\r\n أكدا لويس نونيث القيادي البارز بحركة الاستقلال الذاتي فى إقليم سانتا كروث الغنى بالثروات الطبيعية، أن استفتاء 4 مايو على الحكم الذاتي لا يعنى الانفصال عن بوليفيا، وإنما إنهاء نظام الحكم المركزي، فيما اعتبرته حكومة الرئيس ايفو موراليس محاولة انفصالية وغير دستورية. \r\n \r\n اتسم استفتاء الحكم الذاتي بهذا الإقليم الواقع شرقي بوليفيا بالتوتر الحاد، فقد زحفت عليه مجموعات من أهالي الريف الموالين للحزب \"الحركة من أجل الاشتراكية\" الحاكم، بنية منع الاقتراع، وانضمت إليهم جماعات معارضة من الفئات المفقرة بضواحي عاصمة الإقليم. \r\n \r\n لكن مؤسسات استطلاع الرأي أكدت عشية الاستفتاء أن نتيجته محسومة مقدما، وأن 78 فى المائة من ناخبي الإقليم البالغ عددهم 935،527، سوف يوافقون عليه، فيما قررت المحكمة الانتخابية الوطنية والحكومة المركزية تجاهل هذا الاقتراع. \r\n \r\n ويذكر أنه قبل موعد الاستفتاء بيومين فشلت جهود مجلس سفراء منظمة الدول الأمريكية فى واشنطن، لإجراء حوار بين الرئيس موراليس ومحافظ الإقليم روبين كوستاس. \r\n \r\n أجرت \"أي بى اس\" عشية الاستفتاء مقابلة مع لويس نونيث، مالك الأراضي ونائب رئيس \"اللجنة المدنية من أجل سانتا كروث\"، وهو التنظيم المدعوم من قطاع الأعمال الصناعي الزراعي فى الإقليم الذي يقف وراء حركة الحكم الذاتي. وفيما يلي أبرز ما وراد فى المقابلة. \r\n \r\n سؤال: ما هو مصير بوليفيا بعد استفتاء الحكم الذاتي؟. \r\n \r\n جواب: سوف تكون بوليفيا قد قطعت شوطا كبيرا على طريق الديمقراطية. فتعنى الحكومات الذاتية إدارة أفضل للموارد وإتاحة الفرص للجميع وتمتنين الوحدة الحقيقة للبوليفيين. لا يجب أن يعود نظام الحكم المركزي مرة أخرى. \r\n \r\n سؤال: لكن الحكومة تعتبر أن حركة الحكم الذاتي واستفتاء سانتا كروث ذوى طابعا انقساميا، فما هو توجه المسار الذين تقودوه الآن؟. \r\n \r\n جواب: لن ننفصل عن بوليفيا... \r\n \r\n سؤال: هل تعتقد أن بقية البلاد ترغب فى السير على هذه المسار؟. \r\n \r\n جواب: لقد بدأ جمع توقيعات التأييد فى إقليم تشوكيساكا لعقد استفتاء، كما تواصل الحملة فى كوتشابمبا، وثمة مؤشرات مشجعة من أقاليم أورورو، بوتوسى، وحتى لا باث ذاتها. الاستفتاء (فى سانتا كروث) هو بداية تغيير سيفيد كل الجمهورية البوليفية. \r\n \r\n سؤال: لقد بذلت جهودا دولية سعيا وراء الحوار بين رئيس الجمهورية ومحافظ سانتا كروث، فما هو الموقف بعد نتيجة الاستفتاء المرتقبة؟. \r\n \r\n جواب: علينا أن نبدأ فى 5 مايو حوارا كبيرا مع الحكومة الوطنية. لن نذهب أبدا سعيا وراء الحصول (على الحكم الذاتي) بالقوة. علينا أن نطرح مسائلا كثيرة لوقف استمرار نظام الحكم المركزي لأن كل ما نحققه (بهذا النظام) هو المزيد من الفقر والفساد. لقد بدأ مسار الحكم الذاتي بالفعل بانتخاب المحافظين (فى 2 يوليو 2006). وأحس الأهالي بالتغيير فثمة المزيد من الأشغال والصحة التعليم. الحكم الذاتي معناه أشغال وعمالة وتضامن. \r\n \r\n سؤال: ما هي أهم نقاط الحوار؟. \r\n \r\n جواب: فى هذا الحوار بعد الاستفتاء سوف نسعى لضمان حسن توزيع الموارد (الضرائب). فتعتبر طريقة التوزيع لغزا غامضا: فهي تحتسب على أساس بيانات إحصاء السكان لعام 2000. نظام الحكم المركزي ينصب على الأقاليم ويحتال عليها لأن التوزيع السليم لا