كما ان اذربيجان الجمهورية السوفيتية السابقة الغنية بالنفط في بحر قزوين والتي تستضيف كبرى شركات النفط الأميركية, والتي تعد من خطوط الأنابيب الإستراتيجية, اضافة الى كونها محطة تزويد الوقود للطائرات الأميركية , مازالت تترنح بين دعم الحكم المطلق وتبني اصلاحات ديمقراطية. \r\n ونظراً لموقعها بين روسيا وايران وتركيا واسيا الوسطى, فإن اذربيجان تشبه الى حد ما اوكرانيا منذ عام, حيث انها قد مرت بحالة مشابهة من الترنح, انتهت هذه الحالة بانتخابات احتيالية, تبعتها ثورة ديمقراطية ومثل الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما, فإن الرئيس الأذربيجاني الهام عالييف, الذي تم انتخابه وسط انتخابات صاخبة منذ عامين, توعد بإجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في نوفمبر القادم وكما فعلت العام الماضي, تحاول ادارة الرئيس بوش دفع الرئيس الأذربيجاني ليحافظ على كلمته, وتحاول بشدة الا توقعه في يد دولة مثل روسيا او الصين او ان تثنيه عن التعاون مع البنتاغون, وشركات النفط الأميركية. \r\n والمعارضة السياسية الأذربيجانية المتطورة والمجتمع المدني في الوقت ذاته, يحاولان تتبع خطى الديمقراطية في اوكرانيا وجورجيا المجاورة كما انها قد شكلت تحالفاً , واختارت لون الاحتجاج وهو اللون البرتقالي واتحدت حول طلب واحد وهو تحرير الانتخابات ونزاهتها واذا لم يحدث ذلك فسوف تطالب المعارضة الجماهير بالخروج الى الشوارع وبالفعل انضم الآلاف وخرجوا في مظاهرتين مناهضتين للحكومة, في العاصمة, باكو, الشهر الماضي. \r\n وقال عيسى جامبار, احد زعماء المعارضة الذي تحدث معي عبر الهاتف الأسبوع الماضي: لقد تعلمنا العديد من الدروس الهامة من اصدقائنا الجورجيين كما اننا ندرس عن كثب طريقتهم للوصول الى السلطة بسلام, ونحاول السير على خطاهم. \r\n والمعارضة الأذربيجانية ليست متحدة او لها ثقل مثل المعارضة الأوكرانية او الجورجية ولكن المعارضين متحدون ومنظمون بشكل افضل مما هم عليه في الدول الإسلامية واضاف جامبار الذي عمل من قبل كرئيس انتقالي: ان المعارضة تشجع رأسمالية السوق الحرة, وانضمام اذربيجان الى حلف الناتو, والاتحاد الأوروبي. \r\n وعالييف هو ابن عضو المكتب السياسي الروسي السابق الذي حكم اذربيجان لعقد من الزمان, قبل تثبيته في منصبه والانتخابات التي تم التلاعب فيها منحته تفويضاً عاماً تبعه باعتقالات جماعية وضرب مبرح للمتظاهرين ومازال الرئيس العلماني الذي تلقى تعليمه في الغرب يخدع زواره الأوروبيين والأميركيين حيث يحتسي معهم النبيذ ويتحدث الإنجليزية بطلاقة, ويخبرهم انه ملتزم تماماً بتحول بلاده الى الديمقراطية لتكون حليفاً ديمقراطياً للغرب. \r\n ونظراً لما يمنحه لأميركا من النفط والغاز فإن المشرعين في ادارة بوش مجبرون على تصديقه ولكن هل عليهم ان يفعلوا ذلك؟ اما المتشككون والذين من بينهم بعض من الذين كانوا يستمعون الي عالييف الشاب لعدة سنوات, دون ملاحظة اي تغييرات تذكر في بلاده, يقولون ان الإدارة تخاطر بتشجيع حكومة تقوم بتنفيذ اصلاحات اقتصادية وامنية ولكنها تتفوه بكلمات جوفاء حينما تتطرق الى الديمقراطية وفي الوقت ذاته تمارس على ارض الواقع ابشع انواع الديكتاتوريات ومع بدء تدفق عوائد النفط الهائلة الى باكو, فإن قبول الولاياتالمتحدة إجراء انتخابات اخرى غير نزيهة هذا العام, قد يقوي شوكة عالييف ويبقيه في الحكم مدى الحياة. \r\n ويقول مسؤولو الإدارة انهم يتفهمون خطورة الموقف ولهذا وضعوا على رأس جدول اعمالهم اجراء انتخابات اذربيجانية نزيهة وخلال حديث احد المسؤولين الأذربيجانيين معي قال : اننا نستخدم كل ما لدينا من نفوذ وهذا يتضمن تأجيل, وليكن في الوقت الحالي, غنيمة سياسية يريدها عالييف كثيراً وهي القيام بزيارة قبيل الانتخابات الى واشنطن من اجل عقد اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس بوش. \r\n في احسن الفروض, يمكن ان تحقق اذربيجان انجازاً كبيراً لإدارة الرئيس بوش : وهو اجراء انتخابات حرة ونزيهة قد تنتهي بتقوية موقف حليفها عالييف وأسوأ الافتراضات سوف يتعين على بوش ان يختار في نوفمبر الحالي بين ديكتاتور النفط الثري وبين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين رحبوا بخطابه من كل قلوبهم. \r\n \r\n جاكسون دايهل \r\n نائب رئيس تحرير صفحة الرأي \r\n خدمة واشنطن بوست - خاص بالوطن