على غير المتوقع، تسبب إغلاق باب الترشح للانتخابات البرلمانية، أمس الأول، فى فتح أبواب جديدة للخلافات داخل بعض الأحزاب، إذ شهد اجتماع اللجنة العليا لحزب الوفد بعد ساعتين من إغلاق باب الترشح مناقشات ساخنة وعتاباً متبادلاً بين أعضاء الهيئة والمستبعدين من القوائم. وهدد أحد أعضاء الوفد برفع دعوى قضائية ضد الحزب بسبب ضم «فلول الوطنى» إلى قوائمه. وقررت الهيئة العليا تكليف الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، بالتدخل لحل الأزمة، كما قررت الهيئة فصل أى عضو يتقدم للترشح سواء مستقلاً أو على قائمة حزب آخر. وفى حزب التجمع، وجّه عدد من الأعضاء اتهامات مباشرة لقيادات الحزب بتقديم تنازلات واضحة لحزب «المصريين الأحرار» عند إعداد القوائم المشتركة للكتلة المصرية التى تضم بجانب الحزبين «المصرى الديمقراطى». وحمّل الأعضاء المسؤولية للدكتور سمير فياض، ممثل الحزب فى اجتماعات الكتلة. وفى حزب الجبهة، تقدم أمين القاهرة باستقالته اعتراضاً على الانسحاب من «الكتلة المصرية»، ما تسبب فى عجزه عن استكمال معظم قوائمه بالدوائر الانتخابية. ولم يخل حزب «البناء والتنمية»، التابع للجماعة الإسلامية، من الخلافات بسبب اعتراض بعض الأعضاء على خوض الانتخابات، إضافة لإصرار بعض القيادات على ترشيح أعضاء الجناح المسلح بالجماعة على قوائم الحزب رغم ما قد يصادفهم من مشكلات قانونية. وشهدت الأحزاب المنبثقة عن الطرق الصوفية خلافات حادة بسبب رفض رؤسائها خوض الانتخابات حتى لا تهتز صورتهم أمام مريديهم حال سقوطهم، فيما يرى آخرون أن خوضهم الانتخابات كان ضرورياً لإثبات قدرة الصوفيين على الاندماج فى الحياة السياسية. ونفى الدكتور سعد الكتاتنى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، اتهامات عدد من أحزاب التحالف الديمقراطى للحزب، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، بالاستحواذ على النسبة الأكبر من المرشحين فى قوائم التحالف. ورفض «الكتاتنى»، فى مؤتمر صحفى أمس، الإفصاح عن نسبة كل حزب فى التحالف. وقال: «القوائم متاحة على المواقع الإلكترونية، ويمكن من خلالها معرفة نسبة كل حزب». وكان حزب «السلام الاجتماعى» قد انسحب من التحالف، بسبب استحواذ حزب الإخوان على 85٪ من القوائم، رغم الاتفاق المسبق على عدم تجاوزه نسبة 35٪. واعتبر الدكتور حفظى زايد، رئيس حزب «السلام الاجتماعى»، أن ما فعله حزب الحرية والعدالة يمثل إعادة إنتاج للحزب الوطنى المنحل وممارساته التى أضرت بالحياة السياسية. من جانب آخر، قدم مرتضى منصور أوراق ترشحه لخوض الانتخابات على المقعد الفردى فئات فى ميت غمر بالدقهلية فى اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشح، رغم تقديم أوراقه كمرشح على المقعد نفسه فى دائرة الدقى التى سبقه إليها نجله أحمد. وقال «مرتضى» إنه قرر التنازل عن الترشح فى الدقى لصالح نجله.