حظر عدد كبير من خبراء الصحة من ظاهرة انتشرت في القاهرة والجيزة حيث يقوم تجار الماشية بتغذية الخراف داخل أكوام الزبالة، مما ينطوى عليه أخطار صحية لمن يتناول تلك اللحوم. وقال محمد وهبة رئيس شعبة الجزارين أن الحيوانات التي تتغذى علي المخلفات فهي ضارة بصحة الإنسان، وللأسف الحكومة ليس لها دخل وإنما المستهلك هو من يُشجع علي ذلك بشرائه من هذه الأماكن. وطالب من الإعلام أن يقوم بتوعية المستهلك وحثه علي شراء الأضحية أو اللحوم من أماكن معلومة حتي يستطيع الرجوع إليهم في أي وقت. من جهته قال أحد الجزارين ويدعي أحمد حلمي أنه ليس كل المربين يفعل ذلك، وانتقد شرطة حماية البيئة من ترك الحبل على الغارب لهؤلاء الذين يعلفون الغنم على مقالب القمامة ومكبات النفايات، وقال ل"للتغيير":" عندما نقوم بذبح الغنم الذى تربي على القمامة نجد مشاكل كبيرة داخل جوفه من تضخم في القلب واحيانا خراج في المعدة وتهتك في الكبد". واوصي حلمي بحتمية اختيار الذبيحة من مكان آمن مثل الشوادر المنتشرة في انحاء الجمهورية او تكون منتقلة حديثا من أرياف مصر، كما دعا الى شراء اللحوم من مصادر آمنة تشرف عليها وزارة الصحة واهمها المدبح. وفي منطقة بشتيل بجوار إمبابة، يقوم "السريحة" برعى الخراف في تلال الزبالة، ومع اقتراب العيد وزيادة معدل الشراء فإن البائع يرعاها في تلك الأكوام إما في الصباح الباكر أو المساء حتي لا يراه المشتري. وهذا ما أكده سكان المنطقة الذين يعانون كل يوم من الزبالة والتلوث وبعض أعمال العنف والبلطجة من قبل الجزارين والتجار، وقالت غحدى المواطنات في منطقة إمبابة أن:" الخراف تأكل من الزبالة مثلها مثل الخنازير". من جهته أشار د.صلاح طنطاوي ويعمل طبيبا صيدليا إلي أن الوضع سيء جداً ولا يوجد رقابة، مؤكداً أن ذلك يؤثر علي صحة الإنسان عندما تنتقل الميكروبات والعدوي من الزبالة إلي الحيوان ومن ثم إلي الإنسان عند تناوله هذه اللحوم. كما أوضح أن ذلك الأمر لا يقتصر علي موسم عيد الأضحي فقط وإنما طوال العام ولكنه يكثر أيام الأعياد. وأشار أحد المواطنين أنه يضطر إلي شراء هذه الأضحية وأيضاً اللحوم لقلة حيلته وأرجع سبب تغذية التجار للخراف في الزبالة إلي ارتفاع أسعار العلف إذ وصل سعر كيلو الذرة إلي ثلاثة جنيهات وأيضاً قرب سوق المواشي من سوق الخضار والفاكهة. وعلق محمد أحمد صاحب كشك أنه يتأذي كل يوم بسبب قرب محل عمله من هذه الزبالة، مشيراً إلي أن سكان المنطقة هم من يقومون بجمع الزبالة علي نفقتهم الخاصة. ومن الناحية الدينية، اكد د. يوسف البدري أن ديننا أمر بتحري الطاهر النقي من الطعام والشراب سواء كان طائراً أو حيوان فالحيوان يُعلف بالعليقة الطاهرة .والإسلام في هذه الحالة يسميها (بالجلالة) وذلك يعني حبس الطائر إذا أكل خارج المنزل لمدة ثلاثة أيام يعلف خلالها بعليقة طاهرة حتي يتم تطهيرها وإذا كان خروفا أو ماعزا يحبس لمدة أسبوع كامل ليتم تطهير بدنه.أما إذا كانت بقرة تحبس شهراً كاملاً والجمل لمدة شهر ونصف الشهر وعدا ذلك فهو نجس سواء كان لحماً او بيضاً. ومن الناحية الطبية، أكد د.عبد الرحمن محمد عطية أستاذ التغذية أنه بلا شك أن أي تغذية غير سليمة تؤثر علي جودة اللحوم مثل الرصاص الموجود في أحبار الورق يزيد من نسبة الرصاص في اللحمة، وكذلك عند إصابة الحيوان بأي ميكروب فإنه يعالج بالمضادات الحيوية التي تؤثر علي الإنسان في حالة تناوله اللحوم. كما أشار إلي أن بعض الأوراق تحتوي علي مواد كميائية قد تكون سامة تؤثر علي صحة الحيوان ومن ثم علي الإنسان، فلذلك لابد من تغذية الحيوانات على العليقة الجيدة.