وكأنها موقعة جديدة من تلك التى زخرت بها الثورة، هاجم الداعية السلفى ياسر برهامى، من وصفهم ب"الليبراليين والعلمانيين"، بسبب اتهاماتهم للإسلاميين بشأن تشكيل الجمعية التأسيسية وأكد برهامى أن الإسلاميين لا يريدون إقصاء أى فكر أو تيار فى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور. ومن جهته قال النائب الإخواني إبراهيم عوف: غالبية المتظاهرين ضد لجنة الدستور مأجورين..أما المعروفين فلهم كل الاحترام. ومن جانبه قال عضو الهيئة العليا لحزب النور، الدكتور بسام الزرقا إن تخوفات التيارات الأخرى من تعديل المادة الثانية من الدستور اتهام صريح للتيار الإسلامى وحكم مسبق بالإدانة. وقد صرح الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين بالخارج، إن الشعب"فوض البرلمان لمراقبة الحكومة وتقويم أدائها وتشريع ما يناسب، وليس لوضع الدستور مؤكدا أن استحواذا أطراف معينة على اللجنة ليس في صالح مصر. وانتقد محمود عبد الرحيم المنسق العام للجنة الشعبية للدستور نهج التيار الإسلامي في البرلمان ووصفه بانه اقصائي تجاهل أصوات كل التيارات الأخرى من القوى الليبرالية واليسارية والمستقليين عبر اللجوء للمغالبة. وهو ما يثبت - في رأي عبد الرحيم- أن التيار الديني معاد للديمقراطية، ولا يسمع الا نفسه، ويعيد إنتاج ممارسات النظام الفاسد المستبد، على نحو أكثر سوءا وفجاجة. وكان المرشح المحتمل للرئاسة ،حمدين صباحي، قال أن الحرية والعدالة والنور لا يمثلان 75% من المصريين حتى يستحوذا على أغلبية اللجنة التأسيسية. معرباً عن شعوره بالأسى والغضب والاستياء من الطريقة التي تم بها اختيار اللجنة، ومضيفا أن "مصر بكل تنوعها يتم اختزالها في أغلبية طاغية لاتجاه سياسي بعينه وقال المستشار عمرو جمعة نائب رئيس مجلس الدولة و يجب ان يكون هناك دستور كامل و ليس تعديل للدستور و ليس عيبا ان (نبدأ من اول و جديد و ما يبنى الآن يبنى على خطأ و سيؤدى لانهيار البلد. فيما صرح المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور عبد الله الأشعل أن تأييد العسكرى لمرشح إخوانى "فخ" لإسقاطهم . وأشار إلى أنّ القضية ستصبح أكثر تعقيداً بمرور الوقت، وأنه بعد عمل اللجنة سندخل فى دوامة أخرى أثناء تشكيل الدستور . جدير بالذكر أن ثمانية أعضاء من تأسيسية الدستور انسحبوا بعد انتخابهم احتجاجًا على ما وصفوه باحتكار الإسلاميين، كان أبرزهم الدكتور محمد أبوالغار ،وزياد بهاء الدين،وهاني سري الدين وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار. وبينما تدور معركة المصير للثورة بين تجاذبات وإرادات العسكر والقوى السياسية، يقف الشعب من بعيد مهموماً بأزمات مصطنعة تارة ومتفرجاً تارة اخرى ، ولسان متألماً يقول :" الله جاب .. الله خد .. الله عليه العوض".