أكاديمية الأزهر تختتم برنامج "إعداد الداعية المعاصر"    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    «التجلى الأعظم» بسانت كاترين |أفضل «لاند سكيب» فى الشرق الأوسط    أخر تحديث بالتعاملات المسائية| ارتفاع طفيف في أسعار الذهب اليوم السبت    جهاز تنمية المشروعات: 823 جمعية و20 بنكًا و22 جهة دولية ضمن منظومة دعم الأعمال    البنتاجون: مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني إثر تعرضهم لهجوم في سوريا    عمر الغنيمي: غزة تعيش كارثة إنسانية متعمدة.. والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية بالصمت    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العرب 2025.. والقنوات الناقلة    إطلاق نصف ماراثون الأهرامات 2025 بمشاركة أكثر من 10 آلاف متسابق من 120 دولة    بالأسماء.. إصابة 14 شخصاً في حادث تصادم سيارة ملاكي وميكروباص بالبحيرة    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    مكتبة الإسكندرية تستضيف ندوة "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"| صور    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار رئيس الجمهورية يوجه نداءً للمواطنين بعد انتشار متحور «H1N1»    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    فرحة «هنيدى»    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    ضبط 23 شركة سياحية للنصب على راغبى الحج والعمرة    وفاة طبيب أسنان بالشرقية إثر توقف مفاجئ بعضلة القلب    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    كلية الدراسات الإفريقية تنظم ندوة عن العدالة التاريخية والتعويضات    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    جهاز «شئون البيئة» يترأس وفد مصر فى اجتماع جمعية الأمم المتحدة للبيئة فى نيروبى بكينيا    الأعلى للثقافة: الكشف الأثرى الأخير يفتح ملف عبادة الشمس ويعزز القيمة العالمية لجبانة منف    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    تربية بني سويف تنفذ تدريبًا للمعلمين على مهارات المعلم الرقمي    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    مواعيد مباريات اليوم السبت 13- 12- 2025 والقنوات الناقلة    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدث في الرابع عشر من رمضان
فتح أنطاكية على يد الظاهر بيبرس وتولي طومانباي عرش مصر
نشر في التغيير يوم 02 - 08 - 2012


عام 68 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للثالث من شهر إبريل للعام الميلادي 687، قُتل المختار ابن أبي عُبيد الثقفي، أسلم أبوه في حياة الرسول مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) ، استحوذ المختار على الكوفة بطريقة التشييع وإظهار الأخذ بثأر الحسن. والتفت عليه جماعات كثيرة، كان يظهر مدح إبن الزبير في العلانيّة. ويسبه في السر، سار مصعب إبن الزبير إلى البصرة بجيش هائل. وكان المختار ضمن نحو عشرين ألفاً. وقد حمل عليه المختار مرة فهزمه. ولم يثبت جيشه حتى جعلوا ينصرفون عنه لاحقين وينقمون عليه، فلما رأى المختار ذلك أنصرف إلى قصر الإمارة، فحاصره مصعب أربعة أشهر وقتله في مثل هذا اليوم.
عام 377 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للخامس من شهر يناير للعام الميلادي 988، ولد الأمير عبد الرحمن الناصر، أمير الأندلس، درس القرآن الكريم والسُنة وهو طفل في العاشرة من عمره، برع في النحو واللغة والشعر والتاريخ، استطاع الأمير عبد الرحمن الناصر أن يعيد الاستقرار والهدوء إلى الأندلس في فترة بدأت تتجاذبها الأعاصير وتهددها رياح الاضطراب والفرقة والانقسام، كان شديد القرب من الرعية، عطوفاً عليها. وفيه يقول ابن عبد ربه، صاحب كتاب العقد الفريد:
بدا الهلالُ جديداً والملكُ فيه جديدُ
يا نعمة اللهِ زيدي ما كان فيكِ مزيدُ
إن كان للصوم فطراً فأنت للدهرِ عيدُ
عام 612 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي العلاّمة عبد الكريم بن عطاء الله أبو مُحَمّد الإسكندراني، كان إماماً في الفقه والأصول والعربية، تفقّه على أبي الحسن الأبياريّ، رفيقاً لإبن الحاجب، له تصانيف كثيرة منها {شرح التهذيب} {مختصر التهذيب} {مختصر المفصّل}، كانت وفاته في مثل هذا اليوم.
