\r\n \r\n \r\n \r\n تماشيا مع أسلوبه المتحدي الذي مكنه من تحقيق انتصارات سياسية داخل اليابان، ولكنه جعلها أكثر انعزالاً في القارة الآسيوية، قام كويزومي بزيارة المزار على الرغم من التحذيرات التي وجهها إليه جيرانه الآسيويون ومجموعات نافذة داخل بلاده، وكذلك مسؤولون أميركيون يرون أن الزيارات السنوية للمزار تؤدي دونما داع لتوتير علاقات اليابان مع الصين. \r\n \r\n وفي دفاع عاطفي إلى حد ما عن زيارته قال كويزومي إنه قد حاول- بسبب الضغوط التي مورست عليه- أن يتجنب القيام بزيارة المزار في هذا اليوم ولكنة تعرض في نفس الوقت\" لانتقادات شديدة أرادت أن تحول عدم قيامه بهذه الزيارة إلى مشكلة\". \r\n \r\n وقال كويزومي إنه كان يهدف من خلال زيارته إلى تكريم قتلى الحرب وليس مجرمي الحرب، وقلل من أهمية النقد الموجه إليه بأن تلك الزيارة قد أدت إلى الإضرار بعلاقة بلاده مع الصين وكوريا الجنوبية، على الرغم من قيام هاتين الدولتين بتأجيل اجتماعات قمة بسبب هذه الزيارة. \r\n \r\n وقال كويزومي إنه حتى لو كان الرئيس بوش نفسه قد طلب منه ألا يقوم بهذه الزيارة، \"فإنه كان سيقوم بها رغماً عن ذلك\". \r\n \r\n واحتجت الصين فوراً على الزيارة حيث قال وزير خارجيتها إن مثل تلك الزيارات تضر بالأسس التي ترتكز عليها العلاقات الصينية- اليابانية، علاوة على أنها \"تمثل عبئا ثقيلاً على الضمير الإنساني\". \r\n \r\n أما كوريا الجنوبية فقد قامت من جانبها باستدعاء السفير الياباني لديها لتسلمه احتجاجاً على تلك الزيارة. \r\n \r\n وفي اليابان ذاتها تعرضت الزيارة لانتقادات عنيفة من جانب\" ساداكازو تانيجاكي\" وزير مالية كويزومي الذي يسعى للحلول محله في منصب رئيس الوزراء، وكذلك من قبل\" تاكينوري كانزاكي\" زعيم حزب\" نيوكوميتو\" الشريك الأصغر للحزب \"الديمقراطي الليبرالي\" الحاكم. \r\n \r\n وعلى العكس مما قام به العام الماضي، عندما استجاب للنقد الموجه إليه للقيام بالزيارة وارتدى حلة عادية، فإن كويزومي اختار هذا العام أن يرتدي حلة رسمية يابانية الطراز للقيام بالزيارة التي بدأها الساعة 7:40 صباحاً وأدى فيها الصلاة بمجرد وصوله للقاعة الداخلية للمزار وقد رسم على وجهه تعبيراً جاداً. وقام \"كويزومي\" الذي كان يقول في السابق إنه يقوم بزيارة المزار كمواطن عادي بمغادرة المزار بعد أن أدى الصلاة فيه بخمس عشرة دقيقة، وبعد أن سجل اسمه ولقبه الرسمي كرئيس وزراء في دفتر المزار. \r\n \r\n وقد جاءت هذه الزيارة لتنهي التكهنات التي استمرت لعدة شهور عما إذا كان كويزومي الذي سيتقاعد من منصبه الشهر القادم سيقوم بالزيارة في هذا اليوم المشحون بالدلالات الرمزية أم لا. \r\n \r\n ويذكر أن كويزومي كان قد وعد،عندما رشح نفسه لتولي منصب رئيس الحزب \"الديمقراطي الليبرالي\" منذ خمس سنوات خلت، بأنه سيقوم بزيارة المزار في هذه المناسبة تحديداً. وبالإضافة إلى صلاته من أجل ذكرى 2,5 مليون جندي ياباني يقول \"كويزومي\" أنه قد صلى أيضاً من أجل السلام في المزار. ولكن في نظر الكثير من المنتقدين داخل اليابان وخارجها فإن مزار \"ياسوكوني\" على وجه التحديد ليس فقط هو المكان غير المناسب للصلاة من أجل السلام، ولكنه أيضا المزار الذي يعتبر رمزا للعسكرية اليابانية التي لا تتوب. \r\n \r\n فالنقطة المحورية التي يركز عليها منتقدو هذا المزار هي مجرمو الحرب اليابانيون البالغ عددهم 14 مجرما والذين تم تخليد ذكراهم فيه عام 1978. \r\n \r\n ولكن السيد كويزومي نجح إلى حد ما في صياغة شكل الجدل الدائر حول هذا الأمر باعتباره جدلاً يدور بين اليابان من جهة والصين من جهة أخرى وهو ما جعله يكتسب سمعة كرجل وطني مما حصنه ضد الاتهامات التي كانت توجه إليه بأنه كان يجر العسكرية اليابانية إلى موقع قريب أكثر مما ينبغي من الولاياتالمتحدة الأميركية. \r\n \r\n نوريميتسو أونيشي \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في طوكيو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n