يهمه (ليس فى صالحه). \r\n \r\n نريد إدارة هذه الموارد بأنفسنا، لا عن طريق موظفين يختارون حسب توجهاتهم السياسية، وإنما وفقا لقدراتهم على القيام بهذه المهمة. \r\n \r\n حاليا يتم اختيار موظفا ما للسرقة، للإجرام، للإضرار بسمعة من يعينونهم. هنا (فى سانتا كروث) عينوا موظفا مسئولا عن الهجرة، فكان يبيع جوازات سفر (بصورة غير قانونية) علنا. \r\n \r\n سؤال: انطلق مشروعكم للحكم الذاتي من منظور اقليمى، فهل تعتزم قيادة حركتكم تعميم رؤيتكم على بقية أنحاء البلاد؟. \r\n \r\n جواب: هذه الرؤية وطنية. فتسير تشوكيساكا وكوتشابمبا وحتى لا باث (مقر الحكومة ) فى هذا الاتجاه. أكثر من 40 من أهالي لا باث يريدون الحكم الذاتي. فعلى الرغم من تقاربها مع الحكومة المركزية، أهملت تطلعاتها للتنمية. \r\n \r\n (مسار) الحكم الذاتي الاقليمى والبلدي ينتشر فى كافة أجاء جمهورية بوليفيا... ليته يخدم فى عدم عودتنا لنكون بلدا يعانى من الفساد الكبير. \r\n \r\n سؤال: لكن هذا المسار يشمل عنصرا من العنف. فتواجه \"اللجنة المدنية من أجل سانتا كروث\" معارضة شعبية هائلة وحادة. \r\n \r\n جواب: كما ترون لم نر هنا أي جرحى. سنرد على الاستفزاز برسالة سلام وتسامح، لن نساير العنف. وإذا وقعت (أعمال عنف) لن تكون بسببنا، وإنما لأن الحكومة (المركزية) شجعت على العنف، كما فعلت فى تشوكيساكا (أثناء جلسات المجلس الدستوري فى نوفمبر 2007). \r\n \r\n سؤال: هل تتفق مع محافظ سانتا كروث روبين كوستاس فى قوله أن هذا المسار سوف يؤدى إلى مولد جمهورية ثانية؟. \r\n \r\n جواب: لا أريد أن أسميه بهذا الاسم لأنه يفسح المجال لمفاهيم سيئة. سؤال: جمهورية ثانية تضم فى منظور \"اللجنة المدنية من أجل سانتا كروث\" الأقاليم الستة؟. \r\n \r\n جواب: الحكم الذاتي يحفز ويؤكد وحدة الشعب. لكن ذلك واضحا: لا نريد الانفصال أبدا. نحن بصدد مولد بوليفيا جديدة لا مركزية. \r\n \r\n هذا ولقد أجرت \"آي بى اس\" أيضا مقابلة مع النائب البرلماني اليساري السابق والأستاذ الجامعي بسانتا كروث، خيرخيس خوستينيانو، فأكد أن الأزمة بين هذا الإقليم وبين الحكومة المركزية إنما تبلور \"نزاع البرجوازية من أجل النفوذ الاقتصادي\". وفيما يلي أهم ما ورد فى المقابلة. \r\n \r\n سؤال: هل تكتسب عملية الحكم الذاتي التى تدعهما سلطات إقليم سانتا كروث و\"اللجنة المدنية من أجل سانتا كروث\" بعدا وطنيا حقيقة؟. \r\n \r\n جواب: أعتقد أن ثمة لبسا فى الأمر. مسألة الحكم الذاتي ليست من اختراع إقليم سانتا كروث، فالجميع يتفقون على آلية حديثة لألا مركزية السياسية والإدارية. \r\n \r\n أما استفتاء الحكم الذاتي فى سانتا كروث فهو مسعى للاستعانة بأصحاب السيادة (المواطنين) للموافقة على قانون لا دخل له ولا علاقة بالحكم الذاتي فى أقاليم أخرى. سؤال: كيف تعرف حركة الحكم الذاتي فى سانتا كروث إذن؟. \r\n \r\n جواب: على أنها نزاع طبقة ناشئة... نزاع البرجوازية الناشئة من أجل النفوذ الاقتصادي. \r\n \r\n سؤال: على أي محمل يمكن تفسير إعلان \"جمهورية ثانية\" الذي أطلقه محافظ سانتا كروث روبين كوستاس؟. \r\n \r\n جواب\" جمهورية بوليفية ثانية بنظام الحكم الذاتي قد تكون تقدما. لكن الرئيس ايفو موارليس تحدث بدوره عن جمهورية بوليفية ثانية أيضا... فهل يتفق موراليس وكوستاس (فى نفس المفهوم)؟.(آي بي إس / 2008)