هددت حركة طالبان الباكستانية بشن هجمات جديدة ضد الولاياتالمتحدة "ستدهش كل شخص في العالم"، معلنةً مسئولية الحركة عن الهجوم الذي استهدف كلية الشرطة في لاهور شرقي البلاد مخلفا عشرات القتلى والجرحى. وقال بيت الله محسود، زعيم حركة "طالبان باكستان" في إشارة إلى هجوم لاهور الذي أدى إلى مقتل 27 شخصًا غالبيتهم من قوات الأمن: "نُفذ الهجوم رداً على الغارات الجوية التي تشنها طائرات أمريكية من دون طيار على مناطق القبائل، وسنشن المزيد". وأضاف أننا "شكلنا مجلساً للمجاهدين يضم كل الجماعات بهدف تكثيف الهجمات على القوات الأمريكية وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان". وفي تعليقه على المكافأة التي عرضتها الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة والتي تقدر بخمسة ملايين دولار مقابل أي معلومات يمكن أن تؤدي إلى اعتقاله، استبعد بيت الله محسود احتمال اعتقاله، وقال: "أقصى ما يمكن أن يقوموا به هو قتلي ... وسنثأر منهم قريبًا داخل الولاياتالمتحدة". وتعتبر واشنطن زعيم حركة طالبان الباكستانية الحلقة الأساسية في شبكة "القاعدة" التي تنشط في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان. ويعتبر محسود الملاحَق الأول في باكستان، خصوصًا أن النظام الباكستاني السابق برئاسة برويز مشرف اتهمه بالتخطيط لاغتيال رئيسة الوزراء السابقة "بينظير بوتو" في 27 ديسمبر 2007. كذلك تم تحميل حركته مسئولية الهجوم الذي استهدف فندق ماريوت في إسلام أباد في 20 سبتمبر 2008، والذي أوقع 60 قتيلاً. وفي السياق ذاته، هدد ولي الرحمن محسود، نائب زعيم طالبان باكستان في جنوب وزيرستان، بضرب أهداف في الولاياتالمتحدة قريبًا, مشيرًا إلى أن العالم سيسمع عن تلك العمليات. وكشف بيان وقعه ولي الرحمن أن مخطط للهجوم على أكاديمية الشرطة وضع في إقليمجنوب وزيرستان القبلي، مهددًا بعمليات أخرى ستستهدف القوات الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم، وكذلك الحكومة والجيش في باكستان، في حال عدم سحب القوات الحكومية من مناطق القبائل. الغارات الأمريكية على منطقة القبائل الباكستانية: يذكر أن الولاياتالمتحدة شنت نحو 30 هجوما بصواريخ من طائرات بدون طيار على مناطق القبائل الباكستانية في عام 2008, وقد شن أكثر من نصفها بعد بداية سبتمبر الماضي. وخلفت تلك الهجمات أكثر من 220 قتيلا حسب تقارير من أجهزة مخابرات باكستانية ومسئولين محليين وسكان. وغالبية القتلى هم من المدنيين الأبرياء. كما أن تلك الهجمات الأمريكية تواصلت العام الجاري، حتى بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما منصبه رسمياً، في يناير الماضي. وينتهج الجيش الأمريكي سياسة عدم التعليق على مثل هذه الهجمات العابرة للحدود، وينفذها عبر طائرات دون طيار، علماً بأن القوات الأمريكية هي الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات عسكرية لإطلاق صواريخ من تلك الطائرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد. وذكرت تقارير إعلامية مؤخرًا أن إسلام آباد على علم بالهجمات الصاروخية الأمريكية وأنها أعطت إذنًا بتنفيذها، فيما تحدثت بعض التقارير أن هذه الهجمات تنطلق من داخل الأراضي الباكستانية نفسها. وأقر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، في وقت سابق، بأن القوات الأمريكية قامت بشن عدد من الغارات داخل الأراضي الباكستانية، وهو اعتراف نادر من جانب واشنطن بمثل هذه الغارات. لكن السلطات الباكستانية نفت ذلك، وأعلنت عن إدانة هذه الهجمات، معتبرة أنها تشكل انتهاكاً لسيادتها، وطلبت من القوات الأمريكية الامتناع عنها. وفي أحدث تلك الغارات، أطلقت طائرة بلا طيار يعتقد أنها أمريكية صاروخا على شمال غرب باكستان مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وقال شهود عيان من سكان قرية خاديزاي في منطقة اوراكزاي وهي منطقة قبلية يسكنها البشتون: "الصاروخ ضرب مقر قيادة لطالبان". وأكد مسئول أمني وقوع الضربة وقال إن عدد القتلى قد يكون أكثر من عشرة.
يأتي هذا في الوقت الذي اعترف فيه الجنزال الأمريكي قائد القيادة الوسطى ديفيد بتريوس بأن حركة طالبان تزداد قوة، وهدد بأن الولاياتالمتحدة ستخوض حربا "بلا هوادة" ضدها. كماطلب الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات الأمريكية في أفغانستان من إدارته إرسال 10 آلاف جندي إضافي العام القادم للمساعدة في مواجهة طالبان. وقال بتريوس الذي تشمل منطقة صلاحياته العراق وأفغانستان والخليج إن القوات الإضافية الأمريكية التي أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنشرها في أفغانستان ستمكن القوات الأمريكية من التصدي لمسلحي طالبان وملاحقتهم بلا هوادة. وجاءت تصريحاته خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي تناولت الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة في أفغانستان التي طرحها أوباما. وكان الرئيس أوباما قد أمر مؤخرا بنشر 17 ألف جندي أمريكي إضافي في أفغانستان إلى جانب 38 ألف جندي متمركزين حاليا هناك. واعتبر بتريوس أن مقاتلي طلبان والقاعدة المتواجدين في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الأفغانية يشكلون تهديدا على وجود دولة باكستان. ومن جانبه، قال مسؤولون دفاعيون أمريكيون كبار أن الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات الأمريكية في أفغانستان طلب إرسال عشرة آلاف جندي إضافي إلى هناك العام القادم. وأضاف المسؤولون أنه لا حاجة لاتخاذ قرار بشأن الطلب حتى الخريف القادم وأن الرئيس باراك أوباما يريد مراجعة مدى التقدم في الحرب الأفغانية في وقت لاحق هذا العام. وقال الجنرال بتريوس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ردا على سؤال من رئيس اللجنة السناتور كارل ليفين "ثمة طلب لإرسال قوات". وقالت ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية أمام اللجنة أن الإدارة مستعدة للنظر في طلبات إرسال قوات إضافية لكنها تتوقع احتمال تعرض هذه الطلبات للتغيير خلال العام مع استمرار الحرب. وأضافت فلورنوي أن من المتوقع بالفعل أن يزيد عدد القوات الأمريكية في أفغانستان هذا العام من 38 ألفا إلى 68 ألفا. ولدول أخرى أغلبها من أعضاء حلف شمال الأطلسي زهاء 32 ألف جندي في أفغانستان. وأعلن أوباما الاسبوع الماضى استراتيجية جديدة بخصوص أفغانستانوباكستان تتضمن قرارا بنشر أربعة آلاف جندي إضافي هناك لتدريب قوات الأمن الأفغانية. كما أقر اجتماع دولي عقد في لاهاي وشاركت فيه إيران، استراتيجية أوباما تجاه أفغانستان.