\r\n غير أن ترشيح \"يارودوا\" الذي تم خلال اجتماع ماراثوني للحزب الحاكم، عقد مؤخراً في العاصمة النيجيرية أبوجا، أثار اهتماماً واسعاً بمدى قدرته على تأمين موقف الحزب الانتخابي في المعركة الانتخابية الرئاسية المرتقبة في أبريل من عام 2007 المقبل. وفيما لو فاز \"يارودوا\" بالمنصب الرئاسي، فسوف تكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ نيجيريا طوال نصف القرن الماضي من استقلالها عن النفوذ الأجنبي، التي يتم فيها تداول سلمي للسلطة، ويجري تسليمها من حكومة ديمقراطية منتخبة لأخرى مثلها. وعاشت نيجيريا حقباً طويلة من التقلب المستمر بين نظام حكم مدني وآخر عسكري، طالما حفلت بالانقلابات والديكتاتوريات العسكرية. لكن وفي العام 1999 جرى انتخاب \"أوباسانجو\"، الجنرال والحاكم العسكري السابق في عقد السبعينيات، رئيساً للبلاد، ليدشن حقبة طويلة لم يعتريها أي انقطاع منذ تاريخ انتخابه. وفيما لو نجحت انتخابات العام المقبل، فإنها سوف تسهم في ترسيخ انتقال نيجيريا نحو نظام الحكم الديمقراطي دون شك، بما يجعل منها لبنة لاستقرار بقعة مضطربة من بقاع العالم. وتعد نيجيريا الدولة الأفريقية الأعلى كثافة سكانية بلا منازع، إذ يبلغ تعدادها السكاني 130 مليون نسمة، بينما تعد أكبر دولة مصدرة للنفط في القارة. \r\n وكان أنصار \"أوباسانجو\" قد بذلوا قصارى جهدهم لتعديل الدستور، بما يسمح له بترشيح نفسه لدورة رئاسية ثالثة، إلا أنهم هزموا أمام مد معارض قوي لهذا الاتجاه، بما فيه أعضاء ينتمون إلى حزب \"أوباسانجو\" نفسه. كما علق نائبه \"عتيقو أبو بكر\" على الفوز بالترشيح، حتى تتسنى له خلافة رئيسه في المنصب، إلا أن لكلا الرجلين مثالبه، التي وقفت حجر عثرة أمام أهلية \"أبوبكر\" للترشح للمنصب. وتعيش في نيجيريا ما يربو على 200 جماعة عرقية، تنتشر في مساحة جغرافية واسعة، وزعت ديموغرافياً بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، في 36 ولاية. وتعتقد كل جماعة إثنية كبيرة أن لها الحق في تولي المنصب الرئاسي. وبما أن الرئيس الحالي \"أوباسانجو\" مسيحي ينتمي إلى قبيلة \"اليوروبا\" المسيحية في جنوبي غرب البلاد، فقد علت أصوات مسلمي الشمال، بأن دورهم قد حان الآن لخلافته في المنصب. إلى ذلك تطالب المجموعات العرقية الأخرى، لا سيما في منطقة \"دلتا النيجر\" الغنية بالنفط والمنطقة الأفقر في ذات الوقت، بأن هذه هي فرصتها في السيطرة على مراكز النفوذ ودوائر اتخاذ القرار، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يمكنها من الخروج من واقع التهميش الذي تعانيه. \r\n يذكر أن \"يارودوا\" أعلن في تصريح صحفي له بث عبر التلفزيون النيجيري يوم الأحد الماضي، عن اختياره منافساً له في الترشح للمنصب الرئاسي، من منطقة \"دلتا النيجر\"، هو \"جودلك جوناثان\"، حاكم ولاية \"بايلسا\"، وعضو جماعة إيجاو العرقية. لكن وفيما يبدو، فقد قصد من هذا الاختيار تهدئة الأوضاع في المنطقة النيجرية الأغنى بالنفط والأعلى إنتاجاً وتصديراً له. يذكر أن تمرداً سابقاً في \"الدلتا\"، كان قد اندلع بقيادة جماعة \"إيجاو\" العرقية، قد أدى لانخفاض إنتاج النفط بمعدل 25 في المئة على أقل تقدير. \r\n وعلى الرغم من أن \"يارودوا\" مسلم وينتمي للإقليم الشمالي، فإنه ليس معروفاً بما يكفي، إضافة إلى كونه لا ينتمي للنخبة العسكرية، التي قادت دفة الحكم في البلاد، خلال الجزء الأكبر من تاريخ استقلالها الوطني. غير أنه عرف بعزمه على مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مؤهلاته القيادية الأخرى، التي ربما تسهم في تجاوز نيجيريا لأزمة حكمها وفسادها البيروقراطي. فهل يفلح في مسعاه لتولي المنصب الرئاسي؟ \r\n \r\n ليديا بولجرين \r\n مراسلة \"نيويورك تايمز\" في داكار- السنغال \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n