نجحت حملة "اغسل يديك" التي بدأتها بريطانيا في القطاع الصحي عام 2004 في إنقاذ حياة ما يقرب من 10,000 شخص، كما نشرت جريدة الإندبندنت مؤخراً. وقد بدأت هذه الحملة بعد أن أثبتت الإحصاءات أن 25% من الأطباء والممرضين في بريطانيا لا يغسلون أيديهم بشكل منتظم بين مريض وآخر. إلا أن الحملة التي استهدفت الأطباء والممرضين وزوار المرضى بالمستشفيات ساهمت في منع انتشار الجراثيم مثل MRSA وبكتريا Clostridium العنيدة. بعد أربعة أعوام من بدء حملة "اغسل يديك" انخفض معدل العدوى بهذه الجراثيم والبكتريا بمقدار النصف تقريباً في مستشفيات بريطانيا. تقول نتائج الدراسة التي نشرت مؤخراً في الجريدة الطبية البريطانية إن العدوى من الجراثيم MRSA كانت تتسبب في وفاة ما يقرب من 1,000 شخص كل عام، بينما العدوى ببكتريا Clostridium كانت تتسبب في وفاة ما يقرب من 4,000 شخص بالعام، كما أشارت الإحصاءات عام 2000. لذلك فإن تخفيض هذه الأعداد إلى النصف يعني إنقاذ 2,500 شخص بالعام. 150 عاماً ليعترف الأطباء بأهمية تطهير اليدين يقول الباحثون بكلية طب جامعة لندن ووكالة حماية الصحة إن الصلة القوية بين بدء الأمر باستخدام الصابون لغسل الأيدي بالمستشفيات وبين انخفاض معدلات العدوى بين المرضى بقيت قوية حتى بعد أخذ عدة عوامل أخرى في الاعتبار. حذر شيلدون باول ستون المحاضر بكلية طب جامعة لندن الذي قاد فريق البحث من فقد كل تلك المكاسب بعد انتهاء الحملة عام 2010. ويقترح البعض التركيز على أفراد الفريق الطبي الذين يستخدمون القفازات الطبية، لأنهم يتعاملون مع المرضى الأكثر عدوى، إلا أنهم قليلاً ما يستخدمون الصابون. استغرق الأمر 150 عاما ليعترف الأطباء والممرضون بأهمية تطهير اليدين جيداً بالصابون عند فحص المرضى لتجنب العدوى بالجراثيم والبكتريا المختلفة. لقد بدأ الأمر عام 1847 عندما اكتشف الطبيب المجري Ignaz Semmelweis أن غسل أطباء التوليد والقابلات لأيديهم بالصابون يمكن أن يمنع حمى النفاس التي تصيب السيدات عقب الإنجاب. وكان هذا المرض يقتل ما يقرب من ثلث سيدات أوروبا في منتصف القرن التاسع عشر. من هنا اعتبر Semmelweis هو منقذ السيدات. من الأسباب الأولية لنجاح هذه الحملة، تدعيم القادة السياسيين لها في منتصف عام 2000 عندما أدركت حكومة توني بلير أهمية القيام بإجراء ما للتعامل مع زيادة معدلات العدوى بمختلف الأمراض داخل مستشفيات .