عام 630 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة مظفر الدين كوكبوري، أمير إربل، واحد من كبار القادة الذين شاركوا صلاح الدين الأيوبي في جهاده ضد الصليبيين، في مدينة "إربل" كان مولد مظفر الدين كُوكُبُوري في (27 من المحرم 549ه)، وكلمة "كُوكُبُوري" تركية معناها "الذئب الأزرق"، وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه. و"إربل" مدينة كبيرة، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة "الموصل" العراقية، على بعد (80) كم منها.
نشأ "مظفر الدين" في كنف والده "زين الدين علي بن بكتكين" حاكم إربل، وعهد به إلى من يقوم على تثقيفه وتربيته، وتعليمه الفروسية وفنون القتال، ثم توفي أبوه سنة (563ه= 1167م)، وكان "مظفر الدين" في الرابعة عشرة من عمره، فخلف أباه في حكم إربل، ولكنه كان قاصرًا عن مباشرة شئون الحكم والإدارة بنفسه لصغر سنه، فقام نائب الإمارة "مجاهد الدين قايماز" بتدبير شئون الدولة وإدارة أمور الحكم، ولم يبق لمظفر الدين من الملك سوى مظاهره.
ولما اشتد عود "مظفر الدين" نشب خلاف بينه وبين الوصي على الحكم "مجاهد الدين قايماز"، انتهى بخلع "مظفر الدين" من إمارة "إربل" سنة (569ه= 1173م)، وإقامة أخيه "زين الدين يوسف" خلفًا لمظفر الدين على إربل.
تولى مظفر الدين ولاية "إربل" بعد وفاة أخيه "زين الدين يوسف" سنة (586ه= 1190م)، وهنا يبرز دور آخر له لا يقل روعة وبهاء عن دوره في ميادين القتال والجهاد؛ فهو رجل دولة وإدارة يُعنى بشئون إمارته؛ فيقيم لها المدارس والمستشفيات، ويقوم على نشر العلم وتشجيع العلماء، وينهض بالزراعة والتجارة، ويشارك أهل إمارته أفراحهم، ويحيا حياة بسيطة هي أقرب إلى الزهد والتقشف من حياة التوسط والاكتفاء.
غير أن الذي يثير الإعجاب في نفوسنا هو إقدامه على إقامة مؤسسات اجتماعية لفئات خاصة تحتاج إلى رعاية الدولة وعنايتها قبل أن يجود عليهم أفراد المجتمع بعطفهم ومودتهم، وكان البعض يظن أن هذا من نتاج المدنية الحديثة، فإذا الحقيقة تثبت سبق الدولة الإسلامية إلى هذا النوع من العمل الإنساني منذ عهد "الوليد بن عبد الملك" الخليفة الأموي.
أقام مظفر الدين لذوي العاهات دورًا خاصة بهم؛ خصصت فيها مساكن لهم، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم، وكان يأتي لزيارتهم بنفسه مرتين في الأسبوع؛ يتفقدهم واحدًا واحدًا، ويباسطهم ويمزح معهم، كما أقام دورًا لمن فقدوا آباءهم وليس لهم عائل؛ حيث يجدون فيها كل ما يحتاجون، حتى اللقطاء بنى لهم دارًا، وجعل فيها مرضعات يقمن برعايتهم، ومشرفات ينهضن بتربيتهم، وأنشأ للزمنى وهم المرضى بالجذام دارًا يقيمون فيها، وزودها بكافة الوسائل التي تعينهم على الحياة الكريمة من طعام وشراب وكساء وعلاج، وجعل لكل مريض خادمًا خاصًا به يقوم على رعايته وخدمته.
وتعدى نشاط مظفر الدين إلى خدمة غير أهل بلاده؛ فبنى دارًا للضيافة في إربل لمن يفِد إليها للتجارة أو لقضاء مصلحة، أو للمسافرين الذين يمرون ب "إربل"؛ حيث يقدم للضيف كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب، كما زودت بغرف للنوم، ولم يكتف مظفر الدين بذلك، وإنما كان يقدم للضيف الفقير نفقة تعينه على تمام سفره.
وامتد بره إلى فقراء المسلمين في الحرمين الشريفين: مكة والمدينة؛ فكان يرسل إلى فقرائهما كل سنة غذاء وكساءً ما قيمته ثلاثون ألف دينار توزع عليهم، كما بنى بالمدينتين المقدستين خزانات لخزن ماء المطر، حتى يجد سكانهما الماء طوال العام، وذلك بعد أن رأى احتياجهما إلى الماء وما يجدونه من مشقة في الحصول عليه، خاصة في مواسم الحج.
