\r\n بيد إن العالم يكاد أن يكون قد أدار ظهره للبوسنة نفسها، ولكي نتتبع كيف حدث ذلك، عدت بالذاكرة إلى الوراء لتقييم كيف كانت الأشياء تمضي. وإليكم تقييمي والعلامات التي منحتها لكافة العناصر المتعلقة بهذا الموضوع. \r\n \r\n الهدف الجوهري: العلامة(+ A ) : قبل التوقيع على \"دايتون\" تم التوقيع على 30 وقفا لإطلاق النار. كان هدفنا المبدئي هو إنهاء الحرب مرة واحدة وللأبد. بعد ذلك التاريخ باثنى عشر عاماً، تم تحقيق الهدف المبدئي تماماً دون خسارة جندي واحد. \r\n \r\n قيام دولة واحدة بحكومة مركزية لا يمكن أن ينجح في البوسنة والعراق وأفغانستان، ففي هذه البلدان يجب اقتسام السلطة بين المركز والمقاطعات. \r\n \r\n \r\n \r\n القاعدة: العلامة( A) لقد كنا قلقين من وجود مجموعة صغيرة من المتطرفين الإسلاميين الذين أصبحوا فيما بعد مشهورين باسم \"القاعدة\"، ولذلك طالبنا في اتفاقية \"دايتون\" بإخراج هذه المجموعة وأعطينا قوات \"الناتو\" الحق في مهاجمتها. ومن دون \"دايتون\" فلربما كانت \"القاعدة\" قد خططت لشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر من البوسنة وليس من أفغانستان. \r\n \r\n التكامل العسكري: الدرجة: (+B ): بسبب المجادلات داخل \"الناتو\" اضطر الموقعون على \"دايتون\" إلى ترك دولة واحدة بثلاثة جيوش. كان واضحاً منذ البداية أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ولكن وبفضل جهود المتابعة الحثيثة، أصبحت هناك في الوقت الراهن قيادة واحدة، وجيش واحد للدولة. \r\n \r\n الانقسام المادي: العلامة(- A ) كان هناك إدراك واسع النطاق ونحن نجري المفاوضات أن الكيانات الصربية والكرواتية والإسلامية ستظل مقسمة، وأن الدولة ذاتها سوف يجري تقسيمها في النهاية. وتوقعت دول الناتو أن قواتها ستقوم بأعمال الحراسة والدورية على امتداد خطوط فاصلة مجردة من السلاح على غرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية، ولكن لم يحدث شيء من هذا، إذ يمكن لأي أحد أن يقود سيارته دون تدخل من أول البوسنة وحتى آخرها دون أن تعترضه نقاط التفتيش التي كانت منتشرة في كل مكان في السابق. \r\n \r\n التكامل الاقتصادي: العلامة( +C): هناك الآن عملة واحدة، وتبادلات تجارية تتم بين الإثنيات الثلاث، والمشكلة هنا أن الفساد متجذر بعمق على جانبي البوسنة، وهناك سياسيون يرتدون لباس الوطنية للمحافظة على سيطرتهم على المشروعات المملوكة من قبل الدولة. \r\n \r\n عضوية الاتحاد الأوروبي: العلامة ( + B): ليس للبوسنة، شأنها في ذلك شأن جيرانها في البلقان، أي مستقبل قابل للحياة والاستمرار سوى من خلال الانضمام لعضوية \"الناتو\". ومنذ انهيار حزمة الإصلاح السابقة المقدمة من قبل الممثل الأعلى\"لورد بادي آشداون\" لم يتحرك شيء في هذا المكان، واستمر ذلك قائماً حتى الشهر الماضي عندما وافق البوسنيون على اتفاقية لإجراء إصلاح محدود في قوات الشرطة، وهي الاتفاقية التي ستمهد الطريق أمام البوسنة كي توقع اتفاقية استقرار وشراكة تمهيدا للانضمام ل\"الناتو\". \r\n \r\n التكامل السياسي: الدرجة( -C): حتى إبريل 2006 لم يتحقق سوى تقدم بطيء . ف\"الممثل الأعلى\" اللورد \"آشداون\" كان يدفع بقوة إلى الإصلاح، واقترح حزمة دستورية كان يمكن أن تؤدي إلى تعزيز أوضاع المؤسسات المركزية للدولة، ولكنه لم ينجح للأسف في تحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب معارضة \"حارث زيلاديتش\"رئيس وزراء البوسنة في زمن الحرب. ومنذ ذلك الوقت لم يتم تحقيق تقدم ذي شأن بسبب سعي رئيس وزراء صرب البوسنة \"ميلوراد دوديك\" إلى إتباع سياسات ترمي إلى البعد عن بنود \"اتفاق دايتون\" وهو ما يؤدي إلى زعزعة استقرار البلقان. \r\n \r\n جهود المتابعة: المجتمع الدولي: العلامة(- C)المتحدة العلامة(+ C)روسيا: العلامة(F). \r\n \r\n معظم الأشخاص الذين تحدثت إليهم بصدد موضوع المتابعة أبدوا نفس الملاحظة وهي أن التقدم السياسي قد بدأ يتقلص عندما أصبح من الواضح أن البوسنة لم تكن تمثل أولوية بالنسبة لإدارة بوش. ويجب على واشنطن أن تعرف أنه من دون قيادة أميركية قوية، فإن المكاسب التي تحققت في البوسنة، يمكن أن تختفي. علاوة على ذلك فإن القرار الخاص باستبدال قوات \"الناتو\" بقوة أوروبية صغيرة كان خطأً فادحاً، ثم جاء الممثل الخاص الضعيف الذي تلا \"آشداون\" ليتسبب في المزيد من التقويض للإصلاح، وهو ما أدى بدورة إلى تشجيع الساسة الانتهازيين على استخدام ورقة العرق مرة ثانية. وعلى الرغم من أن الممثل الأخير هو \"ميروسلاف لاجكاك\" دبلوماسي ماهر إلا أن المشكلة تكمن في أنه لا يحصل على الدعم اللازم من \"بروكسل\" كما أن ما يقوم به يلقى معارضة من الروس. العلاقات الخارجية: العلامة(+ C ). \r\n \r\n هناك في الوقت الراهن جواز سفر واحد، وتقاسم للسفراء بين المجموعات الإثنية المختلفة، وسياسة خارجية واحدة تقريباً، وآخر وزير خارجية كان صربيا، والحالي هو يهودي من البوسنة. \r\n \r\n دروس للدول أخرى: إن إي اتفاقية لا تساوي الكثير ما لم يتم تنفيذها بدقة، ومتابعتها بدأب. علاوة على ذلك، فإن الاتفاقات السياسية يجب أن تعكس الحقائق التاريخية والإثنية. وقيام دولة واحدة لديها حكومة مركزية قوية يمكن أن ينجح في فرنسا واليابان، ولكن لا يمكن أن ينجح في دول البوسنة أو العراق أو أفغانستان أو السودان. ففي مثل تلك البلدان يجب اقتسام السلطة بين الحكومة المركزية، وبين حكومات المقاطعات، أو الأقاليم، أو الولايات، ويجب على الولاياتالمتحدة أن تضع ذلك في اعتبارها بالنسبة للعراق. \r\n \r\n \r\n \r\n ريتشارد هولبروك \r\n \r\n سفير أميركا الأسبق في الأممالمتحدة قام بدور رئيسي في صياغة اتفاق دايتون \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n \r\n \r\n