\r\n لا يوجد هناك ما هو غير قانوني في دفع التبرعات الخيرية لمؤسسات مساندة للاستيطان ما دامت تلك التبرعات مسجلة في ملفات دائرة العائدات الداخلية. ولا تختلف تلك التبرعات, من الوجهة القانونية, عن مثيلاتها من الهبات المعفاة من الضرائب التي تقدم لالاف المنظمات الاجنبية حول العالم من خلال جماعات غالبا ما تصف نفسها ب ̄ »اصدقاء« الجهة الفلانية, لكن منتقدي المستوطنات الاسرائ ̄يلية يتساءلون عن السبب الذي يجعل دافع الضريبة الامريكي يساند بشكل غير مباشر, ومن خلال الاعفاءات الضريبية على تلك التبرعات, في عملية تدينها حكومته. \r\n \r\n تكشف سجلات دائرة العائدات الداخلية عن وجود 28 جماعة خيرية امريكية قدمت للفترة ما بين 2004 و2007 اموالا بلغت 33.4 مليون دولار من التبرعات المعفاة من الضرائب للمستوطنات الاسرائ ̄يلية والمنظمات ذات العلاقة بها. \r\n \r\n اوري نير, المتحدث بلسان منظمة \"امريكيون من اجل السلام الان\", وهي منظمة تعارض اقامة المستوطنات, قال »ان هذه القضية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه, ولا اعرف عدد الاشخاص في الشارع الامريكي والحكومة الامريكية الذين يدركون حجم المساهمة الامريكية الخصوصية في بناء المستوطنات, ان كل دولار يذهب الى المستوطنات يزيد من صعوبة التوصل الى السلام في الشرق الاوسط«. \r\n \r\n منظمة ار دافيد او »مدينة داوود« هي واحدة من المنظمات الاسرائ ̄يلية التي تقود مسيرة الاستيطان في القدسالشرقية. لهذه المنظمة, كما لغيرها من الجماعات المساندة للاستيطان, جهود حثيثة لجمع التبرعات داخل الولاياتالمتحدة. وتبعا لما جاء في السجل رقم 990 من سجلات دائرة العائدات الداخلية فان »اصدقاء ار دافيد« جمعوا مبلغ 8.7 مليون دولار عام ,2004 و1.2 مليون دولار عام ,2005 و2.7 مليون دولار عام 2006 . \r\n \r\n وقد حصلت المنظمة على الاعفاء الضريبي لانها تسعى, حسب ما جاء في سجلات دائرة العائدات الداخلية, الى »تأسيس صندوق خيري لتقديم العون المالي وغيره من المساعدات لمصلحة الشعب اليهودي في المدينة القديمة بالقدس, ولتعليم مادتي التاريخ والاثار الخاصتين بمدينة القدس التوراتية, ولتقديم العون والمساعدة في مجالات التعليم والاسكان واعادة ترميم العقارات المتهالكة«. \r\n \r\n في مقابلة صحافية اجريت هذا الاسبوع مع مسؤول اردني رفيع, قال المسؤول ان الجماعات المساندة للاستيطان في اسرائ ̄يل مثل منظمة ار دافيد تسعى الى تغيير المعالم الديمغرافية للقدس الشرقية على نحو يجعل من المستحيل تحويل القدس الى عاصمة مشتركة لدولتي اسرائ ̄يل وفلسطين حسب ما يقتضيه حل الدولتين. \r\n \r\n والخليل هي المنطقة الاخرى التي تتلقى المشاريع الاستيطانية فيها الهبات الكبيرة المعفاة من الضرائب من امريكا, وتبعا لسجلات دائرة العائدات الداخلية فان »صندوق الخليل« قد قدم مبلغ 860 الف دولار عام ,2005 و967 الف دولار عام 2006 »للتطوير الاجتماعي والتربوي« الذي يقول موقع المنظمة على الانترنت انه ذهب الى المستوطنين الاسرائ ̄يليين داخل المدينة, وقد استلمت مستوطنة »كريات اربع« في الخليل مبلغ 730 الف دولار عام 2006 من جماعة تسمي نفسها »اصدقاء مدرسة يشيفا الثانوية في كريات اربع«. \r\n \r\n غالبا ما تحدد الهبات الامريكية الجهة التي تحول اليها بانها مؤسسات خيرية في اسرائ ̄يل, حتى عندما تكون الجهة المتلقية في الضفة الغربية التي تعتبرها الولاياتالمتحدة ارضا محتلة, فجماعة »اصدقاء كلية يهودا والسامرة الامريكيون«, على سبيل المثال, ذكرت ان تبرعاتها مقدمة »لتأمين احتياجات المؤسسات التربوية في اسرائ ̄يل«, رغم ان الكلية المذكورة تقع في مستوطنة ارييل في الضفة الغربية. \r\n \r\n كما تضم سجلات الدائرة المذكورة ملفات لمنح تقدمها جماعات امريكية الى »ايلون موريح, في اسرائ ̄يل«, و»كارني شومرون, في اسرائ ̄يل«, »عفرات, في اسرائ ̄يل«, و»بات عين, في اسرائ ̄يل« رغم ان هذه المستوطنات جميعا تقع في الضفة الغربية. \r\n \r\n جاء في تقرير وضعته دائرة الابحاث في الكونغرس عام 2005 ان »الولاياتالمتحدة تقضي بان اموال المساعدات الامريكية لا يمكن استخدامها في الاراضي المحتلة«, وبلغت القضية ذروتها عام 1992 ابان نزاع حول استخدام ضمانات القروض الامريكية. في 25 كانون الثاني ,1992 نشرت صحيفة نيويورك تايمز ان وزير الخارجية الامريكي حينذاك جيمس بيكر حذر السفير الاسرائ ̄يلي في واشنطن من ان »الادارة لن تتساهل مع المواقف الاسرائ ̄يلية التي تتعارض مع مبادئها وسياساتها المعلنة«. \r\n \r\n من المنتظر ان تتصاعد حدة الاحتكاك الامريكي - الاسرائ ̄يلي حول قضية المستوطنات بعد تشكيل الحكومة الاسرائ ̄يلية المحافظة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو, ويكفي ان افيغدور ليبرمان, الذي اختاره نتنياهو وزيرا للخارجية, يعيش في مستوطنة نوكديم في الضفة الغربية على مشارف مدينة بيت لحم. \r\n \r\n