بعث الرئيس المنتخب محمد مرسى خلال الحفل العسكري لتنصيبه، بتحية إلى المشير حسين طنطاوى القائد الأعلى ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإلى أفراد القوات المسلحة وجميع العاملين بالمؤسسة العسكرية. وأكد مرسى أن هذا اليوم العظيم يبرهن على حقيقة أبناء مصر الذين يسيرون على قلب رجل واحد ويجمعهم نسيج موحد، مشيرا إلى أن العالم برمته يشهد اليوم نموذجا فريدا لم يره من قبل حول كيفية انتقال السلطة من القوات المسلحة المصرية طبقا لإرادة الشعب إلى سلطة مدنية منتخبة. وأكد أنه جاء اليوم الذين يقول فيه العالم كله أن القوات المسلحة وقفت بجانب إرادة المصريين وسلموا السلطة بكل الرضا ووفوا بما عاهدوا الله سبحانه وتعالى، قائلا إن القوات المسلحة عندما أدت التحية لشهداء ثورة يناير فى بيانها الأول برهنت على أنها أعلت إرادة الشعب على أى شىء أخر لأن القوات المسلحة لا تقدم التحية إلا من أعلى رتبة وأكبر إرادة وكان ذلك إقرارا منهم بإعلاء كلمة الشعب المصرى على أى شىء أخر. وقال الرئيس المنتخب خلال هذا الحفل الذى حضره د.كمال الجنزورى رئيس الوزراء وعدد من الوزراء السابقين إن العالم برمته يشهد اليوم نموذجا فريدا لم يره من قبل حول كيفية انتقال السلطة من القوات المسلحة المصرية طبقا لإرادة الشعب إلى سلطة مدنية منتخبة. وطالب الرئيس المنتخب رجال القوات المسلحة بالمكوث فى أماكنهم بالداخل لحاجة مصر لجهودهم ومن أجل معاونة رجال الشرطة فى بسط الأمن عل ربوع الوطن. وأعرب مرسى عن يقينه بأن الشعب المصرى بكافة أطيافه قادر على تحقيق مطالبه، مضيفا أن قيادات القوات المسلحة وكل أبناء المؤسسة العسكرية تستحق كل التقدير والتحية. وبدأ احتفال القوات المسلحة بالرئيس محمد مرسي بعد ساعات من تنصيبه أمام المحكمة الدستورية العليا ثم إلقاء خطاب في جامعة القاهرة. واستهلت مراسم تسليم السلطة بعزف السلام الوطني ثم بكلمة للواء أركان حرب محمد صابر عطية رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، وبعدها حلقت الطائرات في السماء وعليها علم مصر وأعلام الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة . من جهته، ألقي المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلمة أكد خلالها على نقل السلطة، قبل أن تضرب بعدها المدفعية 21 طلقة . وأكد طنطاوي أن مصر تجني ثمار ثورة 25 يناير المجيدة بعد انتخابات حرة ونزيهة وفوز الدكتور محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية . وقال طنطاوي إن ثورة 25 يناير ستظل الحدث الأكبر الذي لا ينساه الشعب المصري العظيم وذلك بعد أن قام الشعب باختيار رئيسه بانتخابات نزيهة عملت القوات المسلحة على تأمينها بكل أنواع الشفافية للاحترام رأي الشعب المصري في اختيار رئيسه الجديد ، متمنيا التوفيق لمرسي خلال فترة قيادته للبلاد وأن تشهد البلاد في فترة رئاسته مزيد من التقدم والازدهار . وأضاف: "أعلم أن الطريق مازال به صعوبات لكن نعلم أن مصر تمتلك من المقومات وحيوية الباب وعزيمة الشعب المصري ووسطية الإسلام التى تضمن وحدة وطنها للتغلب على هذه الأزمات" ، موضحا أن مصر شهدت مرحلة مهمة في تاريخها بعد انطلاق ثورة الشعب ضد النظام السابق ، مؤكدا أن الجيش وقف وارء الشعب وانحازت له منذ اللحظة الأولى ، معتبرا أن الشعب هو مصدر السلطات . وأوضح أن الجيش وقف وراء الثورة وسيقف خلف الرئيس المنتخب ، مضيفا أن القوات المسلحة عملت على مرعاة مصلحة البلد والأمن القومي.وأشار إلى أنه ليس هناك بديلا عن الشرعية ومواجهة التحديات ، وأنه بعزم الشعب المصري العظيم استطعنا حماية الوطن وسلامة أراضيه ، موضحا أنه على الرغم من التحديات الخارجية والداخلية إلا أننا ساهمنا بدور فاعل في كافة المجالات بالمشاركة في حفظ الأمن وتأمين الانتخابات والممتلكات العامة والخاصة . وقال: "قدمنا نموذجا في التفاني للشعب والوطني مؤمنين أن مصر فوق الجميع .. أصبح لدينا رئيسا حرا منتخبا ، ومصر تعيش ميلاد جديد لدولة ديمقراطية حديثة سيظل أمنها القومي فوق كل اعتبار ببسالة الجيش والشعب وسنبني مجد البلاد. ووجه التحية لشهداء الجيش والشعب فداء للوطن" . وتطرق طنطاوي في كلمته إلى تضحيات الجيش في انتصار أكتوبر المجيد وتضحيات الجيش في الدفاع عن البلاد وعن أرض مصر ، وقال: "تحية لكم في هذا اليوم العظيم لما تحملوته للحفاظ على أرض مصر وشعبها .. تحية لشعب مصر العظيم الذي أظهر أسمى المعاني الوطنية" . وفي نهاية كلمته، قدم طنطاوي درع القوات المسحلة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي . واستعرض اللواء محمد عطية رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة الجهود التي قام بها الجيش لتأمين البلاد خلال الفترة الماضية من 28 يناير 2011 وحتى اليوم السبت موعد تسليم السلطة للرئيس المدني المنتخب. وعرضت القوات المسحلة بعض الفيديوهات عن دور القوات المسلحة أثناء وبعد ثورة 25 يناير والدور المدني الذي قامت به من تأمين للبنوك والمواقع الحيوية في أنحاء البلاد والقبض على مثيري الشغب وبعض المسجونين الذين هربوا أثناء أحداث الثورة في الوقت الذي قامت فيه أيضا بالعمل على حل بعض الأزمات من اعتصامات وغيرها.