\r\n وقد فشل الرئيس الباكستاني برويز مشرف في طرد المسلحين من تلك المناطق بالقوة كما أنه وضع حدا للهجمات الأميركية وجعلها قاصرة على الطائرات بريداتور بدون طيار والتي يتم التحكم فيها عن بعد. والآن توصل القادة المدنيون الجدد في باكستان الى صيغة جديدة تقلل من أهمية توجيه ضربات عسكرية فيما تضع تركيزها على التفاوض مع المسلحين. الا أن المسؤولين في الإدارة يخشون أن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية. \r\n بيد أن استراتيجية باكستان على ما يبدو تشبه إلى حد بعيد تلك الصيغة التي ساعدت في التخلص من القاعدة في محافظة الأنبار العراقية وهي : مساعدة زعماء القبائل على مساعدة أنفسهم. \r\n ولنطلق عليه نموذج الأنبار: وأعني به مساعدة شيوخ القبائل الذين يريدون طرد الدخلاء من مثيري العنف وذلك بتقديم حوافز سياسية واقتصادية لهم إلى جانب المساعدات العسكرية. \r\n وبطبيعة الحال فالمسؤولون الباكستانيون لن يوافقوا على الإطلاق على مقارنة مشكلة المناطق الحدودية بمشكلة الأنبار وبالفعل هناك عدد لا يحصى من أوجه الاختلافات بين المنطقتين. \r\n فعقب الغزو الأميركي لأفغانستان لجأ الكثير من قادة طالبان والقاعدة الى المناطق القبلية في باكستان كما هاجر مسلحون باكستانيون الى هناك أيضا. وفي تلك المنطقة التي أهملت للأسف الشديد والتي تفتقد أيضا الى وجود فرص للعمل فيما تخضع لحكم غير رسمي تابع لاسلام اباد قد يكون السعي لكسب أفراد القبائل للانضمام الى المسلحين أمرا ممكنا. ففي ظل غياب القانون والنظام من السهل على المسلحين بث الرهبة والخوف في نفوس زعماء القبائل. \r\n وعلى الجانب الآخر فالهجمات التي يشنها الجيش الباكستاني والذي يضم في صفوفه قوات غالبيتها من أصول البنجاب قد أدت الى إثارة عداء اكبر لدى قبائل البشتون في المناطق الحدودية. كما أن ضربات الصواريخ الأميركية قد تسببت في إلحاق الاضرار بالمدنيين. \r\n واعتبر كثير من الباكستانيين ان الهجمات العسكرية الموجهة ضد المناطق الحدودية هي حرب بالوكالة عن الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من ان المسلحين ينفذون عمليات تفجير ضد مدنيين باكستانيين وكانوا وراء قتل رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو إلا ان التصدي لهؤلاء المتشددين الإسلاميين اعتبر أنه \" حرب أميركا\" \r\n وتلك هي النظرة العامة التي تسعى الحكومة الباكستانية الجديدة الى تغييرها. وقد أخبرني حسين حقاني الذي سيتولى منصب السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة انهم عليهم ان يعملوا على كسب الناس في صالحهم وانهم لا يريدون ان يعتقد الباكستانيون أنهم غير عادلين في التعامل مع شعبهم. \r\n إلا ان الجزء الخطر من هذه الاستراتيجية هو اجراء مفاوضات مع القبائل المسلحة على طول منطقة الحدود الأفغانية. ويشمل ذلك القبائل التي يقودها شخص متهم بترتيب تفجيرات انتحارية ومقتل بوتو وهو بيت الله مهسود. \r\n ويصر حقاني على أن الاتفاق لن يكون مع مهسود ولكن مع الأشخاص الآخرين من حوله. ويشير الى ان الاتفاق يلزم افراد القبائل بإلقاء أسلحتهم والتعهد بعدم إيواء المسلحين أو ترك منطقتهم كي تستخدم كقاعدة لشن هجمات ضد دول أخرى مثل أفغانستان او الدول الغربية. \r\n وبعد فترة اختبار فالقبائل التي لن تسلم الإرهابيين ستواجه عملا عسكريا. وكما يقول حقاني : الأمر ليس إما / أو فنحن نستطيع ان نتكلم بهدوء كما أننا نستطيع أن نحمل عصا كبيرة. \r\n والعامل الرئيسي لهذه الاستراتيجية سيكون جهود الحكومة الباكستانية لمساعدة القبائل التي سئمت من الضغوط التي تمارس ضدها من المسلحين المتشددين كما فعل القادة العسكريون الأميركيون بمساعدة زعماء القبائل في الأنبار. \r\n وهناك جزء بالغ الأهمية من الخطة وهو توجيه كميات كبيرة من المساعدات لتنمية المناطق الحدودية وتعزيز العلاقات السياسية مع منطقة القبائل. \r\n وستمثل المعونة الأميركية أهمية كبيرة. فبعد سنوات من الإعتماد على الجيش الباكستاني فقط في التعامل مع المناطق الحدودية خصصت ادارة بوش 186.7 مليون دولار في العام المالي 2007 للمساعدة في بناء المدارس والمستشفيات في المناطق القبلية. \r\n ليس ثمة شك ان تلك الاسترتيجية محفوفة بالمخاطر فالمسلحون المتشددون ربما يلجأون الى استخدام وقف اطلاق النار لإعادة التنظيم والتسلح. كما أن النقاد يشيرون الى أن مشرف قد حاول قبل عامين التوصل الى وقف اطلاق النار مع المسلحين إلا أن ذلك سرعان ما باء بالفشل. \r\n والشئ الجيد في خطة الحكومة الباكستانية انها تهدف الى اشراك الباكستانيين انفسهم في جهود استقرار المناطق القبلية. فبمنح القبائل بديلا عن الحرب سيعني ذلك كشف المسلحين الذين يفضلون العنف وعزلهم. وإذا رفض المسلحون الهدنة فسيكون ذلك حجة قوية للحكومة باستخدام القوة. وإذا أمكن أن يقتنع الرأي العام الباكستاني ان الكفاح ضد المسلحين هو حربهم فهناك فرصة للنجاح. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو في أسرة تحرير صحيفة فلادلفيا انكوايرر \r\n خدمة ام سي تي خاص ب (الوطن) \r\n