كشف الأكاديمي الفلسطيني د. مازن النجار عن أسباب تفوق يهود القدس على العرب في معدلات الزيادة السكانية فقال إن سكان القدس من اليهود أغلبهم من الأرثوذكس الذين يفوقون الفلسطينيين من ناحية الإنجاب. وأكد النجار لصحيفة "التغيير" أن اليهود الأرثوذكس يحرمون تنظيم الأسرة من الناحية الدينية، علاوة على ذلك فإنهم يحصلون على معونات اجتماعية حكومية متصاعدة بالتناسب طرديًا مع عدد الأطفال. وأضاف أن اليهود فوق ذلك يحصلون على إعفاء من الخدمة العسكرية إضافة إلى دعم مالي سخي من الجماعات اليهودية في الغرب خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من ناحية أخرى، ذكر د. النجار أن أهل القدس الفلسطينيين يتعرضون لعمليات اقتلاع وطرد وعزل ممنهجة، تشمل هدم المنازل وحرمانهم من تراخيص البناء وخدمات التعليم والصحة، ومنع النشاطات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية فضلا عن السياسية، بل إن النواب الفلسطينيين الممثلين لأهل القدس يتم طردهم من المدينة الفلسطينية واستبعادهم منها. وتتواصل الجهود الصهيونية أيضا لعزل عشرات الآلاف من السكان العرب المسلمين والمسيحيين داخل جيوب جدار الفصل العنصري العازل، والحيلولة دون تمكنهم من الذهاب والعودة بين منازلهم وأعمالهم ومدارسهم. كما تعرض الآلاف لسحب الهويات (البطاقات) المقدسية منهم وإرغامهم على السكن في مدن الضفة الغربية الأخرى. وكانت صحيفة هآرتس نشرت تقريرا حول تفوق اليهود على العرب في معدلات الزيادة السكانية في القدسالمحتلة فيما اعتبر أنه مؤشر على تراجع نسبة الولادة والتكاثر الطبيعي في صفوف الفلسطينيين بالمدينة. وقالت الصحيفة إن نسبة التكاثر عند اليهود العلمانيين قد ارتفعت للمرة الأولى منذ 15 سنة وتمثل هذا الارتفاع هذا العام بزيادة عدد الأطفال اليهود العلمانيين المسجلين لجهاز التعليم الرسمي الصهيوني ب 90 طفلا ليبلغ عددهم هذا العام 11.133 طفلا بزيادة مائة طفل عن العام الماضي، وذلك استنادا لكتاب الإحصاء الرسمي لمعهد "أورشليم" للدراسات الصهيوني. وعلى الرغم من التهويد المتواصل لمدينة القدس، عبر جلب آلاف المستوطنين والسكان اليهود إلا أنه من اللافت للأنظار أن المؤسسة الصهيونية تسعى لضمان الأغلبية اليهودية ، وكذلك الأغلبية اليهودية العلمانية التي تخدم في الجيش، وذلك لمحاربة الصورة السلبية للقدس في أذهان الصهاينة باعتبارها مدينة تقطنها غالبية كبيرة من الحريديم والفلسطينيين، مما جعلها مدينة غير جذابة للأزواج اليهودية الشابة. ويشار في هذا السياق إلى أن سلطات الاحتلال كثفت خلال العقدين الأخيرين من عمليات طرد الفلسطينيين من المدينة عبر سحب هويات الإقامة منهم بذرائع مختلفة، فضلا عن منع المقدسيين من البناء، وخنقهم اقتصاديا لدفعهم للهجرة من المدينة، باتجاه البلدات والقرى المحيطة في المدينة وباتجاه الضفة الغربية ومناطق رام الله والبيرة في المرحلة اللاحقة، مع تكثيف النشاط الاستيطاني اليهودي على الأراضي الفلسطينية بعد مصادرتها من أصحابها وبيعها لجمعيات الاستيطان، وأخرها أراضي الشيخ جراح وبيت مفتي القدس الحاج أمين الحسيني.