\r\n وذكر 56 % من المشاركين في هذا المسح أن القيادة الأميركية غير مرغوب فيها على الاطلاق. والسبب الرئيسي في الشقاق الحالي بين الولاياتالمتحدة وتركيا هو حرب العراق، حيث عارض الأتراك الحرب، ليس بسبب حبهم لصدام حسين ولكن لخوفهم من امكانية مساهمة هذه الحرب في زيادة مظاهر العنف الطائفي بالعراق وتقوية النزعة القومية للأكراد. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تحققت أسوأ المخاوف التركية. \r\n وقد فاقم الغزو الأميركي للعراق بشكل خطير من المشكلة الكردية للأتراك وأعطى دفعة جديدة للجهود الانفصالية التي يشنها حزب العمال الكردستاني. ومنذ شهر يناير الماضي، \r\n قتل أكثر من 91 مسئولا أمنيا تركيا خلال هجمات لحزب العمال الكردستاني انطلقت من معسكرات تدريب الحزب في شمال العراق. ويُلقي عدد كبير من الأتراك باللائمة على الولاياتالمتحدة لمسئوليتها عن زيادة الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني منذ بسط الولاياتالمتحدة لسيطرتها على شمال العراق. \r\n وقد طالبت حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الولاياتالمتحدة مراراً القيام بعمل عسكري من أجل القضاء على معسكرات تدريب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في العراق. ولكن في الوقت التي منحت فيه الولاياتالمتحدة دعماً شفهياً للصراع التركي ضد حزب العمال الكردستاني، لم تشأ اميركا اتخاذ أي خطوة ملموسة في الوقت الحالي الذي يشهد اخفاقات كبيرة للقوات الأميركية في العراق. \r\n وعلاوة على ذلك، لم ترغب الولاياتالمتحدة في مضايقة الأكراد الموجودين حالياً بمنطقة شمال العراق، والذين تحتاج الولاياتالمتحدة إلى دعمهم من اجل الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي العراق. وقد أعطى هذا انطباعاً لعدد كبير من الاتراك بأن الولاياتالمتحدة تتحيز للأكراد في قضية أمنية ذات أهمية كبيرة لتركيا، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة. \r\n ولشعورها بالإحباط بسبب غياب الأفعال والنتائج، هددت الحكومة التركية بإتخاذ عمليات عسكرية احادية لتدمير معسكرات التدريب التابعة لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق. ولكن الولاياتالمتحدة تعارض بشكل قوي أي هجمات تركية على شمال العراق خشية أن تؤدي هذه الهجمات الي تقويض الاستقرار بالمناطق الكردية الواقعة شمال العراق والتي تتميز بهدوء نسبي. \r\n وفي خطوة تهدف إلى تقليل المخاوف التركية، عينت إدارة الرئيس بوش مؤخراً مبعوثاً خاصاً الى منطقة شمال العراق تتلخص مسئولياته في التنسيق بين القوات الأميركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. وقد لاقت خطوة تعيين الجنرال المتقاعد جوزيف رالستون، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق والقائد الأعلى السابق لقوات الناتو في أوروبا ترحيباً كبيراً لأنها أشارت الى أن الإدارة الأميرية بدأت أخيراً في الاهتمام بالهموم التركية وأخذها على محمل الجد. \r\n وعلى الرغم من ذلك، ومن أجل القضاء على مد العداء المتصاعد للولايات المتحدة في تركيا، يحتاج تعيين رالستون إلى أن يتبعه اجراءات اضافية ملموسة من جانب الولاياتالمتحدة للتأكيد على جدية الولاياتالمتحدة وتصميمها على انهاء التهديد الذي يمثله حزب العمل الكردستاني. وعلى وجه الخصوص، يتعين على الولاياتالمتحدة اتخاذ الاجراءات التالية:- \r\n اعتقال وتسليم زعماء حزب العمال الكردستاني إلى الحكومة التركية، وينتشر عدد كبير من هؤلاء القادة في شمال العراق خلال الوقت الحالي. \r\n الحد من حركة أعضاء حزب العمال الكردستاني بشمال العراق من خلال قطع الامدادات اللوجيستية لمقاتلي الحزب. \r\n وضع مدينة كركوك التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط في العالم، تحت تصرف الإدارة العراقية بدلاً من الكردية. وسوف تساعد هذه الإجراءات على التقليل من المخاوف التركية القائلة بأن العودة الجماعية للاجئين الأكراد الذين تعرضوا للإجلاء والطرد إبان فترة حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين سوف تحول مدينة كركوك إلى مدينة \"كردية\" في محاولة من قبل الأكراد للسيطرة على الثروة النفطية الموجودة في المدينة. واذا نجح الأكراد في هذه الخطوة، فقد يستخدمون عوائد النفط لتمويل اقامة دولة كردية مستقلة على الحدود الجنوبية لتركيا. \r\n وبالنظر إلى هذه العوامل مجتمعة، يمكن القول بأن الاجراءات السابقة قد توفر دليلاً ملموساُ على أن الولاياتالمتحدة جادة في مساعدة تركيا في القضاء على تهديدات حزب العمال الكردستاني، وسوف توفر دلائل ملموسة على الجهود التي تبذل حالياً لاقامة شراكة استراتيجية جادة مع تركيا. وعلى الجانب الآخر، من المحتمل أن يؤدي الفشل في تنفيذ هذه الخطوات والاجراءات إلى تدهور العلاقات التركية الأميركية بشكل اضافي وزيادة عزلة تركيا عن الغرب. \r\n \r\n * استاذ كرسي في قضايا الأمن الأوروبي بمعهد راند \r\n خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون خاص ب(الوطن) \r\n \r\n \r\n \r\n