واشنطن: أعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، عن رغبة بلاده في إرسال قواتها إلى باكستان، لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى، في إطار ما يعرف ب"الحرب على الإرهاب"، التي تقودها الولاياتالمتحدة في كل من العراق وأفغانستان، إلا أنه شدد على أن تلك الرغبة ترتبط بموافقة السلطات الباكستانية. وذكرت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الامريكية ان وزير الدفاع الأمريكي اعرب خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر البنتاجون أمس الخميس عن استعداد الولاياتالمتحدة لمساعدة وتدريب الجيش الباكستاني، في محاربة العناصر المتشددة المسلحة، التي نشطت مؤخراً في باكستان، إذا قدمت إسلام أباد طلباً في هذا الشأن. وقال جيتس:" ما زلنا مستعدين وراغبين وقادرين على مساعدة الباكستانيين وتقديم التدريب الإضافي والقيام بعمليات مشتركة، إذا رغبوا في ذلك"، ولكنه استدرك قائلاً:" أن باكستان لم تقدم طلباً للحصول على مساعدة عسكرية أمريكية إضافية، لكن حواراً يجرى في هذا الشأن". ورداً على سؤال عن إمكان انضمام قوات أمريكية إلى القوات الباكستانية لمحاربة عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المناطق القبلية الباكستانية، أجاب جيتس قائلاً:" إذا أراد الباكستانيون ذلك، أعتقد أننا سنلبي الطلب على الفور". يأتي هذا العرض الأمريكي في إطار حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها باكستان، بعد اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو، في هجوم انتحاري أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو الهجوم الذي يُعتقد أنه من تدبير مسلحين متشددين. كما تعكس تصريحات وزير الدفاع الأمريكي المخاوف المتزايدة لبلاده من أن يعيد مسلحو تنظيم القاعدة وحركة طالبان ترتيب صفوفهم واستعادة قوتهم، في الدولة المجاورة لأفغانستان، والتي طرتهم منها قوات التحالف، في الحرب التي يقودها الجيش الأمريكي، منذ ما يقرب من ستة اعوام. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال مدير قسم مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية ديل دايلي، إن الجيش الأمريكي لن يشن ضربات ضد العناصر المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، إلا بطلب حكومة إسلام أباد. وقال دايلي في تصريحاته الثلاثاء:" رغم افتقار الولاياتالمتحدة لمعلومات استخباراتية حول الجماعات الإرهابية العاملة في مناطق القبائل الباكستانية الوعرة، إلا أن الجيش الأمريكي لن يلاحق تلك العناصر المتشددة، سوى بطلب مباشر من الرئيس (الباكستاني) برويز مشرف".