بالحديد والنار، يواصل بشار الأسد وكتائبه تلبية مطالب الشعب وطموحاته في الحرية والكرامة، ومن الشمال إلى الجنوب دمار ومجازر يندى لها جبين الإنسانية. وكأن النظام يتعجب من صمود الشعب وإصراره على إكمال ثورته حتى تنخلع العصابة الحاكمة بكل شبيحتها ومجرميها، بعد أن عجز عن تركيع أحرار سورية. فعاصمة الاقتصاد السوري حلب الشهباء تتعرض للقصف المتواصل من سلاح الطيران الحربي التابع لجيش النظام الذي جُن جُنونه بعد أن فقد السيطرة على ثلاثة أرباعها. وطال القصف كذلك بلدة خان العسل والمخبز الآلي في مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب في قصف مكثف براجمات الصواريخ. وتوصيف الوضع الميداني الآن في حلب أن النظام لا يتواجد بأي صورة من الصور سوى العدوان العسكري المتواصل، أما الجيش الحر فيسيطر على الريف بشكل كامل، ولا يستمر في المدينة طويلاً حرصا على المدنيين من قصف الطيران الحربي؛ وإلا فالنظام لا يتوانى عن جعلها كومة من التراب. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون منزلًا مدمرًا حاله كحال عشرات المنازل بمدينة الكرك في درعا، حيث تم قصفه بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وكذلك حدث تماما مع كافة قرى منطقة اللجاة. أما الإعدامات الميدانية فحدث ولا حرج، إذ أصبحت ظاهرة يومية في مختلف المدن والبلدات، ومن ذلك ما حدث في الحراك التي شهدت إعدام خمسة مواطنين. ولم يسلم المرضى والجرحى من بطش النظام الذي أرسل جنوده وشبيحته إلى أحد المستشفيات الميدانية؛ ليقوموا باختطاف الجرحى و المصابين. وفي إدلب، تعرضت مدينة أريحا منذ ساعات الصباح الأولى لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة والطيران الحربي، والضحايا كانوا بالعشرات بين شهيد ومصاب، وسط تخوف للأهالي من ارتكاب النظام لمجازر جديدة. ولم تكن مدينة البوكمال في دير الزور بمنأىً عن القصف المتواصل بطائرات (ميج 21) الحربية والطيران المروحي ومدفعية النظام المتمركزة في مطار الحمدان القريب من المدينة. وتعرضت الأحياء السكنية في الجبيلة والبعاجين لقصف طال التجمعات السكنية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى وهدم الكثير من المنازل. كذلك هو الحال بالرستن في حمص، إذ تتعرض المدينة منذ الفجر لقصف مكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ ما أدى الى سقوط عدد من الأطفال بين شهيد وجريح، فضلاً عن تدمير عدد من المنازل. وفي فيديو آخر، تظهر آثار الدمار الذي خلفه قصف النظام على قرية المستريحة في ريف حماه، والذي لم يترك في تلك المباني جدارا قائما بذاته. فيما يشير ناشطون إلى اقتحام بلدة شيزر وسط إطلاق نار كثيف وسقوط ثلاثة شهداء. ولم يخرج الشبيحة من القرية بأيدٍ خالية، لكنهم أعملوا السلب والنهب للمنازل والمحال التجارية، واعتقلوا عددا من شباب القرية. هذا هو حال سورية اليوم... ولا أحد يعلم كم سيبلغ حجم الدمار ومدى القتل غدا. وبات من المؤكد أن الحل العسكري يزيد من إحكام حبل المشنقة حول العنق الطويلة لبشار الأسد وعصابته النصيرية.