ورأى المظفر أنه مسئول عن الأسرى الذين يقعون في أيدي الصليبيين؛ فلم يتوان في شراء حريتهم، فكان يرسل نوابه إلى الصليبيين لفداء الأسرى. وقد أُحصي الأسرى الذين خلصهم من الأسر مدة حكمه فبلغوا ستين ألفًا ما بين رجل وامرأة.
ظل مظفر الدين يحكم مدينة إربل نصف قرن من الزمان حتى جاوز عمره الثمانين عامًا، ثم وافاه الأجل في يوم الأربعاء (8 من رمضان 630ه- 1232م) في إربل، وكانت له وصية أن يدفن بمكة، فلما توجه الركب إليها بجثمان مظفر الدين ليدفن بها حالت أمور دون وصولهم، فرجعوا من الطريق ودفنوه بالكوفة بالقرب من مشهد الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
عام 636 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للعشرين من شهر إبريل للعام الميلادي 1239، رحل الحافظ الكبير زكي الدين أبو عبد الله بن مُحَمّد البرزالي الإشبيلي، أحد من إعتنى بصناعة الحديث وبرز فيه، وأفاد الطلبة. وكان شيخ الحديث بمشهد إبن عروة، توفي في مثل هذا اليوم في مدينة حماه في سوريا.
عام 666 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق ليوم الثامن والعشرين من شهر مايو للعام الميلادي 1268، فتح السلطان الملك الظاهر مدينة أنطاكية، فخرج إليه أهلها يطلبون منه الأمان. وشرطوا شروطاً له عليهم، فأبى أن يجيبهم. وردهم خائبين . وحرّر الأسرى المسلمين فيها. وكان الأغريس صاحبها، من أشّد الناس أذية للمسلمين. وعاد السلطان مؤيداً منصوراً، فدخل دمشق في السابع والعشرين من شهر رمضان.
عام 716 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل محبّ الدين عليّ بن الشيخ تقيّ الدين بن دقيق العبد، ولد بقُوص في شهر صفر سنة سبع وخمسين وستمائة للهجرة النبوية الشريفة، كان فاضلاً ذكياً، شرح التعجيز شرحاً جيداً، ولّيَ تدريس الكهاريّة والسيفيّة، توفي في مثل هذا اليوم ودُفن عند والده، وهو زوج إبنة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله.
عام 748 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك كانت بداية ولاية السلطان حسن بن الناصر مُحَمّد قلاوون، تولى الحكم صغيرا، ولم يكن مطلق اليد في تصريف شئون الدولة، وهو صاحب أعظم أثر إسلامي في مصر، المعروف باسم مدرسة السلطان حسن.
ولد السلطان حسن سنة (735ه =1335م) ونشأ في بيت ملك وسلطان؛ فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية، بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير ست سنوات من سني حكم أبيه الزاهر، فقد توفي سنة (741ه = 1340م)، وخلفه ستة من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل ويتولى آخر حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في (14 من رمضان 748 ه= 18 من ديسمبر 1347م) صبيا غض الإهاب لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيرًا في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه "بيبغاأرس"، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه.. عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى؛ فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة (751 ه= 1350م) أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير، وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في (17 من جمادى الآخرة 752 ه= 11 من أغسطس 1351م)، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
مدرسة السلطان حسن
بدأ السلطان حسن في بناء مدرسته الشهيرة سنة (757 ه =1356م) بعد أن استتب له الأمر وأصبحت مقاليد الأمور في يديه، واستمر العمل بها ثلاث سنوات دون انقطاع حتى خرجت على النحو البديع في البناء والعمارة.
والمدرسة أو مسجد السلطان حسن تقع على مساحة 7906 أمتار مربعة، أي ما يقرب من فدانين، وهي على شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع، ويبلغ امتداد أكبر طول له 150 مترا، وأطول عرض 68 مترا، وهو خال من جميع الجهات؛ ولذلك فللمسجد أربع واجهات، وتقع الواجهة الرئيسية في الضلع الشمالي الذي يبلغ طوله 145 مترا، وارتفاعه 37.80 مترا، ويؤدي الباب الرئيسي للمسجد إلى مدخل يؤدي إلى الصحن وهو مربع الشكل تقريبا يبلغ طوله 34.60 مترا، وهو مفروش بالرخام، ويتوسطه فسقية للوضوء تعلوها قبة خشبية تقوم على ثمانية أعمدة.
