قال مسؤولون أمريكيون وخبراء ان الجيش الباكستاني يستعد على ما يبدو لشن هجوم جديد في منطقة القبائل ضد زعيم طالبان الذي يلقى عليه باللائمة في اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو. ويقول مسؤولون أمريكيون ان بيت الله محسود- وهو متشدد من جنوب وزيرستان وله صلات بالقاعدة- بات ينظر اليه باعتباره تهديدا متناميا على جانبي الحدود الباكستانية الافغانية منذ ديسمبر/كانون الاول عندما اصبح زعيما لحركة طالبان في باكستان. ويتوقع المسؤولون القيام بعمل عسكري ربما خلال الاسابيع القادمة لكبح نفوذ محسود المتزايد في المناطق القبلية في الوقت الذي يحاول فيه الزعماء المدنيون المنتخبون حديثا في باكستان تشكيل حكومة ائتلافية. وقال مسؤول دفاع أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته انه يريد توحيد كل المناطق القبلية تحت سيطرته، ولانه جاوز الحد؛ فان الباكستانيين يعتزمون القضاء عليه. ويعتقد المسؤولون الباكستانيون- الذين شاركوا المخابرات الامريكية في اتهام محسود باصدار امر اغتيال بوتو في 27 ديسمبر/كانون الاول- انه مسؤول عن موجة الهجمات الانتحارية الاخرى التي تشهدها البلاد منذ يوليو/تموز. وقال قائد بارز في حلف شمال الاطلسي في افغانستان هذا الاسبوع ان منظمة محسود تساعد مسلحي طالبان ومتشددين اخرين في الاقاليم الواقعة بشرق افغانستان. ويعتبر بعض الخبراء الامريكيين ان محسود محارب يتحلى بالمهارة والذكاء سعى من حين لاخر الى السلام، ووجه ضربات مهينة للجيش. ولم يستمر اتفاق سلام- وقعه في عام 2005- طويلا، وزاد خطر عودته الشكوك بشأن استراتيجية الحكومة في التقلب بين استخدام الضغوط والاسترضاء. ويرى المسؤولون الامريكيون ان منطقة القبائل في باكستان تمثل تهديدا متزايدا لان المنطقة توفر ملاذا امنا للقاعدة التي يعتقد انها ترسخ علاقاتها مع طالبان وجماعات متشددة اخرى؛ منها جماعة محسود. وعرض مسؤوولون أمريكيون كبار في مجال الدفاع على باكستان علنا المساعدة في التصدي للمتشددين. وكانت اخر عملية نفذها الجيش الباكستاني ضد محسود في اوائل يناير/كانون الثاني، لكن مسؤولا عسكريا غربيا قال ان العملية انتهت بعد بضعة ايام وسط حديث عن هدنة غير رسمية، ربما بسبب سوء الاحوال الجوية وامتداد انشطة المتشددين الى اماكن اخرى. لكن المسؤول وهو على دراية بحملة مكافحة التمرد يشعر بالرضا لان الجيش اتخذ زمام المبادرة. وقال ان المواجهة تهدف على ما يبدو الى كبح جماح محسود وجعل الناس في المنطقة يشعرون بالاستياء من الصعوبات التي جلبها الى بقية قبيلته. وقال المسؤول ان الجنرال اشفق كياني منح فيما يبدو تركيزا اكثر للعمليات منذ ان تسلم قيادة الجيش في نوفمبر تشرين الثاني من الرئيس برويز مشرف. (رويترز)