الخروف يأكل الزبالة.. ونحن نأكله.. إذن فنحن نأكل الزبالة وفقاً لقواعد المنطق البسيطة.. القمامة بما تحوي من حشرات وفيروسات وأوبئة وأمراض وطفيليات تتغذي عليها حظائر وقطعان الخراف التي يطلقها أصحابها في شوارع وميادين القاهرة خاصة بعد ذبح الخنازير في ظاهرة لا يمكن وصفها إلا بالجريمة الصحية والاجتماعية، ورغم أن أنسجة الخروف يمكن تنقيتها من أي فيروسات إذا حصل علي غذاء سليم لمدة 40 يوماً قبل ذبحه إلا أن الكثيرين يشترون الأضحية قبيل ذبحها بأيام قليلة وهو ما يجعل فرصة تخلص لحومها من السموم معدومة تقريباً. ورغم معاناة الأهالي بالأحياء المختلفة والمطرية وامبابة وبولاق الدكرور، والعباسية، والوايلي والزاوية الحمراء، من انتشار شوادر وحظائر الخراف والماعز التي تعرضهم للإصابة بالأمراض المعدية، إلا أن التجار وأصحاب محلات الجزارة يعتبرونها موسماً للاسترزاق. وأنها خدمة للمواطنين. يقول فايز عطية صاحب شادر للخراف بالمرج أحرص كل عام علي شراء 50 خروفاً من محافظات الصعيد، قبل عيد الأضحي بخمسة شهور ثم اعلفها وأبيعها في موسم العيد.. وهذا مصدر رزقي الوحيد كما يوجد بها تجارة رابحة، وأقوم بتغذيتها علي الأعلاف الطبيعية وليس علي مقالب الزبالة كما يدعي البعض ولكن هناك بعض التجار معدومي الضمير يقومون بتغذية الحيوانات بالتجوال بالشوارع وبجوار مقالب القمامة. وهذا يصيب الحيوانات بأمراض كثيرة، ويؤثر علي لحومها ويغير من طعمها ورائحتها، وهذا يصعب علي المواطن العادي اكتشافه أثناء شراء خراف الأضحية. ويقول الحاج خلف أحمد عبد الحكيم صاحب محل جزارة يوجد إقبال كبير هذا العام علي حجز خراف العيد، وهناك أسعار مختلفة حسب حجمها ويبلغ متوسط الأسعار 1400 جنيه. وأضاف: عيد الأضحي موسم استرزاق لجميع التجار بداية ببيع الخراف وثمن ذبحها حتي بيع جلودها التي يصل سعرها إلي 100 جنيه وبعض أصحاب الأضاحي يهديها لنا دون مقابل. ويري أن الذبح بالشوارع أمر طبيعي لأن الجميع يريد ذبح أضحية خلال العيد والمجازر لا تكفي لذبح هذا الكم الهائل من الخراف، كما أن لدينا الخبرة الكافية للتأكد من سلامة الحيوان قبل الذبح. وأوضح الدكتور جودة عزت المدير العام المجزر المنيب بأنه يتم الكشف الطبي علي المذبوحات داخل صالات الذبح المخصصة للحيوان قبل أن تمر علي مرحلة الأختام للتأكد من خلوها من الأمراض بداية بالكشف والفحص الظاهري عند دخولها للتأكد من خلوها من الدمامل والكسور، ثم الكشف الدقيق الذي يظهر الإصابة بالأمراض وأبسطها البروسيلا والحمي القلاعية. مؤكداً وجود رقابة صارمة داخل وخارج المجازر والأسواق. وأضاف أن المشكلة تكمن في تربية هذه الحيوانات وتغذيتها علي المخلفات ومقالب القمامة وهذا قد يصيب بأمراض عديدة. وتنقلها بدورها للإنسان الذي يصاب بالأمراض القاتلة عند تناولها. والأشد خطورة ذبحها بالشوارع وبعيداً عن الرقابة البيطرية ودون التأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض. وتشير الدراسات إلي أن لحوم الحيوانات التي تتغذي علي المخلفات الملوثة تحمل أمراضاً وفيروسات خطيرة قد تتسبب في الإصابة، بالأورام في مرحلة لاحقة إذا لم تتمكن الأمعاء من التعامل معها بصورة جيدة، كما أن هناك ما يقرب من 250 مرضاً مشتركاً بين الإنسان والحيوان والطيور عبارة عن أمراض فيروسية وفطرية وطفيلية وبكتيرية أخطرها السل والبروسيلا. وينصح جودة، عند شراء الحيوانات قبل عيد الأضحي بتغذيتها بمعرفة مشتريها لمدة لا تقل عن 40 يوماً حتي يتمكن من تنقية أنسجتها مما يعلق بها من ميكروبات أو فيروسات وتكوين أنسجة سليمة خالية من الأمراض. فيما أعلنت وزارة الزراعة عن بعض النصائح والإرشادات المهمة لاختيار وذبح الخراف. بداية من شراء الخراف قبل ذبحها بثلاثة أيام تبدو عليها علامات الصحة الخالي من عيوب العرج والعمي والجرب والعور والخلو من الدمامل حول الرقبة والذي يتميز بلمعان الصوف والعينين وسلامة القوائم مع عدم وجود أي افرازات من الأنف أو الفم أو وجود روث ملتصق باللية. وبعد اتمام عملية الشراء يتم ربط الخروف عند نقله من ثلاثة أرجل مع ترك إحدي الأرجل الأمامية حرة، وعدم الانزعاج عند امتناع الحيوان عن الأكل والشرب فهو أمر طبيعي حتي يتعود علي مكانه الجديد. بعد ذلك يتم تغذية الحيوان علي الذرة أو الشعير مع بعض المواد الخشنة كالتبن والقمح والفول ويتم تصويم الحيوان قبل الذبح ب16 ساعة ويتم الذبح بوضع السكين أسفل التقاء نهاية الفك السفلي مع الضغط بشدة لضمان قطع جميع الأوردة والشرايين. وأن يتم الذبح من خلال المجازر الرسمية حتي نتأكد من سلامة الذبيحة.