وحول الصحن من جهاته الأربع إيوانات المدرسة، أكبرها إيوان القبلة، وتبلغ فتحته 19.20 مترا، وعمقه 28 مترا، ويتوسط الإيوان دكة المبلغ، وهي من الرخام، ويوجد في صدر الإيوان محراب كبير مغطى بالرخام الملون والمحلى بالزخارف مورقة تتخللها عناقيد العنب، ويجاور المحراب منبر من الرخام له باب من النحاس المفرغ.
ويكتنف المحراب بابان يوصلان إلى القبة التي تقع خلف المحراب، وهي مربعة، طول كل ضلع من أضلاعها 21 مترا، وارتفاعها إلى ذروتها 48 مترا، وبها محراب من الرخام محلى بزخارف دقيقة، وبالجانب القبلي الشرقي المنارتان العظيمتان، ويبلغ ارتفاع كبراهما 81.50 مترا.
ويحيط بالصحن أربع مدارس للمذاهب الأربعة تعد مساجد صغيرة محدقة بالجامع الكبير، وتتكون كل مدرسة من إيوان وصحن تتوسطه فسقية، وتحتوي كل مدرسة على ثلاثة طوابق تشتمل على غرف الطلبة والدرس، ويطل بعضها على صحن المدرسة وبعضها الآخر يطل على الواجهات الخارجية، وتعد المدرسة الحنفية أكبر المدارس؛ إذ تبلغ مساحتها 898 مترا.
نظام التدريس
وقد قرر حسن لكل مذهب من المذاهب الأربعة شيخا ومائة طالب، في كل فرقة خمسة وعشرون متقدمون، وثلاثة معيدون، وحدد لكل منهم راتبا حسب وظيفته، وعين مدرسا لتفسير القرآن، وعين معه ثلاثين طالبا، عهد إلى بعضهم أن يقوموا بعمل الملاحظة، وعين مدرسا للحديث النبوي، وخصص له راتبا قدره 300 درهم، ورتب له قارئا للحديث.
وعين بإيوان مدرسة الشافعية شيخا مفتيا، ورتب معه قارئا، يحضر أربعة أيام من كل أسبوع، منها يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، ويقرأ القارئ ما تيسر من القرآن والحديث النبوي، كما عين مدرسا حافظا لكتاب الله عالما بالقراءات السبع، يجلس كل يوم ما بين صلاة الصبح والزوال بإيوان الشافعية، وجعل معه قارئا يحفظ من يحضر عنده من الناس.
ولضمان انتظام العمل بالمدرسة عين السلطان حسن اثنين لمراقبة الحضور والغياب، أحدهما بالليل والآخر بالنهار، وأعد مكتبة وعين لها أمينا، وألحق بالمدرسة مكتبين لتعليم الأيتام القرآن والخط، وقرر لهم الكسوة والطعام؛ فكان إذا أتم اليتيم القرآن حفظا يعطى 50 درهما، ويمنح مؤدبه مثلها ومكافأة له.
وعين السلطان طبيبين: أحدهما باطني والآخر للعيون، يحضر كل منهما كل يوم بالمسجد لعلاج من يحتاج من الموظفين والطلبة.
وقد احتفل السلطان حسن بافتتاح مدرسته قبل إجراء باقي الأعمال التكميلية، وصلى بها الجمعة، وأنعم على البناءين والمهندسين، وقد ظل اسم المهندس الفنان الذي أبدع هذا العمل مجهولا قرونا طويلا حتى كشف عنه الأستاذ "حسن عبد الوهاب"، وتوصل إليه وهو "محمد بن بيليك المحسني" من خلال الكتابة الجصية الموجودة في المدرسة الحنفية.
ولا يزال هذا الأثر الخالد يثير الدهشة والإعجاب في نفوس زائريه، كما أثارها من ساعة تشييده على معاصريه وزائريه من الرحالة والمؤرخين.
