\r\n وجود الاسر الحاكمة شيء عادي في سياسات جنوب آسيا. تكون البداية ان شخصية مؤثرة تؤسس حزباً، وبعدها ينظر افراد العائلة إلى ذلك الحزب على انه ممتلكات شخصية لهم. في بعض الاحيان تجد هذه الاسر من بين صفوفها شخصيات قادرة على قيادة الحزب وفي بعض الاحيان تفشل في ذلك. \r\n \r\n ذو الفقار علي بوتو الذي انهى تعليمه في اكسفورد كان قاسياً ومع ذلك كان له سحره الكبير على الجماهير. وقد اسس حزب الشعب ووعد بأن يعمل على نشر الديمقراطية في باكستان. في النهاية تمت الاطاحة به في انقلاب عسكري ونفذ فيه حكم الاعدام شنقاً. \r\n \r\n تولت قيادة الحزب بعده بي نظير بوتو التي تخرجت في هارفارد واكسفورد واصبحت اول امرأة تصبح رئيسة للوزراء في بلد اسلامي تمت الاطاحة بها ايضاً من قبل العسكر واغتيلت الشهر الماضي لدى محاولتها العودة مجدداً للمسرح السياسي. \r\n \r\n في بنغلاديش التي انفصلت عن باكستان في 1971، اقتفت خالدة ضياء اثر بي نظير. فعندما اغتيل زوجها الرئيس ضياء الرحمن خلال محاولة انقلابية فاشلة في 1981، لم يكن لدى خالدة أي اهتمام كبير بالسياسة، ومع ذلك اختارها حزب بنغلاديش الوطني لرئاسة الحزب ولم تصبح فقط اول امرأة ترأس الحكومة في بلادها بل خدمت اطول فترة في شغل ذلك المنصب. مثلها مثل بي نظير بوتو، انتهت رئاستها للوزارة بعد ان وجهت لها تهمة الفساد. \r\n \r\n تقدم انديرا غاندي افضل مثال على الاسر الحاكمة. فهي ابنة لاول رئيس للوزراء في الهند وهو نهرو الذي تخرج في كمبريدج وتخرجت انديرا في جامعة اكسفورد. وكانت انديرا ترافق والدها في رحلاته الخارجية. بعد موت والدها في 1964 استخدمت مهاراتها السياسية من اجل السيطرة على حزب المؤتمر ورئاسة الحكومة، وكانت اول امرأة تتمكن من فعل ذلك، كانت انديرا ترى في الحزب شيئاً يخص اسرتها مثلها مثل بي نظير بوتو، وكانت حريصة على ألا يقود الحزب شخص من خارج العائلة. \r\n \r\n تم اغتيال انديرا غاندي في 1984 من قبل حارسين من السيخ اثار غضبهما مهاجمة الجيش للأماكن المقدسة في المعبد الذهبي في الرستار. كانت انديرا ترغب في رؤية ابنها سانغاي وهو يخلفها في الحزب والحكم، ولكنه قتل في تحطم طائرة وبالتالي تم اختيار ابنها الاخر راغيف الذي تخرج في كمبريدج ليتولى رئاسة الحزب والحكومة. خسر راغيف الانتخابات في 1989 وكان يقوم بحملة انتخابية للعودة إلى الحكم عندما تمكنت امرأة انتحارية من التاميل من تفجير نفسها وقتله في 1991، وانتقم بالتالي التاميل في سري لانكا كما أسموه بالتدخل الهندي السلبي في حرب الاستقلال التي يخوضونها. بعدها اعطى حزب المؤتمر الى سونيا ارملة راغيف التي رفضت في البداية ذلك ولكنها عادت ووافقت على تولي رئاسة الحزب في 1998 ولكنها لم تقبل تولي رئاسة الحكومة بعد فوز حزبها في انتخابات 2004 وذلك بسبب خوفها من ان تؤدي جذورها الاجنبية الى انقسام الامة. هذا الشيء مألوف لدى الناخب الاميركي. فالسناتور جون اشكروفت اصبح اول سناتور يهزم من قبل رجل جيش يدعى ميل كرنهانا الذي توفي قبل اسبوعين من انتخابات 2000، وبقي اسمه ضمن قوائم المرشحين للانتخابات، واحتلت زوجته مقعده في الكونغرس. حاكم تكساس جورج بوش تم اختياره من قبل المؤسسة الجمهورية للرئاسة في 2000 للاستفادة من قوة اسم والده، وهناك الآن هيلاري كلينتون التي تقدم افضل مثال على الاسر الحاكمة في اميركا. فالمؤسسة الديمقراطية سمحت لها بالترشح في الانتخابات الرئاسية من اجل الاستفادة من زوجها الذي بقي ثماني سنوات في البيت الابيض. \r\n \r\n ان هناك تشابهاً في السياسات القبلية في اميركا مع جنوب آسيا. فكلينتون خريج جامعة بيل وباراك اوباما خريج جامعة هارفارد وهو يقدم نفسه للناخب الاميركي على انه «مرشح التغيير».