تعصف أزمة شح الوقود بجميع مناحي الحياة في غزة مما يوثر سلبا على الفلسطينيين, وتتراكم الأزمات في القطاع مخاصمة الحلول على الرغم من التغيرات الجوهرية التي جرت في المنطقة. وفي المقابل ترزح القاهرة تحت وطأة أزمة السولار التى قيل أنها مصطنعة على طريقة الرئيس المخلوع، والغرض من هذا وذاك تمرير سياسيات لم تكن لتمر بلا أزمة. في غضون ذلك كررت الخارجية المصرية وعودها بأنها ستزود غزة بالسولار خلال الأيام المقبلة، رغم الأزمة والعجز في السولار الذي تعيشه مصر، وذلك لتوفير احتياجات محطة كهرباء غزة. السوق السوداء: السائق "أبو خالد" من مدينة غزة يقول :" أزمة شح الوقود في ازدياد مستمر ولا عود رسمية بإنهاءها، نحن نعمل من أجل العيش فقط لا لبناء مستقبل أبنائنا في ظل ارتفاع اسعار الوقود في السوق السوداء". وأوضح سائق الاجرة أن السائقين لا يبحثون الا على جلب قوت يومهم ، مضيفا " باتت مهنتنا تقتصر على تبديل العملة بالسولار فقط" . أما حالة المصاب نضال الحداد فتثير الشفقة, حيث يشكو ابن الثلاثين سنة من طول انتظاره لسيارة تقله من منزله الى مجمع الشفاء الطبي في غزة لتلقي العلاج اللازم، قائلا "لا أستطيع الوقوف كثيرا بسبب اصابتي ولا أحد يلتفت لمعاناة الفلسطينيين في غزة. وناشد "الحداد" مصر بتحمل مسؤلياتها اتجاه سكان القطاع وانهاء الازمات التي تعصف يهم في ظل الحصار الصهيوني الخانق المفروض على غزة منذ ما يزيد عن خمسة أعوام. يشار أن العجز المحلي في السولار في مصر بلغ حوالي 30% من حجم الاستهلاك المحلي، وتقوم مصر بالاستيراد لسد العجز، كما أن غزة تحتاج ما بين 40 و45 مليون لتر محروقات شهريًا، من ضمنها 15 مليون لتر سولار شهريًا لمحطة الكهرباء. نفذ الوقود: وأمام محطة الخزندار وسط غزة يجلس "يوسف" أحد العاملين في المحطة ،يشحن نفسه بالطاقة من خلال أشعة الشمس التي ملات المكان بعد أجواء غائمة ألمت بالقطاع والمنطقة في هذا الشتاء. وقال وهو يحلق بنظراته صوب ماكنات الوقود: "توقفنا عن العمل منذ أيام لعدم توفر الوقود المخصص للمركبات. وأضاف: "السولار المصري والاسرائيلي غير متوفر في المحطة وهذا هو حالنا منذ ما يزيد عن شهر". ودعا الحكومة الفلسطينية في غزة الى التصدي لظاهرة بيع السولار في "السوق السوداء" لوقف استغلال حاجة السائقين والمواطنين على حد سواء. من جهته قال المستشار "عادل عبد الحميد" وزير العدل المصري، إن أزمة الوقود والكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، في طريقها إلى الحل. مؤكداً أن مصر تسعى جاهدة لرفع الحصار عن غزة, قائلاً إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الصهيوني المتكرر ضد القطاع. وعود مصرية هنا يقابلها انقطاع للكهرباء وشلل للحياة في غزة، وكأنها مجرد تطمينات للشارع الغزي سرعان ما تتبخر دون أي بوادر لحل حقيقي من جانب القاهرة، فيما تردد محطات الوقود الخاوية "أسمع ضجيجاً ولا أرى طحيناً".