية بحياته وهي مرحلة الروضة فإن هذا الحدث لابد أن يشكل علامة فارقة في طريقة تعاملك معه أو معها، لأن مرحلة روضة الأطفال تتشكل فيها ملامح كثيرة تميز شخصية طفلك في المستقبل، وكذلك تعتبر مرحلة مهمة لك كأم يمكنك أن تعتبريها بمثابة نقطة الانطلاق في التعامل مع طفلك طوال مشوار حياته الدراسي فيما بعد. من الطبيعي أن تشعري بحالة من الرهبة والقلق والحيرة إزاء الخطوات التي يجب عليك اتباعها في التعامل مع طفلك المقبل على هذه المرحلة الجديدة من حياته الوليدة، ولكن مما لا شك فيه أن ثمة قناعات معينة وتدابير واضحة يمكنك الاعتماد عليها في عبور هذه المرحلة بأحسن النتائج. الاهتمام بالوقت في البداية ينصحك موقع "رسالة المراة"، بأنه يجب عليك أن تهتمي بالوقت كثيرًا فمن أهم الأمور التي تضمن لك حصول طفلك على حياة دراسية ناجحة في مرحلة الروضة أن تحرصي على أن يستيقظ طفلك مبكرًا كل صباح ويصل إلى مقر الدراسة الخاص به سواء كان مدرسة أو حضانة في الموعد السليم، لأنه ببساطة إذا كان طفلك سيصلك متأخرًا فإن معاناته ورفضه لكل ما ينتظره طوال اليوم الدراسي تكون قد بدأت بالفعل وسيعبر عن ذلك من خلال البكاء والاستياء والرغبة في العودة إلى المنزل معك، وعلى قدر ما تمثله هذه المسألة من أهمية يجدر بك كذلك الالتفات إلى أهمية عدم التأخر على طفلك بعد انتهاء اليوم الدراسي لكي تصطحبيه إلى المنزل، ومن أجل ذلك يجب عليك ترتيب كل مواعيدك مسبقًا لضمان عدم تأخرك أبدًأ عليه ولو ليوم واحد لأن الطفل لا ينسى مثل هذه الحادثة بسهولة. العناية بالتغذية ستستمعين من الكثير من الأمهات أن الأطفال الذين كانوا يعتادون على الأكل بشكل كبير وبأسلوب شره في المعتاد يتغير حالهم في أول عام دراسي يمرون به حيث لا يأكلون إلا بشكل قليل للغاية، وهذا امر ستشاهدينه وتلمسينه بنفسك وطالما أن الكثير من الأطفال في مرحلة الروضة لا يحصلون على وجبات غذائية في المدرسة ولا يستطيعون أن يشتروا لأنفسهم الأطعمة المناسبة طوال اليوم الدراسي فبالتالي يجب عليك الاستعداد دائمًا بتجهيز وجبة صحية خفيفة لطفلك لكي يتناولها بمجرد عودته من المدرسة كل يوم، وذلك بعد أن تكوني قد اهتممتي بشكل أساسي بوجبة الإفطار في الصباح قبل خروجك مع طفلك لبدء اليوم الدراسي. إذا كانت المدرسة التي اخترتيها لابنك تقدم خيارين لأولياء الأمور أحدهما هو نظام اليوم الكامل والآخر هو نظام النصف يوم، فقد يتبادر إلى ذهنك في البداية أن الأوفق هو اختيار نظام النصف يوم لكي توفري على طفلك المعاناة الأكبر في اليوم الدراسي وتتمكنين من التحكم في عملية تغذيته بشكل سليم وغير ذلك من الاعتبارات، إلا أن الحقيقة هو أنك يجب ألا تترددي في اختيار نظام اليوم الكامل، وذلك لأن الأطفال في هذه المرحلة يبدأون في تشكيل علاقاتهم مع بعضهم البعض ومع المدرسة ككل، أما إذا اخترت نظام النصف يوم فقد يشعر طفلك بنوع من الغربة والانعزالية غير المرغوب فيها، وبالتالي يجب عليك أن تكوني على تواصل مع إدارة المدرسة وعدد من أولياء الأمور لتضمني عدم حدوث هذه العزلة أو على أقل تقدير تضمني أن المقربين من طفلك من زملائه سيكونون معه في اختيار نفس النظام المدرسي. رباط الحذاء! هناك أمر آخر قد يبدوا بسيطًا ولكنه شديد الأهمية حيث يجب عليك أن توفري على معلم طفلك أو معلمته في المدرسة عناء التعامل مع رباط حذاء طفلك، لأن هذا الرابط غالبًا ما سيتعرض للحل أكثر من مرة خلال الطفل وقد يعرض ذلك طفلك للسقطات الخطيرة أثناء لعبه أو جريه، ومن ثم فبإمكانك أن تشتري لطفلك حذاء بلا رباط من الأساس أو تضمني أنه مربوط دائمًا بشكل جيد. وعلى نفس المنوال اهتمي بأن تكون ملابس طفلك مريحة له، وأن تتأكدي من قدرته على التحكم فيها، حتى لا يتعرض للإحراج عند دخول دورة المياه مثلا، وكذلك اجعلي ربطات شعر ابنتك سهلة التركيب وغير موجعة. العلاقات الاجتماعية استغلي كافة المناسبات الاجتماعية والمنتديات والأماكن التي يمكنك أنت وطفلك من خلالها التعرف على أسر أخرى، لأن هذه الأسر الأخرى ستساعدك في إيجاد البيئة الاجتماعية الملائمة لحياة طفلك في أول عام دراسي، فكلما كانت الوجوه مألوفة والعلاقات حميمة كلما كان ذلك أفضل لحالة طفلك النفسية. تجارب الأمهات يمكنك أن تلجأي إلى العديد من الكتيبات والدراسات التي تتحدث عن الاستعداد لمرحلة المدرسة في حياة طفلك، ولكن تظل التجارب العملية هي الأكثر إفادة لك في هذا المجال لأنك عندما تستمعين مباشرة من أم مثلك خاضت هذه المرحلة ومرت بتلك التجربة ستكون لديك الفرصة الكافية لتوجيه الأسئلة لها والحصول على إجابات محددة على النقاط التي تثير حيرتك لاسيما إن كانت هذه الصديقة قد ذهبت بطفلها إلى نفس المدرسة التي سيذهب إليها طفلك. ضياع الأغراض! في هذه المرحلة يفقد طفلك الأشياء الخاصة به بأسهل مما يرفع يده إلى أعلى وينزلها إلى أسفل فكل مستلزمات المدرسة يمكن أن يفقدها أو تضيع منه في المدرسة، هذا الأمر يضطرك إلى حتمية كتابة اسمه على كل صغيرة وكبيرة من متعلقاته المدرسية حتى يكون هناك أمل في محاولة استرداد هذه المتعلقات الضائعة. كوني واقعية اعلمي أن روضة الأطفال هي المحك الأول لطفلك مع العالم الخارجي ومن ثم يجب عليك أن تحتفظي بتوقعاتك الطيبة مستمرة ولكن بشكل أكثر واقعية لأنها ستعطي درجة من الثقة بالنفس لطفلك وذلك يحتاج إلى تنظري إلى هذا العالم من خلال عيون طفلك وتساعديه على التعامل مع الحياة الجديدة وتجاوز المشكلات والاستمتاع باللحظات من منظوره هو الخاص وليس من منظور ما تريدينه أنت وتتوقعينه.