مرحبا

عندما يزور رئيس الوزراء قبر الجندي المجهول أو نصب شهداء أو ضحايا الحرب فإن هذا تقليد يجب أن يقوم به في مناسبات معينة وشأن خاص به وبوطنه إلا في اليابان فإن مثل هذه الزيارة تدفع دولتين إلي الاحتجاج بشدة واستنكار هذه الزيارة وهما كوريا الجنوبية والصين.
ومن هنا فإن رؤساء الوزارات في اليابان امتنعنوا خلال العشرين عاما الماضية عن القيام بمثل هذه الزيارة ولكن رئيس الوزراء الياباني كويزومي تحدي الضغط العالمي ورأي بمناسبة اعتزاله منصبه بعد خمس سنوات أن يزور النصب وأن يصلي فيه كما وعد عندما تقدم للانتخابات لأول مرة.
كانت الزيارة في الذكري ال61 لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وعلي الفور احتج وزير خارجية كوريا الجنوبية التي قاست بلاده من استعمار اليابان لها خلال السنوات من 1910 حتي انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة اليابان عام 1945.
واستدعي وزير خارجية الصين السفير الياباني في بكين وتلا عليه مذكرة احتجاج عنيفة قالت إن زيارة كويزومي عقبة في سبيل السلام العالمي وتهز الضمير العالمي ومعرفة الماضي علي حقيقته هي السبيل الوحيد لإقامة علاقات دبلوماسية جيدة.
وهذه تعتبر الزيارة السادسة لكويزومي، ولكن الزيارات السابقة كانت في مناسبات أقل أهمية من تاريخ انتهاء الحرب العالمية الثانية التي ذكرت الصين وكوريا الجنوبية بالفضائع والجرائم الوحشية التي ارتكبتها اليابان خلال استعمارها لكوريا أو في الصين.
ومن ناحية أخري فإن زيارة كويزومي كانت ل14 من رجال حكومة اليابان الذين أشعلوا الحرب العالمية الثانية مثل رئيس الوزراء توجو الذي نفذ فيه حكم الاعدام عام 1948 بعد محاكمته كمجرم حرب.
وقد حرصت اليابان علي اعتبار أن ذلك المزار إنما اقيم للسلام ولكن المتحف المجاور له يقدم اليابان علي أنها ارغمت علي دخول الحرب العالمية واكرهت علي ذلك كما أنه يمجد ما قام به الجنود اليابانيون أثناء تلك الحرب.
وعقب وأثناء زيارةكوزيزرمي للنصب قام ربع مليون ياباني بزيارته وكذلك وزيران و56 نائبا كما احرقت بيوت ومكاتب السياسيين الذين يعارضون هذه الزيارة وانتحر بعض المؤيدين لها.
وقد أكد كويزومي علي أن الهدف من هذه الزيارة الصلاة من أجل السلام وقال إنه لا يمجد الحرب ولا يدعو لها ولكنه يطالب بعدم نسيان الذين ماتوا أثناءها.
ولكن سبب الاحتجاجات علي هذه الزيارة أن رئيس الوزراء لم يقم بها بصفته الشخصية بل توجه بصفته الحكومية ووقع في دفتر الزيارات بصفته الرسمية.
وهكذا نجد أن الشعوب تريد أن تحاسب علي الماضي لا علي الحاضر فحسب!