عام 922 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للحادي عشر من شهر أكتوبر للعام الميلادي 11516، تولّى طومان باي عرش السلطنة في مصر، عقب الهزيمة التي مُنيت بها قوات المماليك، بقيادة سلطان مصر قنصوه الغوري، في الرابع والعشرين من شهر آب للعام الميلادي 1516 ، حيث قُتل الغورى في تلك المعركة. وقد دام حكم طومان باي لمصر مدة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، حيث إستولى العثمانيون على مصر في التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة للعام الهجري 922 الموافق للثاني والعشرين من شهر كانون الثاني للعام الميلادي 1517، وأمر السلطان العثماني سليم الأول بإعدام طومان باي بعد ثلاثة أشهر، وبتفصيل أدق، ظل طومان باي يعمل على المقاومة بما تيسر له من وسائل، واجتمع حوله كثير من الجنود وأبناء الصعيد حتى قويت شوكته، غير أنه أدرك أن هذا غير كاف لتحقيق النصر، فأرسل إلى سليم الأول يفاوضه في الصلح، فاستجاب له السلطان العثماني، وكتب له كتابا بهذا، وبعث به مع وفد من عنده إلى طومان باي، لكن الوفد تعرض لهجوم من بعض المماليك وقتل بعض رجاله؛ فحنق السلطان سليم الأول وخرج لقتال طومان باي بنفسه، والتقى الجيشان قرب قرية "الوردان" بالجيزة في (9 من ربيع الأول 923 ه =1 من إبريل 1517م)؛ حيث دارت معركة حامية استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باي وفراره إلى البحيرة.
لجأ طومان باي إلى أحد رؤساء الأعراب بإقليم البحيرة طالبا منه العون والحماية فأحسن استقباله في بادئ الأمر، ثم وشي به إلى السلطان سليم الأول، فسارع بإرسال قوة للقبض عليه فأتت به إليه، وأخذ السلطان يتأمله معجبا بشجاعته وفروسيته، ثم عاتبه واتهمه بقتل رسله الذين أرسلهم لمفاوضته في الصلح، فنفى طومان باي التهمة عن نفسه، وبرر استمراره في القتال بأن الواجب يحتم عليه هذا، وكاد السلطان العثماني من إعجابه بشجاعة طومان باي أن يعفو عنه، ولكنه لم يفعل تحت تأثير الوشاة الذين حرّضوا السلطان على قتله بحجة أن لا بقاء لملكه في مصر ما دام طومان باي على قيد الحياة.
وفي يوم الأحد الموافق (21 من شهر ربيع الأول 923 ه = 15 من إبريل 1517م) أخرج طومان باي من سجنه، وسار وسط حرس عدته 400 جندي إلى باب "زويلة"؛ حيث نصبت له مشنقة فتقدم لها هادئ النفس ثابت الجنان والناس من حوله يملئون المكان حيث لقي حتفه وسقط ميتا؛ فصرخ الناس صرخة مدوية تفيض حزنا وألما، وظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، وأصبحت مصر ولاية عثمانية
عام 1278 ه
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة أحمد الباي سلطان تونس، حاول أن يقيم هناك نهضة إصلاحية محاولا الاستفادة من تجربة مُحَمّد علي بمصر.
عام 1414 ه
رمضان يهّل هذا العام والمسلمون في البوسنة يقاتلون للدفاع عن وجودهم الإسلامي، فالبوسنة أو كما كان يُسما أهلها قديماً البوشناق، قد دخلها الإسلام في الفتح العثماني في القرن الخامس عشر على يد السلطان سليمان القانوني. وبعد سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى، أعلنت يوغوسلافيا استقلالها. وفي الحرب العالمية الثانية، وقعت يوغوسلافيا تحت الحكم الألماني النازي بقيادة هتلر، فبدوا باضطهاد المسلمين فيها، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ظهرت يوغوسلافيا التي حررها السوفيات دولة موحدة تعهد زعمائها بالمحافظة على حياة وممتلكات كل فئات الشعب اليوغسلافي، بعد انهيار الشيوعية في الاتحاد السوفيتي أخذ الصرب يفكرون بالقضاء على المسلمين البوشناق في البوسنة والهرسك وكذلك في أقليم الجبل الأسود، فالتهموا ثلاثة أرباع أراضي جمهورية البوسنة والهرسك، بعد تفكك دولة الاتحاد اليوغسلافي، المكونة من صربيا والجبل الأسود وسلوفينا ومقدونيا وكرواتيا. وراح نتيجة لهذه المعارك ربع مليون قتيل وجريح ومعاق، تدخلت الأمم المتحدة بعد ضغوط عليها لمحاولة حل المسألة البوسنية، حيث قسمت أراضي البوسنة بين أقليم للصرب وإقليم للبوسنيين والكروات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.