تقرير- أسامة عبد الرحيم شاهد الملايين في مشارق الأرض ومغاربها اللحظات الأولي من بدء محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، لم يكن مبارك يتخيل أن يوضع في قفص اتهام مع نجليه ووزير داخليته، لم يكن ذلك حفل تكريم تعود عليه ، ولم يقف أحد في القاعة للتصفيق له وترديد هتاف "بالروح بالدم نفديك يا مبارك"، بل كان الأمر بالنسبة للمصريين حلماً وبالنسبة إليه كابوساً يتمنى أن يستقيظ منه، سمع الرجل الممد على سريره الطبي مريضا أو متمارضاً إسمه ينادي عليه بتهمة التآمر لقتل متظاهرين شاركوا في الإطاحة به في 11 فبراير بعد 30 عامًا في الحكم. لأول مرة منذ 30 عاما ينادي عليه مجردا بدون ألقاب ، ولأول مرة يطيع النداء ويرد ب"موجود يا فندم"، شخص مبارك ببصره في سقف القفص الحديدي ونجليه بجواره، ربما شرد ذهنه في هذه السنوات الثلاثين وما قبلها وكأنها 30 دقيقة وليست 30 عاما. وفيما يلي تسلسل لأهم الأحداث في حياة مبارك: ولد فى 4 مايو 1928 وانهى مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. التحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950. وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي . تدرج في الوظائف العسكرية فور تخرجه، حيث عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959. تم أسره رفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمال التي نشبت بين المغرب والجزائر. في يوم 5 يونيه 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية. عُين مديرا للكلية الجوية في نوفمبر 1967م، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية. وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة الفريق في فبراير 1974. وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 1981م). عندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو 1978م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر. وفي 14 أكتوبر 1981م تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م. وفي 26 يناير 1982م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي . فبراير 1986 - تمرد الأمن المركزي وأغلبهم مجندون احتجاجًا على ظروف عملهم وقاموا بأعمال شغب في الشوارع، وقتل أكثر من 100 شخص وأحرق عدد من المباني والفنادق وأخمد الجيش التمرد. 26 يونيه 1995 - هاجم مسلحون ركب مبارك في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا عقب وصوله لحضور قمة إفريقية، ولم يصب بأذى وعاد إلى بلاده. 17 نوفمبر 1997 - قتلت الجماعة الإسلامية 58 سائحًا أجنبيًا وأربعة مصريين في معبد أثري قرب الأقصر، وكان الحادث هو الأكثر دموية في تمرد للإسلاميين في التسعينيات استهدف إقامة دولة تطبق الشريعة الإسلامية، وفي النهاية سحقت قوات الأمن التمرد. يونيو 2004 - أجريت لمبارك في ألمانيا جراحة ناجحة في ظهره وتسلم سلطاته مرة أخرى من رئيس مجلس الوزراء بعد أن كان سلمها له خلال فترة إجراء العملية. مارس 2005 - مظاهرات للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) تجتذب مئات المصريين رفضا لفترة رئاسة خامسة لمبارك أو توريث الحكم لابنه جمال. 11 مايو 2005 - مجلس الشعب يقر تعديلًا دستوريًا يسمح بانتخابات رئاسة تنافسية وينفي قول معارضين إن التعديل انطوى على قواعد صارمة يمكن أن تمنع منافسة حقيقية. 27 سبتمبر 2005 - مبارك يؤدي اليمن القانونية لفترة رئاسة خامسة بعد فوزه في أول انتخابات تنافسية في السابع من سبتمبر، وقالت منظمات تراقب حقوق الإنسان إن الانتخابات شابتها مخالفات. وجاء المرشح أيمن نور في المركز الثاني بفارق كبير في الأصوات ثم سجن لاحقا لإدانته بتزوير أوراق تأسيس حزب الغد الذي كان يتزعمه، وقال نور إن القضية لفقت له لأسباب سياسية. 8 ديسمبر 2005 - فازت جماعة الإخوان المسلمين بنحو 20 في المئة من المقاعد في مجلس الشعب محققة أكبر مكسب انتخابي في تاريخها، وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الانتخابات شابتها مخالفات كثيرة استهدفت ضمان استمرار الأغلبية الكبيرة للحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد وهيمنته على المجلس. أبريل 2008 - اندلعت احتجاجات في عدة مدن على ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور وأزمة الخبز المدعم. 27 مارس 2010 - مبارك يسترد سلطاته التي سلمها لرئيس مجلس الوزراء لمدة ثلاثة أسابيع قضاها في نقاهة بعد عملية جراحية لإزالة الحويصلة المرارية في ألمانيا. 29 نوفمبر 2010 - إبعاد المعارضة بشكل كامل تقريبًا من مجلس الشعب في الانتخابات التي كانت ستسبق انتخابات الرئاسة المقرر لها العام الحالي، وكانت جماعة الإخوان المسلمين وأكثر من حزب قاطعوا الجولة الثانية من الانتخابات بعد تزوير واسع قالوا إنه شاب المرحلة الأولى. 25 يناير 2011 - اندلاع احتجاجات على الفقر والقمع في شتى أنحاء البلاد. 28 يناير - مبارك يأمر بنشر قوات الجيش في المدن لقمع المظاهرات. 31 يناير - حكومة جديدة تؤدي اليمين القانونية، ونائب رئيس الجمهورية الجديد عمر سليمان يقول إن مبارك كلفه بإجراء حوار مع جميع القوى السياسية. 6 فبراير - جماعات المعارضة ومن بينها الإخوان المسلمون تعقد محادثات مع الحكومة رأسها نائب الرئيس. 10 فبراير - مبارك يقول إن الحوار الوطني يأخذ مجراه وينقل سلطاته إلى نائب الرئيس لكن يرفض ترك الحكم على الفور، والغضب يجتاح المحتجين في ميدان التحرير. 11 فبراير - أعلن عمر سليمان نائب الرئيس على شاشة التليفزيون ان مبارك تخلى عن منصبه وفوض سلطاته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. 12 أبريل - نقل مبارك إلى المستشفى بعد بدء التحقيق معه، وفي اليوم التالي صدر قرار النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيق بتهم استغلال النفوذ والاختلاس وقتل المتظاهرين. 24 مايو - إحالة مبارك للمحاكمة لدوره في قتل المتظاهرين وجرائم أخرى، وهو عرضة إذا أدين للحكم عليه بالإعدام. 3 أغسطس - دخل مبارك على سرير طبي إلى قفص الاتهام ليواجه المحاكمة وأنكر التهم الموجهة إليه، كما نفى ابناه علاء وجمال الاتهامات. ويحاكم معهم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من مساعديه الى جانب رجل الأعمال حسين سالم المقرب من مبارك الذي فر من مصر.