كتبت أميرة زكي "نحن مدينون باعتذار إلى الشعب السوري، الذي يذبح تحت أعيننا كل يوم منذ أحد عشر شهرا، في حين خذلته الشعوب العربية ووقفت منه موقف المتفرج"، تلك كلمات فجرها الكاتب المصري فهمي هويدي، وتلقى مشعلها المفكر الدكتور باسم خفاجي؛ فأطلق حملة تستهدف دعم الثورة السورية من مصر، وجمعة سماها "مع سورية حتى النصر"، وأكد أنه إذا سقطت سورية سقطت مصر. وتستهدف الحملة – بحسب د.خفاجي- دعم الشعب السوري في ثورته ضد الطاغية بشار، مؤكداً أن سقوط نظام بشار الأسد سيكون بزلزال مليونية هادرة من قلب القاهرة النابض بالإسلام والعروبة ، ودعا إلي جمعة سورية كل القوى السياسية والأحزاب والشخصيات العامة، وحول هذا الموضوع كان الحوار التالي: ■ الكاتب والمفكر المصري الدكتور باسم خفاجي، ما هي الجهات والقوى التي ستشارك معك في جمعة مع سورية حتى النصر؟ - لقد اتصلنا بمجموعة من الأحزاب والتيارات المختلفة منها الإسلامية وغير الإسلامية وكذلك مجموعة من النخب الفكرية والمثقفين والقوى بمختلف توجهاتها . ■ كيف ترى انطلاقة هذه الفكرة؟ فكرتنا تعتمد على جعل مصر محور تكاتف عربي ، فالشعب المصري متعاطف مع السوريين ولكنه لم يفعل شيئا وإن هذه المليونية تستهدف استغلال هذا التعاطف من قبل الإعلام المصري والأفراد والنخب الفكرية والقوى المؤثرة بمختلف أطيافها لتكوين محور تكاتف عربي يدعم الشعب الثوري. ■ هل تتوقع استجابة عالية من المواطنين المصريين رغم انشغالهم التوترات الداخلية في بلادهم؟ نعم نتوقع استجابة كبيرة لأن الشعب المصري لديه حالة من الضيق بسبب عدم اتخاذ القيادة الحالية في مصر أي موقف يدعم الشعب السوري ، كما أن المصريين يعرفون أن العالم العربي يعتمد على مصر كقيادة والشعب المصري هو القائد حاليا بعد ثورة 25 يناير ، وإن دعم الشعب الثوري هو الدور المتوقع من مصر بعد هذه الثورة العظيمة. ■ وبماذا تفسر هذا التخاذل العربي من قضية سوريا وعدم إعطاءها نفس الزخم الذي حدث مع ليبيا؟ هذا التخاذل يرجع إلى أمرين أولهما : الضغوط والإملاءات الخارجية التي يتم فرضها على الأنظمة العربية سواء من جهات غربية أو شرقية ، فليس من مصلحة هذه الجهات إسقاط نظام بشار الأسد . ■ والأمر الثاني؟ أن هناك دول عربية يعتبر قرارها السياسي ضعيف، ولكن فمصر غير خاضعة لإملاءات ولكنها لا تلعب الدور القيادي المطلوب منها فالمجلس العسكري مثلا أو مجلس الشعب كان يجب عليهما اتخاذ خطوات فعالة من أجل نصرة الشعب السوري ولكن هذا للأسف لم يحدث والشعوب منذ مدة تنتظر أحدا يوجهها. ■ هل تتوقع نجاح هذه الدعوة؟ إن ديننا يأمرنا ألا نحقر من عمل المعروف حتى ولو كان صغيرا وأن نسارع إلى رفع الظلم عن المظلومين . ■ في تقديرك كيف ينعكس دعم سوريا على مجريات الأحداث في المنطقة؟ إن الدعم السوري سيكون دعما لمصر لأن الثورة السورية إذا انتصرت ستكون بعدها سوريا قوة شقيقة تتوحد مع مصر من أجل دعم المنطقة العربية والإسلامية فكل شخص بمفرده لن يكون قوة إلا إذا تعاون مع غيره. ■ هذا فيما يخص مصر فماذا عن الباقيين؟ انظري إلى السودان مثلاً يسير نحو الضياع عن طريق التفكيك وإعادة التركيب لصالح قوى أجنبية معادية، وهناك حرب بين قياداته الحزبية والدينية والنظام القائم، والسبب هو الاستبداد بالسلطة، والحل في تقديري يبدأ من سورية وبعدها تنفك عقد المنطقة الواحدة تلو الأخرى. ■ مثل ماذا؟ مثل الصومال الذي يواجه الضياع والتفتت وتم شطبه من جدول جامعة الدول العربية، ولدينا ما هو اخطر من ذلك . ■ ما هو؟ كيان العدو الصهيوني الذي ابتلع الجولان في إذعان مطلق من النظام السوري، وهو يواصل التمدد والتوسع باطمئنان في مجالنا الحيوي ونحن ننكمش، وحكام مثل الطاغية الأسد ومبارك يصرون على أن يحكمونا أو يقتلونا، ويريدوننا سواء في مصر و تونس و ليبيا و اليمن وسورية مسخرين لخدمتهم ولأبنائهم من بعدهم. ■ كيف ترون دور الجامعة العربية في سورية؟ جامعة الدول العربية لم تستيقظ بعد من غفوتها وتلك كارثة، ولم تحسم أمرها بين شعب يريد الحرية ونظام يرفض ذلك ويقاوم مستخدما مختلف الأسلحة التي اشتراها زاعماً أنها لحماية الأرض والعرض . ■ وبما تقيم بعثة المراقبين؟ لا أجد وصف أفضل من تعليق الثورة السورية أن البعثة تحتاج من يحميها، لم نستبشر خير من تشكيل البعثة ولا من آلية عملها، لأنها كانت بمثابة ورقة التوت التي تخفي ضعف الجامعة وقلة حيلتها جراء ما يتعرض له أهلنا في حمص وبابا عمرو وغيرها من حرب إبادة طاحنة يقودها نظام بشار الأسد. ■ وهل تملك الجامعة غير ذلك؟ إرسال مراقبين كان خطأ ومضيعة للوقت ومزيد من الشهداء والجرحى وإتاحة الفرصة للسفاح حتى يجهز على الضحية، لم نحتاج في ليبيا أو تونس أو حتى مصر لبعثة مراقبين لإثبات جرائم هذه الأنظمة؛ فلماذا اختلف الأمر في سورية؟. ■ ولكن النظام في سورية قال أنه يتعرض لمؤامرة أجنبية للإطاحة به؟ وأنا أطرح عليكِ سؤال..هل قدم للبعثة دليلاً واحداً على تلك المؤامرة؟. في تقديري قرار انسحاب المراقبين جاء متأخراً جداً، وما شاهدوه كان جزءً يسيراً من جرائم نظام الأسد وجبروت مؤسساته الأمنية ضد المدنيين، والوقت حان لتتحرك الشعوب العربية وفي مقدمتها مصر، لأن مصر إن لم تتحرك الآن تجاه مذابح سورية، سيقوى ذلك شوكة ما تبقى من نظام الرئيس المصري المخلوع مبارك ، وسنرى المشهد الدموي يتكرر ثانية كما حدث في ماسبيرو و شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وأخيراً مذبحة بورسعيد .