خاصة أن هذا العرض جاء عقب تفعيل صلات موسكو مع أرمينيا بهدف تسوية أزمة قره باخ، وفى ظل تزايد التعاون الأميركي الأذربيجاني في المجال العسكري وفى قطاع الطاقة، وتأكيدات الأوساط السياسية على استعداد الولاياتالمتحدة للمشاركة في بناء سفن حربية، وتوريد معدات وتقنيات إلى أذربيجان، مما يعني، بعبارة أخرى، أن خطة «حراسة بحر قزوين» لم تفقد حيويتها.. \r\n \r\n \r\n وعلى مدار السنوات الماضية يمكن رصد توجهات الاستراتيجية الأميركية في مناطق القوقاز الساعية إلى تقليص نفوذ روسيا في حوض بحر قزوين. وقد كشفت خطط إنشاء «حراسة لبحر قزوين» والتي تتضمن تأسيس منظومة لمراقبة المجال الجوي للبحر وقوات انتشار سريع عن جهود واشنطن للتواجد في هذا الإقليم من أجل السيطرة على ثرواته النفطية. \r\n \r\n \r\n وقد حاولت روسيا استقطاب حكومة باكو إلى سياسة عدم السماح لأطراف أجنبية بالتواجد في منطقة بحر قزوين، ودعت إلى تكوين مجموعة عسكرية تضم وحدات من القوات البحرية للدول المطلة على بحر قزوين لتقع على عاتقها محاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات ويطلق عليها اسم «كاسفور»، إلا أن الجانب الأذربيجاني تجاهل هذا المقترح. في نفس الوقت الذي أكدت مصادر أن أذربيجان قد وافقت على برنامج «حراسة بحر قزوين»الذي يمتد لعقد كامل. \r\n \r\n \r\n وتولي الولاياتالمتحدة الأميركية في إطار البرنامج المذكور أهمية خاصة لأذربيجان معتبرة إياها منطقة ملائمة لنشر قوات المارينز، لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، وخاصة تجاه إيران. كما يتضمن البرنامج الأميركي تشكيل وحدات خاصة لتنفيذ نفس المهام التي كانت ستنفذها قوات التحالف لبحر قزوين التي اقترحتها روسيا. \r\n \r\n \r\n وخاصة «الرد في الوقت المناسب على هجمات الإرهابيين على أنابيب نقل النفط، ومواجهة جميع الحالات الطارئة في البلدان المطلة على بحر قزوين». ويشمل البرنامج الأميركي أيضا إنشاء مقر للقيادة مجهز بمحطات رادار حديثة جدا في العاصمة الأذربيجانية باكو ليقوم بتغطية كل منطقة قزوين. \r\n \r\n \r\n ومنذ أيام أعلنت آن ديرسي سفيرة الولاياتالمتحدة لدى أذربيجان، أن ممثلي الولاياتالمتحدة وأذربيجان سيبحثون إمكانية انضمام أذربيجان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماع تشاوري أميركي أذربيجاني في يوليو. وافاد ممثل أذربيجان لدى الناتو (كامل حاسييف) بمعرض التعليق على تصريح السفيرة الأميركية بأن أذربيجان لا تسارع إلى تقرير مسألة الانضمام إلى الناتو ولكنه أكد أن «تعاوننا» يشهد تطورا. \r\n \r\n \r\n وتأتي زيارة الرئيس دميتري ميدفيديف القادمة إلى باكو، في هذه الظروف المعقدة التي يشهدها الصراع على النفوذ في أذربيجان بين روسيا والغرب. وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي سعت موسكو لاستقطاب أذربيجان عبر تعميق التعاون المشترك والجماعي مع دول الفراغ السوفييتي السابق من خلال رابطة الدول المستقلة لقطع الطريق أمام شركات النفط الغربية. \r\n \r\n \r\n ثم نشب صراع ضد إنشاء الأنبوب باكو جيهان، الذي يربط حقول بحر قزوين بهذا الميناء التركي على البحر المتوسط. وفشلت روسيا في تحقيق أهدافها، كما فقدت قضية قره باخ ومساعدة أرمينيا عسكريا أهميتها كورقة ضغط على أذربيجان، إذ تجري تسوية قضية الأراضي المختلف عليها في إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. إلا أنه بقدر ما يتنامى التواجد الأميركي في المنطقة، تكثر الدعوات داخل أذربيجان للتقارب مع روسيا. \r\n \r\n \r\n واستمر التعاون مع الرئيس الأذربيجاني الجديد إلهام علييف الذي دعمته روسيا بصفة الوريث. وكان لهذا أسبابه، إذ كانت السلطة، القوة السياسية الوحيدة في أذربيجان التي تود تعزيز العلاقات مع روسيا. فقد طرحت المعارضة التي تعتبر موالية للغرب مرارا مسألة جدوى بقاء أذربيجان في رابطة الدول المستقلة. \r\n \r\n \r\n وهو ما يجعل مهمة ميدفيديف في التفاهم مع القيادة الأذربيجانية أسهل من مهمة التفاهم مع القيادة الأوكرانية، التي لا ترى مصلحة لها في التعاون مع روسيا. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n \r\n